| مقـالات
يعاني مربو الماشية من الأغنام والأبقار والإبل في المملكة من خطر داهم يهدد استمرارهم في تربيتها وينذر بانقراض عدد كبير من تلك الثروة الحيوانية الكبيرة التي تعتمد عليها شريحة كبيرة من مجتمعنا السعودي, فمن جراء الجدب والقحط الذي أصاب المملكة خلال السنتين الأخيرتين أصبح مربو الماشية في حيرة من أمرهم، فإمكاناتهم المحدودة لا تسمح لهم بتأمين القدر الكافي من إشباعها وسد رمقها، وبالمقابل ارتفع سعر الأعلاف ارتفاعاً شديداً لا يسمح للكثيرين منهم بتأمين الحد الأدنى من هذه الأعلاف فكيس الشعير ارتفع من 17 ريالا للكيس الواحد ليصل إلى أكثر من 30 ريالا، وسعر بالة التبن ارتفع إلى أكثر من 18 ريالا بعد أن كان في حدود 2 3 ريالات على أكثر تقدير، وارتفع سعر بالة البرسيم ليصل إلى أكثر من 22 ريالا بدلاً من معدله الطبيعي في حدود 8 10 ريالات للبالة الواحدة, وفي مقابل هذا الغلاء الفاحش في الأعلاف تدنت أسعار الأغنام والأبقار والإبل لتصل إلى حد لا يغطي ولا أجرة نقلها إلى السوق.
وأمام هذا الواقع المؤلم لمربي الماشية في المملكة نجد أن وزارة الزراعة بدلاً من دعم مربي الماشية قد فتحت باب استيراد الأغنام على مصراعيه من الأردن وسوريا وتركيا والسودان وأستراليا وغيرها، تلك الدول التي لا تعاني من مشاكل التعليف والتربية، حيث حباها الله سبحانه بالأمطار الموسمية المتتالية فأصبحت مروجاً خضراء وبالتالي ترعى من المراعي المنتشرة في تلك البلدان ليبقى مربي الماشية في المملكة بين نارين، فإما أن يؤمن تلك الأعلاف الباهظة التكاليف، وإما أن ينظر إلى قطيعه أمامه يصيبه الهزال والضعف، وهو ينظر إليه لا حول له ولا قوة أمام هذا الموقف، مما اضطر الكثيرين من مربي الماشية مع شديد الأسف إلى التخلص من قطعان كبيرة وبيعها بأثمان بخسة لا تكاد تذكر من باب إيقاف الخسارة.
فالأمر جد خطير ويحتاج إلى وقفة جادة من معالي وزير الزراعة والمسؤولين فيها لدراسة هذا الوضع الخطير الذي يداهم ثروتنا الحيوانية ويهددها بالانقراض، وأمام هذا الواقع فإنني أقترح كعلاج سريع أن تتخذ الإجراءات التالية:
1 إعادة دعم الوزارة للأعلاف الداخلية ليعود سعر كيس الشعير إلى سعره السابق 17 ريالا .
2 الحد من استيراد الماشية قدر الإمكان من خارج المملكة لضمان ارتفاع أسعار الماشية إلى الحد المعقول الذي يغطي الجزء البسيط من تكلفة تربيتها وتحسينها.
3 إعادة دعم إعانة تربية الماشية وتقديم القروض الميسرة لتربيتها ودعم القائمين عليها وتشجيعهم على اقتنائها وتربيتها.
4 المحافظة على السلالات الأصلية المشتهرة بها المملكة مثل الأغنام النجدية التي تتحمل أجواء ومناخ المملكة والعناية بها ودعم وتشجيع المربين لها.
5 دراسة استحداث أعلاف مركزة للماشية من المنتجات الزراعية بالمملكة خاصة من التمر وجريد النخل وغيرها من الأشجار الأخرى للتقليل من الاعتماد على الشعير.
وختاماً آمل أن يحظى هذا الموضوع الهام بدراسة المختصين في وزارة الزراعة لإنقاذ ثروتنا الحيوانية من هذا الخطر المحدق الذي يهدد بقاءها ولنا في معالي وزير الزراعة كبير الأمل في الاهتمام بهذه القضية وإيلائها جل عنايته واهتمامه.
والله من وراء القصد.
عصام بن عبدالله بن خميس
|
|
|
|
|