| مقـالات
**زميلة زميلتي وقعت ضحية جديدة للمخدرات دون أن تدري,, ودون أن تتعاطاها بالتأكيد.
لكنها تتعذب كل يوم بمرارتها وآلامها، فقد تزوجت من شاب ابن حمولة وأرجو ألا يغضب هذا التعبير زميلنا (تركي الماضي)، وأعني بابن حمولة أسرة متماسكة قائمة على السلوكيات الاجتماعية الحسنة المتوارثة,.
وزميلة زميلتي فوجئت بالشاب ينهار ويصرخ وتأتيه حالات اكتئاب حادة,, وحالات تحليق أحياناً,, وأيام يترك المنزل وأيام لا يخرج منه,.
ولم يكن سيئاً وكان موظفاً معقولاً يذهب يومين في الأسبوع وباقيه يتغيب,.
وحين سألت أهله عن أحواله الغريبة باشروها بقولهم إنه منفوس .
وأن هذا الأمر جايه على سبب ، حيث رقص الشاب حين كان في السابعة عشرة في عرس اخته وبعدها ماسعت له بخيره صكوه الحريم بعين قوية وإلى يومك وهذا وضعه,.
لكن اصبري عليه وإذا شفتيه في هذا الحال اقري عليه وحاولي تهدينه,,(!!؟)
والحكاية طازجة,, والغريب في طزاجتها أنها تدور مع شابة متعلمة,.
من المؤكد أن ثقافتها لن تلغي العين والسحر لذكرهما في القرآن ولوجودهما في واقعنا ومعرفتنا بنماذج تعاني من هاتين الحقيقتين,, اللتين أقرهما الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، لكن الغريب ألا يدور بفكرها أن زوجها ربما يكون قد وقع في حبائل المخدرات,.
قد تكون فكرت بهذا الهاجس لكنها تسعى لإماتته داخلها حتى لا تواجه الحقيقة القاتلة بأنها خُدعت وأنها تزوجت من متعاطٍ للمخدرات.
وهي توقع نفسها في تغييب مقصود خوفاً ورهبة من المواجهة لكن زميلة زميلتي بدأت الآن تستيقظ وتواجه وربما تنجح في تعديل مسار زوجها.
**وستر المكشوف يكون أيضاً في منحى آخر فبدلاً من مواجهة الضغوط النفسية والاحباطات والتعامل معها كخلل نفسي طبيعي يأتي نتيجة تجربة فاشلة أو محنة صعبة فإن الاختباء خلف عبارة منفوس أو منفوسة أصبح هو المطروح للتداول اجتماعياً وأسرياً، فالضغوط التي يواجهها شاب للتفوق الدراسي والحصول على أعلى المعدلات وإصابته بالقلق نتيجتها تفسر وبطريقة مبرمجة على أنه منفوس وكره دروسه ومذاكرته نتيجة عين فطنت له,, وقس على هذا كثيراً!!
والعين حق لكن كثير من الأسر بحاجة إلى أن تنسى هذه الشماعة قليلاً وتواجه مشكلاتها ومشكلات أبنائها دون أن تركن إلى السبب الجاهز والآمن وهو العين أو السحر,.
وإذا كان هذان الأمران يمثلان منطقة آمنة لبعض الأسر تخبىء خلفها انتكاسات وإحباطات أبنائها وبناتها فإنهما يمثلان منطقة مفخخة مليئة بالعبوات المتفجرة,, المزروعة في كل شبر فيها,.
لأن الفتى والفتاة سيجدان مأمن لأخطائهما وسيشعران بأن ثمة مظلة اجتماعية تقيهما صعوبة المواجهة!!!
|
|
|
|
|