أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 2nd May,2000العدد:10078الطبعةالاولـيالثلاثاء 27 ,محرم 1421

المجتمـع

معايير التقدير في الأداء الوظيفي
الإنجاز المميز يستحق الثناء والحوافز
* تحقيق : مروان عمر قصاص
في حديث مرتجل لصاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز امير منطقة المدينة المنورة في احدى المناسبات طرح سموه رأيه ومفهومه لمعايير الشكر والتقدير للعاملين في مرافق الدولة وبين سموه ان من يؤدي واجباته الوظيفية لا ينتظر شكرا لانه قام بواجبات واعمال ضمن مهامه التي ينال عليها الاجر المادي من الدولة ولكن الشخص الذي يؤدي عملا مميزا او انجازا جديدا ومبدعا وخارج اوقات الدوام فهو يستحق الشكر والتقدير والتحفيز المادي، هذا المفهوم المنطقي لمعايير الشكر والتقدير أثار اعجاب العديد من المسؤولين وحدد المعيار السليم الذي بموجبه يتم تقدير الانجازات وتقديم الحوافز اللازمة لمبدعيها وسحب البساط من تحت اقدام فئة اعتادت انتظار الشكر والاشادة في الصحف وخطابات الشكر من المسؤولين عند تحقيق واجب وظيفي مطلوب منهم بل ان تقصيرهم في ادائه يعني اخضاعهم للمساءلة والمحاسبة,
حول هذا الموضوع نحاول استقراء عدد من الآراء لمعرفة مفاهيم التقدير المطلوب وكانت هذه الحصيلة:
يقول وكيل امارة منطقة المدينة المنورة المكلف المهندس عبدالكريم بن سالم الحنيني لقد نجح سمو الامير مقرن في كلمات قليلة ان يحدد مفهوم سموه لمعايير التقدير وشكر العاملين وهو مفهوم حضاري يجسد رقي الفكر لدى سموه ويصحح مفاهيم قديمة تعارف عليها البعض حيث نجدهم ينتظرون الشكر على كل شيء مهما كان بسيطا رغم ان ما قاموا به واجب بل ان البعض يطالب بهذا الشكر وكأنه حق مكتسب وقال الحنيني ان المطلوب من كل عامل ان يؤدي واجباته كما ينبغي لانه مؤتمن على ذلك ومسؤول عنه بل انه يحاسب اذا قصر في هذا الجانب ولهذا فانه ليس من حقه انتظار الشكر ويمضي قائلا انه اذا قام هذا العامل بانجاز مهمة محددة قبل الموعد المحدد لها او ادى انجازا مميزا يخدم مهام عمله فهو قدابدع ولهذا يستحق الاشادة والتقدير وبلادنا بقيادتها الرشيدة خير من يقدر المميزين والمبدعين من خلال العديد من الجوائز التي ترصد سنويا تقديرا لهذه الفئات من ابناء الوطن.
ويقول الاستاذ اسعد بن حسني القبلي مدير فرع المطبوعات بفرع وزارة الاعلام بالمدينة المنورة الانسان بصفة عامة يحب البروز والشهرة وهذه لا تتحقق الا بالعمل المكثف والابداع وبذل الجهد والتفاني في اداء المهام الملقاة على عاتقه ولكن البعض يريد الشهرة مجانا وبدون اي جهد يذكر ومن هذا مثلا ان يقوم الموظف بأداء واجبه ويأتي للمسؤول عنه مطالبا خطاب شكر على ما قام به رغم انه ادى واجبا يأخذ عليه مقابلا ماديا من الدولة فماذا يريد بعد ذلك؟؟ ويضيف القبلي قائلا اننا نعيش في وطن يشجع الابداع والتميز في كافة المجالات ويرصد عدد من أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق جوائز مالية وشهادات تقديرية للمبدعين في عدة مجالات وميدان المنافسة متاح للجميع وعلى الجميع ان يبذلوا الجهد والطاقة لتحقيق هذا التقدير.
ومن جانبه قال المهندس مصطفى بن محمد بلول مدير فرع الزراعة والمياه بمنطقة المدينة المنورة بلوغ ثقة المسؤولين وتقديرهم يجب ان يكون هدفا لكل مواطن يعمل في خدمة وطنه وامته ويجب ان يسعى من اجل بلوغ ذلك الهدف بالعمل الجاد وانكار الذات حتى يصل الى مراده اما ان يبحث عن التقدير ويطلبه فهذا بمنتهى الصراحة طمع لا مبرر له واعتقد ان التقدير يأتي لك من المسؤول الذي يتابع دون ان تطلبه وابدى بلول دهشته من التكالب غير المعقول من بعض الموظفين وكبار المسؤولين على طلب التقدير وكأنه حق مكتسب وقال ان كلمات سمو الامير مقرن جاءت لتغيير مفاهيم التقدير لدى البعض وستكون منهجا يعتمده المسؤول امام إلحاح بعض الموظفين على طلب خطابات التقدير والشكر بالفاضي والمليان.
ويقول الاستاذ محمود محمد عمر السالك مدير التعليم بمحافظة المهد بداية اود ان يكون حرص الموظف في اداء عمله ومهامه مثل حرص البعض على المطالبة بكلمات الشكر والتقدير من المسؤولين عنه مشيرا الى ان التقدير ليس من حق من قام بواجباته ولكنه من حق الشخص المبدع والمبتكر والمتفاني في اداء عمله حرصا منه على اداء العمل لا بحثا فقط عن كلمة شكر وتقدير لان من يعمل من اجل كلمة شكر فقد يحصل عليها ولكن من يعمل بصدق وبشعور بالمسؤولية فانه سيكون محل تقدير المسؤول عنه الذي لابد وان يكون امينا في اعطاء كل ذي حق حقه من خلال تقارير العمل التي يجب ألا تخضع للمحسوبية والمجاملة على حساب الآخرين.
ويقول احد الموظفين في احدى الجهات الحكومية لقد اعجبتني كلمات سمو الامير مقرن ولكن الذي يؤلمني ويؤلم غيري من زملائي الموظفين ان بعض المسؤولين لا ينصف الموظفين الجادين والذين يبذلون قصارى جهودهم في انجاز المهام الملقاة على عواتقهم حيث نشعر بتجاهل لما نقدمه من المسؤول ويتضاعف شعورنا بالألم والضجر عندما نجد زميلا او زميلين لا يقومون بنصف ما نبذله من جهد ونجدهم محل تقدير المسؤول وينالون حوافز افضل مثل الانتدابات والدورات والتقارير الجيدة وهذا ظلم يصيب الجادين بالاحباط وهم يشاهدون حقوقهم مهدرة بسبب الواسطة او بسبب تبادل خدمات معينة بين المسؤول وبعض الموظفين وانني اخاطب هذه الفئة من المسؤولين وهي ولله الحمد قليلة واقول لهم اتقوا الله عز وجل الذي يرى كل شيء وسوف يحاسب كل مسؤول على ما اؤتمن عليه وانا لا اريد شكرا وتقديرا على واجب يؤديه الموظف ولكن ارفض ان ينال آخر الشكر والتقدير والحوافز رغم ان أداءه اقل من الآخرين والله الموفق.
نهاية المطاف
اخيرا وبعد هذه الجولة في عقول عدد من المسؤولين حول هذه القضية اود ان ألخص اهم بنود القضية حسب هذه الآراء فيما يلي:
إجماع على ان اداء الواجب لا يستحق الشكر وكما يقال (لا شكر على واجب).
المطالبة بأن يكون الشكر والتقدير لمن يقوم بإنجاز متميز او ابتكار جيد.
ضرورة توفر الأمانة لدى المسؤول الذي يرصد اداء العاملين معه والابتعاد عن المحسوبية على حساب الآخرين.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved