| متابعة
* الدوحة ق,ن,أ
جاءت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لدولة قطر التي تختتم اليوم ومباحثاته مع أخيه سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر تعبيرا صادقا عن عميق العلاقات الوثيقة والوشائج الحميمة التي تجمع بين الدولتين الشقيقتين على كافة الصعد وجميع المستويات.
وتتجسد كل يوم على أرض الواقع معاني الأخوة النبيلة والتعاون المثمر بين البلدين والشعبين الشقيقين ترجمة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر.
واذا كانت هذه هي أول زيارة رسمية يقوم بها سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لدولة قطر منذ تولي الشيخ حمد بن خليفة مقاليد الحكم في قطر فان الاتصالات والمشاورات مستمرة على الدوام بين سموه وكل من خادم الحرمين الشريفين وسمو الأمير عبدالله حول كل ما يخدم مصالح البلدين والمنطقة الخليجية والأمتين العربية والاسلامية.
وتجيء هذه الاتصالات والمشاورات والزيارات خطوات منطقية ومظاهر طبيعية للعلاقات الودية والأخوية الوثيقة بين خادم الحرمين الشريفين والأمير عبدالله بن عبدالعزيز وأمير دولة قطر وحرصهم المشترك على تحقيق تقدم مطرد للعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والتنسيق الفعال ازاء القضايا ذات الاهتمام المتبادل.
ومن المؤكد أن زيارة سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لدولة قطر ومباحثاته مع سمو أمير دولة قطر ستعطي في هذا الاطار دفعة قوية للعلاقات القطرية السعودية وستبني لبنة جديدة في البناء الشامخ الذي يربط بين البلدين والشعبين الشقيقين,, كما ستعطي دعما جديدا للعمل الخليجي والعربي والاسلامي ومؤازرة قوية للقضايا التي تهم الشعوب العربية والاسلامية.
وأتاحت زيارة سمو ولي العهد لدولة قطر فرصة هامة لتبادل الرأي والتشاور مع أخيه سمو أمير دولة قطر حول العديد من القضايا الاقليمية والعربية والاسلامية والدولية.
كما تناولت المباحثات الموضوعات المتعلقة بالأوضاع النفطية والتشاور المشترك حولها في اطار حرص الدولتين على الحفاظ على مصالح دول أوبك واستقرار سوق النفط العالمية.
وقد كانت لتوجيهات سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الدور المؤثر في الحفاظ على تماسك الدول الأعضاء بمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك والحفاظ على كل حقوقها من ثروتها الوطنية التي تشكل المصدر الرئيسي للدخل القومي لمعظم هذه الدول وذلك من خلال التوصل الى سعر عادل لهذه الثروة, واستثمر سموه مكانته الدولية المرموقة وما يحظى به من احترام وتقدير على مختلف الأصعدة في حث دول أوبك على التضامن والتكاتف لتحقيق الأهداف التي تخدم مصالح دول المنطقة والسوق النفطية العالمية.
وتعبيرا عن الرؤية المشتركة للمملكة العربية السعودية ودولة قطر ازاء القضايا الخليجية والعربية والاسلامية والدولية بتواصل التشاور الايجابي المثمر بين البلدين في مختلف المحافل والمنظمات الاقليمية والعالمية.
ويشكل مجلس التعاون الخليجي بصفة عامة مجالا رحبا للتشاور السعودي القطري المشترك من أجل دعم مسيرة المجلس في مختلف مجالات التعاون وتحقيق الآمال الطموحة لشعوب المنطقة واتخاذ مواقف ايجابية من القضايا المطروحة,, ويبدو هذا واضحا في الاجتماعات بين المسؤولين في البلدين سواء على الصعيد الثنائي أو داخل منظومة دول المجلس.
كما كان للتشاور المشترك بين مواقف البلدين ازاء أوضاع السوق النفطية العالمية وذلك خلال الاجتماع الوزاري لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبيك في شهر مارس الماضي في فيينا اثره الواضح في استقرار السوق والتوصل الى سعر عادل ومناسب.
ويأتي التعاون الثنائي على الصعيدين العربي والاسلامي ملموسا ايضا من خلال التشاور المشترك اثناء اجتماعات جامعة الدول العربية أو منظمة المؤتمر الاسلامي.
وتشكل القمة الاسلامية التاسعة التي ستعقد في شهر نوفمبر القادم مناسبة هامة لتحقيق هذا التشاور الفعال بين دولة قطر التي تستضيف القمة والمملكة العربية السعودية التي يوجد بها المقر الرئيسي لمنظمة المؤتمر الاسلامي.
والعلاقات السعودية القطرية ليست وليدة اليوم انما هي ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ وتحرص كل من القيادتين القطرية والسعودية على ازدهار هذه العلاقات والحفاظ عليها نشطة وفاعلة في اطار الركائز الراسخة والوطيدة التي تربط الشعبين بوشائج عديدة في مقدمتها الدين الاسلامي الحنيف ثم العادات والتقاليد والتاريخ والآمال المشتركة.
وفي هذا الاطار تحرص القيادة الحكيمة في كل من البلدين على التشاور وتبادل الرأي حول كافة القضايا والموضوعات للخروج بمواقف واحدة تقوم على التفاهم الأخوي والدراسة المتأنية وهو ما يتأكد من خلال تبادل الزيارات بين قادة البلدين والمسؤولين فيهما بشكل مستمر.
وأبلغ الأدلة على ما تمثله العلاقات السعودية القطرية من مكانة خاصة لدى قيادتي البلدين الشقيقين ان أول زيارة لسمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للخارج بعد توليه مقاليد الحكم في قطر كانت الى المملكة العربية السعودية في اغسطس عام 1995,, كما توالت بعد ذلك الزيارات مؤكدة خصوصية العلاقات القطرية السعودية وتميزها.
وقد عبر عن هذه الخصوصية أمير دولة قطر في بيانه الصحفي الذي أدلى به سموه لدى وصوله الى جدة في زيارته الأولى عندما قال ان زيارتي هذه للمملكة العربية السعودية تعبر عن أواصر الأخوة وعلاقات التعاون الوطيدة القائمة بين بلدينا الشقيقين وتعبيرا عن قناعتهما المشتركة بأهمية الاتصالات المستمرة لتبادل وجهات النظر والتشاور في مختلف الأمور والتطورات التي تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين ومسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية,, ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أشيد بالدور الرائد والبناء الذي تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين في دعم وتعزيز المسيرة الخيرة لمجلس التعاون الخليجي بما يحقق الخير والرخاء ويكفل الأمن والاستقرار لكافة دول المجلس وشعوبه الشقيقة ويوفر لها اسباب النهضة الشاملة .
وتشكل الرسائل المتبادلة والاتصالات الهاتفية بين القيادتين القطرية والسعودية اداة رئيسية الى جانب اللقاءات المباشرة في دفع علاقات البلدين قدما الى الامام,, وتزداد وتيرة التشاور والتنسيق بين القيادتين مع ما يستجد من أحداث خليجية أو عربية أو اسلامية أو دولية وما يستدعيه ذلك من تبادل لوجهات النظر ومن تفاهم على سبل مواجهة هذه المستجدات.
وتتناول اللقاءات المباشرة والرسائل والاتصالات الهاتفية سبل دعم العلاقات الثنائية السعودية القطرية الى جانب شؤون مجلس التعاون لدول الخليج العربية انطلاقا من ايمان البلدين بأن الارتباط الوثيق بينهما هو صورة حية تجسد عمق العلاقات الخليجية المشتركة التي تربط دول الخليج العربية في اطار مجلس التعاون.
واستمرارا لدورهما الكبير في تأسيس مجلس التعاون مع بقية الدول العربية الخليجية الشقيقة تعمل المملكة العربية السعودية ودولة قطر على ان يكون العمل الخليجي المشترك معززا للطموحات ومساندا للأهداف الخيرة لدول وشعوب المجلس.
كما تسعى الدولتان باخلاص نبيل للنهوض بالوضع العربي الراهن واستعادة التضامن المفقود وتنقية الأجواء العربية وازالة أسباب الفرقة حرصا على المصالح القومية العليا للأمة العربية ومواجهة مستحقات وتحديات المرحلة الراهنة خاصة ما يتعلق منها بتطورات عملية السلام في الشرق الأوسط وسبل استعادة حقوق الشعب الفلسطيني في الوطن والدولة.
وعلى الصعيد الاسلامي يبرز دور الدولتين واضحا وملموسا في مساندة قضايا الأمة الاسلامية ونصرة شعوبها وتعميق المصالح المشتركة للنهوض بالأمة في مختلف مناحي الحياة مع التمسك بشرع الدين الحنيف.
وتأكيدا للتواصل والتشاور المستمر بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر على أعلى المستويات توالت في شهر ابريل الماضي على سبيل المثال صور هذا التواصل الأخوي الفعال,, ففي يوم 28 ابريل التقى أمير دولة قطر مع سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على هامش القمة التشاورية لقادة دول مجلس التعاون في مسقط حيث جرى بحث الموضوعات المطروحة على القمة والعلاقات الأخوية بين البلدين.
وفي 24 ابريل تلقى سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز رسالة شفهية من الشيخ حمد بن خليفة تتعلق بالعلاقات بين البلدين الشقيقين اضافة الى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك,, وقام بنقل الرسالة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية خلال استقبال سمو الأمير عبدالله له في جدة حيث جرى استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل تطويرها في شتى المجالات بالاضافة الى مناقشة آخر المستجدات في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي 22 ابريل تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة رسالة خطية من أخيه الشيخ حمد بن خليفة تتضمن الدعوة لحضور مؤتمر القمة الاسلامي التاسع المقرر عقده في الدوحة في شهر نوفمبر القادم.
وقام بتسليم الرسالة الشيخ محمد بن خالد آل ثاني وزير الدولة خلال استقبال خادم الحرمين الشريفين له في جدة.
وفي 11 ابريل تلقى أمير دولة قطر اتصالا هاتفيا من أخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام وتناول سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وقد أعربت دولة قطر دائما عن تقديرها للخطوات والسياسات الحكيمة للمملكة العربية السعودية على مختلف الاصعدة الخليجية والعربية والاسلامية كما تحرص المملكة على التنويه بالمبادرات القطرية الايجابية العديدة على هذه الأصعدة,,ومنها اشادة كبار المسؤولين في المملكة بالتقارب الأخوي المتسارع بين دولة قطر ودولة البحرين عقب الزيارة التاريخية التي قام بها سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للمنامة.
وقد ترسخت وتوسعت هذه الاشادة خلال القمة التشاورية الأخيرة التي عقدت في مسقط برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز التي ترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون,, حيث أعرب قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال القمة عن ارتياحهم الكبير لما آلت اليه العلاقات البحرينية القطرية من تماسك أخوي في أعقاب الزيارات التي تبادلها كل من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر للمنامة والشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أمير دولة البحرين للدوحة.
ولا يقتصر التشاور بين المملكة العربية السعودية وقطر على المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والشؤون الإسلامية، وإنما يمتد إلى كافة المجالات الأخرى ومنها مجال الرياضة حيث أكد سمو الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية بالمملكة العربية السعودية خلال اجتماعه في 15 ابريل الماضي في جدة مع سعادة الشيخ سعود بن خالد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية دعم المملكة لطلب دولة قطر تنظيم دورة الألعاب الآسيوية عام 2006م.
|
|
|
|
|