| العالم اليوم
في سوريا كما في لبنان يجيبك اي انسان تسأله عن اسباب خروج القوات الاسرائيلية المحتلة من جنوب لبنان، بأن المقاومة اللبنانية هي التي اجبرت الاسرائيليين على الهروب من لبنان.
هذه الاجابة التي يؤمن بها كل لبناني وسوري والعرب جميعاً، يعرفها الاسرائيليون ويعتقدون بها أيضاً، بل ان نسبة كبيرة منهم كانت قد طالبت بخروج قواتهم من المستنقع اللبناني لانقاذ ارواح جنودهم,,!!
وإقدام حكومة باراك على تنفيذ الانسحاب هو استجابة لهذا المطلب الذي كان شعاراً اساسياً في حملته الانتخابية, ولهذا فإن اجابة الاسرائيليين عن اسباب الخروج من جنوب لبنان هي بالضبط نفس اجابة السوريين واللبنانيين والعرب,,,,!!
وهذه النتيجة يعرفها ساسة اسرائيل وجنرالاتها، وعلى ضوء هذه المعرفة يريدون أن يخففوا من وقع هذه الهزيمة السياسية العسكرية المزدوجة التي لاتقل بأي حال عن مستوى تأثيرات هزيمتي انتصار تشرين اكتوبر العربي عام 1973، والانتفاضة الفلسطينية, فالخروج الاسرائيلي المر من جنوب لبنان بسبب ضربات المقاومة اللبنانية يشكل سابقة في الصراع العربي الاسرائيلي، فإذا كانت حرب رمضان عام 1973 قد سجلت اول هزيمة مذلة للاسرائيليين والغت مقولة الجيش الذي لا يقهر، تعد الانتفاضة الفلسطينية الانتصار الأول ايضاً للارادة العربية السياسية التي صنعها اطفال فلسطينيون اجبروا الاسرائيليين على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، ولتضيف المقاومة اللبنانية، اضافة جديدة هامة وهي الانتصار الاول للارادة الشعبية النضالية في وجه الاحتلال الاسرائيلي، فللمرة الاولى تفرض المقاومة الشعبية على قوات نظامية لجيش لا يزال يعتبر نفسه اقوى جيوش المنطقة، تفرض عليها الاستجابة للرغبة الشعبية وتخرج من الارض العربية تجر أذيال الهزيمة.
لهذه الأسباب فإن اسرائيل تريد ان تفرغ انتصار المقاومة اللبنانية، من خلال توريط القوى الدولية وتكليفها بمهام الدفاع عن حدودها الشمالية التي يصعب الدفاع عنها وحمايتها لسبب بسيط وهو أن اعداء اسرائيل لايمكن احصاؤهم.
هل هم الفلسطينيون الذين لايزالون محرومين من العودة لبلادهم,,,؟!!
هل هم السوريون الذين لا تزال اجزاء من اراضيهم محتلة,,,؟!!
هل هم اللبنانيون الذين يريدون استقطاع أرضٍ من وطنهم بحجة تعديل الحدود,,,؟!!
ثم كيف يستطيع الآخرون حماية اسرائيل والدفاع عنها وجيشها الذي لا يقهر قد فشل في ذلك,,,؟!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|