| الثقافية
* تمهيد
تحاول الاندية الادبية جاهدة رفع جملة من التساؤلات والاستفهامات الى مستوى استلهامها بعضها,, ذلك البعض الذي يقرب المشكلة الى طاولة البحث والتمحيص والتأمل.
فلا يمكن لنا ان نتحدث عن اي ناد ادبي الا وتبرز لنا جملة من الاسئلة,, اين الاندية؟!,, اين هي من المجتمع؟ ما دورها؟,, مالذي انجزته,,؟ كيف يرى القارىء مطبوعاتها واصداراتها؟,, ماالذي تعد به القارىء,.
الا ان ما يلاحظ هو ان هذه الاندية تطمح الى لجم كل هذه الاسئلة من خلال الاجابات الجاهزة والحالمة تلك التي تحاول ان توفق بين ارتباطاتها الادارية ومنطلقاتها الثقافية التي تحاول دائماً تبسيط الادب والمعرفة لتكون مادة سهلة التناول، وبسيطة التعبير,.
فلا يخلو اي حديث من هذه الاحاديث المتعددة لرؤساء الاندية والقائمين عليها من هذه الاجابات التي تقر بحجم المشكلة التي لازالت قائمة بين النادي وبين المثقف,, وكذلك بين النادي والقارىء,, فالثالوث هنا مكبل بجملة من المثبطات، والقيود والالتزامات التي تجعله يبحث له عن مخرج يفضي الى الخلاص من ربقة التكرار والنمطية والانجراف نحو هالة الحضور المجرد من مضمونه، والمفرغ من محتواه.
وتأسيساً على هذه المقدمة نلمح اهتمام الاندية الادبية بالمطبوعات الملفات، والدوريات، والاصدارات وهو اهتمام نابع فيما يبدو من حرص القائمين على امرها لدخول مرحلة التحدي ومواجهة النقاد,.
والاجابة على الاسئلة التي تعلو حيناً وتخبو حيناً آخر.
مرافىء,, شوطاً نحو الاستقطاب:
يشير الدكتور احمد يحيى البهكلي في افتتاحية العدد الثاني من ملف مرافىء وهو نائب رئيس النادي الادبي بجازان ورئيس تحرير هذا الاصدار يشير الى ان هذا الجهد التحريري هو من قبيل التجربة التي تحتاج الى مزيد من الهدوء,, ولأن هذه الاصدارات جديدة يؤكد البهكلي على ضرورة البدء هادئاً ليمنح القارىء فرصة التثبت وللعاملين ان يفكروا على نحو ايجابي يخرج هذه الخطوة الادبية من عثرات الاصدارات المتعجلة.
ويحاول الدكتور البهكلي ان تكون لمرافىء صفة التفرد، والتميز الذي يعد في الاساس مطلباً بديهياً لكنه بعيد المنال في ظل هذه الموجة الجديدة للاندية الادبية والتي سارعت الى تلوين اصداراتها بكل مالدى الساحة الثقافية من شعر وقصة ونقد ودراسات وفنون اخرى,
ويختتم الدكتور احمد البهكلي حديثه في ازماع مرافىء على القيام بعمل يحدد هوية المنطقة جغرافياً، وموضوعياً ويسترشد في هذا السياق بما يختزنه التاريخ من دراسات وبحوث توثق هذه المرحلة التي مرت بها المنطقة اضافة الى نزوعها نحو الرغبة في تأسيس منطلق جديد للترجمة التي تقرب ادب الآخر الى القارىء.
فهم في هذا الجهد يوجهون الانظار الى اهمية التخصص والتميز في مجال يخدم البيئة التي يولد من رحمها الادب والاديب لتكون رسالة النادي الادبي اشمل وأعم وذات اثر فاعل في القارىء والمتابع.
وللمشرف على مرافىء الشاعر حجاب بن يحيى الحازمي رؤية لا تبتعد كثيراً عما سبق,, وما يشي به تبويب الملف الذي ينزع الى التخصص,, الذي تتجاذ به ايدي الثقافة والتاريخ ولعلّ الاستاذ الحازمي في هذا المذهب يحدد هوية مرافىء الضرورية لتسجل حضورها الثقافي والمعرفي وتمتد اعمالها الى اعوام قادمة تسجل من خلال تراكماتها خصوصية الثقافة وتميز تاريخ جازان بوصفه نموذجاً فريداً يقطر تاريخه شهد الكلمات.
الآطام بناء الشعرية:
يسهم شعراء المدينة المنورة محمد هاشم رشيد ، محمد العيد الخطراوي، ومحمد الدبيسي في صياغة بناء الآطام الذي جاء مشيداً على قاعدة الشعرية التي ينطلق منها هؤلاء الشعراء.
الآطام وفي تقديم ذاتها الى القارىء تحاذر من مغبة السقوط في براثن النمطية والتكرار,.
ليصرح رئيس التحرير الشاعر الدكتور محمد العيد الخطراوي وفي عددين متتاليين هما الرابع والخامس بأن الآطام تراث للاجداد يهم نحو الابناء والاحفاد,, لكنه هنا يشير الى مالدى الشعر من تراث,.
فيما نجد ان للشاعر محمد الدبيسي وهو نائب رئيس التحرير قولاً آخر يتمثل في ان هذه الاصدارة مسكونة بالشعر، والفكر والابداع,, ومؤكداً في هذا السياق الاحتفائي بالشعر من منطلق النضارة والبهاء للحداثة التي تنطلق من منابر التجديد المعقلن.
وبين العقلنة وتلمس الانسب تأتي الآطام للقارىء مشغولة ببناء الشعرية,, ومزخرفة آطامها ببديع القول وجزالة المعنى,, مشرعة في هذه المحاولات صفحاتها لكل إبداع ينزع الى التأنسن,, والتعقلن ليكون مجرد حلم يحاول ان يرتدي الحقيقة.
الاستاذ/ الدبيسي يشير في هذا السياق الى ان الآطام لا يمكن ان تكون مجرد رقصة في سيف الاندية الادبية انما هي منازل عامرة بلذة الفأل,, وقوة الامل، وشموخ المفردة الشعرية الزاخرة بالعطاء,, ولا ينسى الشاعر مسافة اللغة، وخطوات القصة القصيرة,, وتجليات فن النصف الآخر,, فهو يذكرنا دائماً بوجوب الانتظار لما هو قادم,, قد يُخرج الاصدارة من عناء الاندية,, ذلك الذي لا يخرج عن كونه نقاشاً طويلا لا يفضي الا الى سرداب من الاسئلة.
المنتدى,, البحث عن الذات من باب الادب:
تحاول مطبوعة النادي الادبي بمنطقة الباحة البحث عن عالمها التنويري بين انثيالات الرغبة في البقاء في منطقة الثوابت التي تنطلق منها اي مطبوعة,.
فالمنتدى ورغم اجتهادات هيئة اشرافها، وتحريرها لم تستطع تجاوز نطاق الظل,, اذ لا يمكن الحصول عليها حتى في منطقة الباحة ذاتها لتعذر الحصول,, ولتعثر الوصول,, وتشير مقدمة المنتدى الى انها مازالت تبحث عن وجودها, لكن الغياب مؤلم,, ربما يلقي بها الى ممر الاسئلة الطويل ذلك الذي مازال يضفر جملة من الاستفهامات عن اسباب قيام هذه المطبوعات.
وللاستطلاع بقية.
|
|
|
|
|