| مقـالات
تناسلوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم ذلك هو حديث خير الانام محمد صلى الله عليه وسلم ، والنسل ضرورة لاعمار الارض، وخصوصاً النسل المسلم المؤمن الذي يعمل على اعمار الارض بالشكل الذي ارتضاه الله، سبحانه وتعالى.
لقد حبا الله تعالى بلادنا بثروات عديدة وبمساحات شاسعة ربما لم تستثمر حتى الآن الاستثمار الكافي وبالشكل الامثل، كما حبانا، وهذه هي النقطة الاهم بنعمة الاسلام الذي انطلق نوره الاول من البقاع المقدسة،, وانتشر ليعم اصقاع العالم.
نحن الآن نعيش في عصر يمتاز عن سوابقه بالاستقطاب التابع لعناصر القوة البشرية والمادية والاقتصادية والفكرية والعسكرية الى ما هنالك من عوامل لايجوز اغفالها، لقد كانت مملكتنا الحبيبة ولازالت حارسة وحامية للاسلام والمسلمين في كل مكان، منذ نشأتها، وستبقى كذلك الى ما شاء الله، وعملية الحراسة الامنية هذه وفر الله سبحانه لها عومل عديدة ساهمت بنجاحها من قيادة حكيمة مؤمنة وشعب طيب عريق وارض مباركة وثروات يحسدنا الكثيرون عليها وفوق كل ذلك دين حنيف هو دستورنا وقانوننا.
ان الثروة البشرية عامل اساس في عالم العصر، والمملكة العربية السعودية تعتبر من البلاد التي تعاني من خلل سكاني في الحقيقة، ولكن هذا الخلل ليس كما فهمه البعض مع احترامنا وتقديرنا لذوي الفكر في كل مكان وزمان، هذا الخلل هو باتجاه نقص السكان لدينا، فالكثافة السكانية لدينا بفرض عدد السكان السعوديين 14 مليونا لا يتجاوز 6,3 نسمة في كل 1 كلم 2 وهذه كثافة لا تتناسب اطلاقا مع عامل الثروة لدينا، وخصوصا اذا ما تمت المقارنة ببلدان اخرى، والموازنة تكون على انواع، فمثلا بريطانيا او المملكة المتحدة التي لا تتجاوز مساحتها نسبة جزء من تسعة من مساحة المملكة يتجاوز عدد سكانها سكان المملكة بخمس مرات، وكذلك فان دولة مثل تايوان لا تتجاوز مساحته 1% من مساحة المملكة يعادل عدد سكانها ضعف سكان المملكة او اكثر من ذلك ايضا اذا اتجهنا صوب البلدان العربية والاسلامية فاننا نجد بلدانا صغيرة للغاية ولكنها تحوي من السكان سواء بالشكل النسبي او المطلق اضعاف اضعاف ما لدينا، فمثلا جمهورية مصر العربية تعادل 5 اضعاف سكان المملكة علما ان المساحة المزروعة هناك لا تتجاوز 3 4% من ساحة البلاد ككل، ورب قائل يقول: ان بلادنا صحراوية، ولكن الثروة تقاس بمعايير عديدة، وهناك نعم عديدة حبانا الله بها عوضت عن الصحراء وحتى الصحراء نفسها اشتملت على ثروات دفينة لا يستهان بها كما نعلم، فثلث مساحة المملكة الشاسعة تشتمل على ثروات دفينة ، ووفق ما اعلن اخيرا ان المملكة ستصبح اكبر مصدر للفوسفات في العالم، وكل هذا بالتأكيد يصب في خانة الحاجة لعامل بشري اكثر واكثر، والنعم التي لدينا كثيرة، ويمكن تطويرها وزيادتها، وذلك باستقطاب الاستثمارات المحلية والعربية والاجنبية، وربما تكون الزيادة السكانية عاملا جاذبا للاستثمار لايجوز اغفاله، وكذلك هناك مرافق غير مستثمرة، فمثلا السياحة وفتح المجال اكثر للمعتمرين والحجاج، كلها عوامل ستزيد الدخل، وكذلك فان الزيادة السكانية ستزيد عدد المبدعين والمتفوقين لدينا وما يتبع ذلك من تقدم، وفوق كل هذا يجب ان نذكر ان هذه الزيادة هي لصالح الاسلام والمسلمين اولا واخيرا، وترضي وجه الله عز وجل، اذ انه من غير الصحيح ان المسلمين يشكلون كثرة في عالم اليوم، فهناك كما نعلم ديانات كبيرة من امثال المسيحية والبوذية والهندوسية والتي تنافس بعامل الكثرة بالاضافة لعوامل اخرى، والمسلمون لا يشكلون أكثر من خمس سكان المعمورة!!
ان بلدا مثل الصين وهي تعتبر قطبا في عالم اليوم يزيد عدد سكانها على 1100 مليون نسمة يجب ان نعلم ان اكثر من 50% من مساحتها عبارة عن صحراء، وما تبقى لا يشكل اكثر من ضعفي مساحة المملكة.
من هنا نذكر ان معدل الزيادة السكانية الحالي مطلوب ومرغوب والخلل ليس فيه، وانما في الطريقة التي يجب ان نعامل بها قضية التنمية والتطوير والاستثمار، ان العامل البشري عامل قوة في عالم اليوم، ويلزم ان ناخذها بعين الاعتبار، فهل ضاقت بلادنا ب 14 مليون نسمة، وهل نسينا ان ايران عندما احتلت بعض جزر الامارات في السبعينيات الميلادية القت طائراتها قصاصات كتب عليها: يا أهل الجزر ستنتمون اليوم الى امة تعداد سكانها 30 مليونا بدلا من دولة سكانها لا يتجاوز 30 الف وهذه الاحصائيات كانت في ذلك الوقت ونحن اليوم نشهد كيف ان الدول تقوى بأبنائها!
وما ذكره الأخ الأستاذ يوسف الذكير في الزميلة الرياض يوم الثلاثاء 20/1/1421ه بعنوان: وعي الانجاب ,,! نرى انه قد حاد بعض الشيء عن قراءة الحقيقة كما يجب ان ترى ، وكما يريدها الاسلام، وكما نريدها نحن رغم اسلوبه الجاد ولغته القوية وحججه الجيدة بالنسبة للوجه الذي رآه كاتبه، ولكن للقضية وجه آخر نأمل الا يغيب عن ذهن الكاتب، وبهذا تصبح الحجج حجة على الكاتب، وليس له.
كلمة اخيرة يجب ان نذكرها، وهي اننا لا نعيش بالطفرة وحدها، لقد كان هناك طفرة اقتصادية، ولكن اعتمادنا الاساس هو على الانسان بعد الله تعالى هذا الانسان الذي نراه الآن كيف يستثمر هنا وهناك، وينشر الفضيلة حيثما حل ، ونحن بحاجة للمزيد من هذا الانسان الذي سيصبح قوتنا ومستقبلنا, والله من وراء القصد.
سلمان بن محمد العُمري
الحواشي:
(1): في بحث بعنوان (في سبيل إعادة طبع ديوان ابن المقرب الأحسائي) ووصف النسخة الرضوية النادرة لهذا الديوان.
(2): انظر عن ابن لعبون وهو محمد بن حمد بن لعبون (1205/1247ه) العرب س 5 ص 798 وس 6 ص 633 وانظر من مطبوعة تاريخه مطبوعة مكة المكرمة ص 53 .
(3): في هامش الأصل: (فكتب ابن عرهم صح) وفي المخطوطة الماجدية (وكوتب القرامطة بالحال).
(4): في الأصل (هنية).
(5): كذا ولعل الصواب (وتقسيط مال).
(6): كلمة غير واضحة.
(7): في الأصل (فليفكر).
(8): بوزيدان: موضع لايزال معروفا الآن في جزيرة (أوال).
(9): في بعض المخطوطات (ابن شنبر).
(10): في المخطوطة الماجدية: (يطلب العون والمدد على القرامطة، ليصير إليه ملك البحرين، ويزيل دولة القرامطة ويقيم الخطبة للدولة العباسية).
|
|
|
|
|