| عزيزتـي الجزيرة
فرصة في هذه الأيام والتي يدور فيها الحديث عن الكتاب والثقافة والقراءة في وسائل الإعلام، هذه فرصة لأن اكتب سطورا عن موضوع جدير بالكتابة وجدير بالقارىء ان يقرأه ألا وهو هل اعتنينا نحن المسلمون بالكتاب؟
والكتاب هنا هو القرآن الكريم المقدّس, وأنا في هذا التساؤل لا أعارض إطلاقا ما يدور الآن من تساؤلات عن الكتاب بصفة عامة وعما يتعلق به من محتوى وتأليف ونشر وقارىء ووسائل تكنولوجية بديلة وو,, الخ.
ولكني أقول انه قبل ان نتساءل هذه التساؤلات يجب أولا ان نتذكر كتابنا، وهنا يجب ان نتذكر,, انه القرآن الكريم، انه السلاح الذي بين أيدينا، انه كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة وحيه جبريل عليه السلام وقرأه صحابة رسول الله رضي الله عنهم والتابعين والأمة المحمدية.
فهذا الكتاب يجب ان نعطيه حقه من الاهتمام ثم بعد ذلك ننظر الى الكتب الأخرى والتي من ضمنها كتب الأحاديث الشريفة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته، وبقية الكتب في شتى العلوم.
إلا ان هذا الكتاب لما يتمتع به من خصائص ربانية ولما له من علاقة بديننا الإسلامي الحنيف، بل لأنه المصدر الأول للشريعة الإسلامية، ولأن فيه الحلول لمشاكل العصر وفيه جوانب تكاد تمس معظم حياتنا اليومية، وفيه عز لهذه الأمة متى ما تمسكوا به فالعلاقة هنا مصيرية لمن اراد أن يبقى على دينه ولمن اراد ألا تزل قدمه وتنجرف.
ومن هنا يجب ان يكون لنا ثقافة بهذا الكتاب وبمحتواه قراءة وحفظا، ترتيلا وتجويدا وتفسيرا، وبكل ما يقربنا له ويقرب أسرتنا بشكل يومي منظم, يجب ان نعمل كل ما يساعدنا على ذلك من دعم لجمعيات تحفيظ القرآن ودعم لنشر هذا الكتاب وهنا يجب ألا ننسى جهود خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز في نشر هذا الكتاب وترجمته وتوزيعه في شتى أصقاع المعمورة بواسطة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء وأجزل له المثوبة.
فما يبقى لنا نحن إلا ان نوجه الاهتمام القلبي لهذا الكتاب وتثقيف الناشئة بأهميته والتركيز على مصيرية العلاقة بيننا وبين القرآن الكريم، ثم بعد ان يكون لنا أساس ثقافي ننطلق على هذا الأساس الى بقية الكتب لنزداد منها علماً في ديننا ولغتنا وجميع حياتنا، وهذا كفيل ان يهدينا الى ما فيه خير ديننا ودنيانا في ظل وجود هذا الكم الهائل من الكتب التي فيها الغث والسمين، وان يكون درعاً واقيا لنا من اختلاط الثقافات والديانات ليكون موجّها لنا الى ما نكتسب منه وننهل منه ومجنباً لنا مالا فائدة منه, قال تعالى إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم صدق الله العظيم.
عليان ناصر السبيعي
|
|
|
|
|