أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 2nd May,2000العدد:10078الطبعةالاولـيالثلاثاء 27 ,محرم 1421

مقـالات

شدو
وهل هناك سوى الأمل ياصديقي؟!
د, فارس الغزي
الإهداء: إلى (م,م) مع الأمل,.
( ياصديقي) هل لي ان اقص عليك تداعيات موقف شخصي شبيه بموقفك الآن؟ حسنا، منذ أمد قصير قمت بزيارة صديق يرقد على سرير الألم بمستشفى (في شرق الرياض) وذلك نتيجة حادث مروري أليم,,, رأيته في وضع مزر، ورغم الفاجعة أخذت بتسليته ومواساته بل والتأكيد عليه، مرة تلو مرة، بالتشبث بالأمل, في الحقيقة كان وضعه، وكما ذكرت، مؤلما أيما إيلام ، ومما زاد ألما، آلام الكثيرين من حوله والذين لن تعدم سماع آهاتهم الناطقة يأسا حينا، وابتهالاتهم اللاهجة أملا حينا آخر, ودعته على أمل اللقاء به قريبا، وذهبت وشأني وهناك وبعد (نصف كيلو بالضبط!) من ذلك المستشفى,, رأيت ماذا؟!,, رأيت حشدا كبيرا من الناس في مناسبة فرح وابتهاج في قصر أفراح! وقفت من بعيد وأخذت أتأمل هذا المنظر الاحتفالي (بكل الحياة)، وأنا الذي قد خرجت لتوي من مستشفى كل من فيه يحاول الاحتفاظ ولو ببعض من هذه الحياة!,, واصلت السير (ممتطيا) نفس الطريق,, (لأجد ماذا؟!),, وجدت مقبرة على مسافة ليست بالبعيدة من المستشفى وقصر الأفراح الآنف ذكرهما, بمعنى آخر: وجدت، يا صديقي، وعلى شارع واحد فقط: قصر أفراح ومستشفى ومقبرة, يا للصدفة ويا للمفارقة! استغرقت في التفكير وتشابكت في مسامعي صرخة الذعر من (الحياة) للطفل القادم إلى تلك الحياة مولودا في ذلك المستشفى، وقهقة ذلك الطفل - الذي أصبح شابا- وهو فرح بليلة زواجه في قصر الأفراح، ومن ثم أنين هذا الطفل في المستشفى وقد أصبح شيخا هرما على شفا مغادرة تلك الحياة، وأخيرا رقاد هذا الطفل / الطاعن في السن في المقبرة! حينها علمت أن الحياة هي ذلك الشارع,, تلك المواقع الثلاثة، تلك المسافة القصيرة والمتداخلة المعالم بين المستشفى وقصر الأفراح والمقبرة,, علمت أنها الأمل في المستشفى، فالفرح في قصر الأفراح، ثم الألم في المستشفى، فالمقبرة!,, هذه هي الحياة, فهل تستحق منك يا صديقي كل هذا الاستغراق المغرق ألما وهما وكمدا؟! بالطبع لا وألف لا يا صديقي، فعزاؤك أنها عابرة بك رغم أنفك,, ماشية بك وأنت جالس,, هي تلك التي تطلق عليها - تصغيرا من شأنها - عبارات من قبيل: محطة عبور، ودنيا قصيرة، ودار شقاء, فلماذا اليأس إذن؟!,, يا صديقي:
(ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل)
*** الأخت (ن)/ الزلفي: سبق أن تطرقت إلى موضوع أزمة القبول الجامعي من خلال ما يقارب الخمس مقالات,,, (شكرا) وتحياتي لك ولأهل الزلفي الكرام.
*** الأخ متعب القبيسي/ الإحساء: شكرا على (الكتيب) القيم,, أعدك بالاحتفاظ به.
للتواصل: ص,ب 4206 رمز 11491 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved