| القوى العاملة
كتب الأستاذ محمد بن عبدالله القنيعير عن مراحل دورة الميزانية, ولأهمية ما تطرق اليه الأستاذ محمد سنحاول هذا الأسبوع تناول ما تناوله من جوانب:
أول حقيقة يجب أن نعرفها هي أن الميزانية خطة للمستقبل، اي التبنؤ لما سوف نعمله في المستقبل, والميزانية قبل كل ذلك تتعامل بالتحديد مع الأمور المالية,, ولذا فهي تعبر عن أحسن تقدير لما سوف يتم صرفه في المستقبل.
الميزانية تحدد الايرادات والمصروفات وتحدد الوقت الذي سوف يتم الصرف فيه ويسمى السنة المالية وهي عادة اثنا عشر شهرا.
هناك صفة أخرى من صفات الميزانية ايضا وهي أنها تحدد لأجل ماذا أو الغرض من الانفاق، وبناء على ذلك هناك ثلاثة أنواع مختلفة من الميزانية كل منها يوضح الغرض من الصرف وهي:
ميزانية المواد، ميزانية البرامج، ميزانية الانتاج.
لسنا بصدد شرح تلك الأنواع، ولكن سوف نلقي بعض الضوء على مراحل دورة الميزانية وهي:
مرحلة اعداد الميزانية.
مرحلة تصديق الميزانية.
مرحلة تنفيذ الميزانية.
كما ذكرنا سابقا، تكون الميزانية ذات جدوى خلال وقت محدد غالبا اثنا عشر شهرا، تسمى السنة المالية, عندما تنتهي هذه الفترة، تبدأ الميزانية الجديدة، التصديق عليها ووضعها موضع التنفيذ وهذا يسمى دورة الميزانية أي دورة تتبع دورة بعد انتهاء كل سنة مالية.
المرحلة الأولى إعداد الميزانية:
يمكن تقسيم هذه المرحلة الى عدة اقسام كما يلي:
اعداد التقديرات المالية التي سوف تنفق في السنة المالية القادمة, وتصدر تعليمات وتوجيهات اعداد هذه التقديرات من قبل الجهة المسؤولة عن الميزانية وزارة المالية في المملكة العربية السعودية الى جميع الأجهزة الحكومية بتحديد احتياجاتها المالية للسنة المالية القادمة مع التركيز على الأولويات.
ترسل الأجهزة الحكومية تقديراتها الى الجهاز التنفيذي وزارة المالية الذي يقوم بفحص ومراجعة جميع التقديرات للتأكد من أن كل تقدير قد تم تبريره بشكل واضح ومقنع، واذا شعرت الجهة التنفيذية بأن بعض المشاريع أو البرامج ليس لها حاجة فعلية، تقوم بتعديل وتنقيح التقديرات وفقا لذلك, أما الاحتياجات الفعلية للأجهزة الحكومية فانها دائما تحظى بالقبول, لذا فهي مسؤولية الجهاز الحكومي بالدفاع عن تقديراته المالية ووضع التبريرات اللازمة لكل برنامج.
ان الهدف من مراجعة طلبات الأجهزة الحكومية هو التأكد من مطابقتها للسياسات العليا، والتأكد من أن التكاليف معقولة ومتفقة مع الحجم المنطقي للميزانية ومع توجيهات وتعليمات الصرف.
ويمكن ان يقوم الجهاز التنفيذي الادارة العامة للميزانية بوزارة المالية بمنح فرصة أخرى للجهاز الحكومي لتقديم معلومات اضافية لبعض المواد التي ترى بأنها تحتاج الى تبرير واف وهذه الفرصة تأتي عن طريق تكوين لجنة ادارية تسمى لجنة مناقشة الميزانية تتكون من بعض المسؤولين في الجهاز التنفيذي كما يدعى لها ممثلون من الجهاز الحكومي المعني للإدلاء بوجهات نظرهم والاستماع الى تبريراتهم حول الموضوع قيد البحث.
بعد ذلك يقوم الجهاز التنفيذي بعملية تنقيح جميع التقديرات المالية واخراجها على شكل وحدة متكاملة تمهيدا لإجراء الاعتمادات المالية اللازمة لها من خلال الموارد المحصلة, وتعتبر هذه العملية المرحلة الرابعة والأخيرة من مرحلة اعداد الميزانية.
ان من أهم الأسباب لإجراء بعض التغيرات على تقديرات الميزانية هو أن الحكومات لا تستطيع أن تنفذ جميع المشاريع والبرامج التي تريدها بسبب قلة أو نقص في مواردها المالية، لذا فهي تركز على الأولويات.
المرحلة الثانية التصديق
على الميزانية:
عندما يتم توحيد ودمج الميزانية التي تحتوي على الأولويات العليا يتم بعد ذلك التصديق على الميزانية من قبل السلطات العليا في الدولة مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية ويتم هذا الاجراء بعد مراجعة الميزانية والتأكد من شمولها للأولويات التي تتلاءم مع ايرادات الدولة.
هناك أمران يجب الأخذ بهما بعين الاعتبار هما:
قبل تنفيذ أي برنامج أو مشروع يجب أن يسبقه إذن بتنفيذه.
عندما يتم اقرار الميزانية تأتي مرحلة وضع الاعتمادات المالية اللازمة لكل مشروع.
لذا فإنه لا يجوز لأي جهة حكومية ان تقوم بتخصيص بعض الموارد المالية لأي مشروع أو برنامج معين قبل أن يكون هناك إذن مسبق بتنفيذه.
المرحلة الثالثة تنفيذ الميزانية:
في هذه المرحلة، تقوم الأجهزة الحكومية بتنفيذ ميزانياتها المصدقة، فالاعتمادات المالية تصرف والخدمات تنفذ, وهنا يجب التركيز على ان الأموال صرفت للأغراض التي خصصت لها بالمقادير المالية المحددة لها.
هناك أمران يجب التعرف عليهما وهما:
1 التخصيص:
هو الاجراء الذي يتم عن طريقه تقسيم المخصصات أو الاعتمادات المالية الى أجزاء تدفع للجهاز الحكومي خلال السنة المالية وعادة يتم توزيع الاعتمادات المالية الى أربع فترات خلال السنة المالية, ومن فوائد هذا الاجراء ان يحول دون صرف الأموال في غير محلها عن طريق:
* صرف كثير من الاعتمادات المالية في بداية السنة المالية مما يجعل الأموال تنفد قبل نهاية السنة.
* محاولة استخدام المخصصات غير المنفقة في نهاية السنة في الوقت الذي لا يكون هناك حاجة فعلية لها.
2 تدقيق حسابات الميزانية:
أي التأكد من قانونية وشرعية المصروفات عن طريق فحص ومراجعة جميع سجلات المعاملات المالية, والغرض من التدقيق هو التأكد من الاعتمادات المالية التي أنفقت لأجل الغرض أو الأغراض التي خصصت لها, وتعتبر عملية التدقيق آخر عملية من عمليات مراحل الميزانية.
|
|
|
|
|