| مقـالات
يقول علماء الجغرافيا البشرية ان سكان المناطق الساحلية يكونون على الغالب أصحاب مزاج منبسط، مع ميل كبير لتقبل الغرباء والتعامل معهم بيسر وسهولة على العكس من سكان المناطق الداخلية والجبلية اولئك الذين يميلون بطبعهم ولأثر انعكاس البنية عليهم، للغموض والتحفظ بل والاسترابة من كل جديد وطارئ.
ولا ادري ان كان هذا ينسحب على نوعية علاقتنا مع العمالة الاجنبية، ولاسيما العمالة المنزلية التي تحمل في جنباتها ذلك التوتر المشحون بالقلق والخوف، من المصائب والاخطار التي من الممكن ان تجلبها تلك العمالة!! فعلى حين ان الكثير من تلك العمالة ولاسيما النساء اللاتي ينفقن بيننا اجمل سنين العمر والشباب لتتسلخ طبقات من بشرة ايديهن وهي منقوعة بين منظفاتنا واطباقنا المتسخة، العوز الشرير الذي يقودهن بعيدا عن ضحكة اطفالهن كل صبح او احتفال ام بضرس ابنها الاول او لربما خطوته الاولى، وتبقى معلقة بين ترياق خطاب وخطاب لا يصل الا لماما!! نجد ان كل مصائبنا واحباطاتنا قد وجهت لهن، فالعلاقة الفاشلة مع الزوج من الممكن ان تكون بسبب سحر الخادمة واللغة الركيكة للاطفال بسبب الخادمة، وكسل النساء وترهل الصبايا ايضا منها، كذلك السرقات والاعمال اللاأخلاقية وهكذا قائمة طويلة، تنهيها الصحف بأرقام الحوالات المالية الى الخارج ولكن تلك الحوالات هل هي مسروقة او منهوبة او بلا مقابل، وكم من صبا وغربة ومهانة قدم مقابلها؟؟ وعلى الرغم من كل هذا تبقى تلك العلاقة المستريبة بيننا وبينهن فنقفل دونهن الغرف والقلوب، ونستبيح خصوصياتهن من حاجيات وغرف ورسائل ونتوقع منهن الاذى في اي لحظة وكأننا نبث رسالة سرية الى ادمغتهن، نخبرهن فيها انه من المتوقع منهن الخطأ في اي لحظة فلا يلبثن الا ان يسقطن فيه, أما قصص الخادمات وخوارقهن السحرية فقد اصبحت فاكهة المجالس، وبإمكان احد المهتمين بالادب الشعبي ان يجمع مؤلفا ضخما يحوي في جنباته مئات من القصص والروايات الاسطورية العجيبة حول هذا الموضوع والتي هي نتاج مخيلة مذعورة ومتوجسة، ولا ادري هنا اذا كانت الخادمة تمتلك كل هذه القدرات السحرية لِمَ لا تفعل شيئا حيال فقرها وعوزها!!!!.
لا ادري متى سنتخلص من تلك العلاقة المستريبة واياهن تلك العلاقة التي يتحكم بها مخزون ثقافي ينغرس عميقا في اللاوعي، حيث توقع الشر والغدر من جميع الذين لا يشبهوننا او على الاقل لا يكررون النحن بشكل او آخر؟؟.
|
|
|
|
|