داخل العدد

رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 1st May,2000العدد:10077الطبعة الأولىالأثنين 26 ,محرم 1421

عزيزتـي الجزيرة

شهود زفافها جاءوا من ستين دولة
هذه العروس تتوق لرؤية أختها
بسرور طاغٍ وعبر الجزيرة زفت لنا تلك العروس الرزان المضمخة بطيوب لا كالطيوب، زفها أكثر من ستين دولة (اثنان واربعون الفا ومائة الف محتف) في احتفالية بهيجة وليلة هي أمنية كل عروس.
هل عرفتم من تكون عروسنا؟!
إنها (إذاعة القرآن الكريم) حيث تم في الأسابيع القريبة الماضية فرز الرسائل التي وصلت لمسابقة القرآن الكريم لهذ العام فبلغت ذلك الرقم المبهج.
وإن مصدر سعادتنا هو ذلكم القبول وتلكم المساحة الممتدة للحب والانتشار عطرت فيها إذاعتنا عبر الأثير مساحات شاسعة من العالم تنشر حبها وتزرع خيرها وتسقي أكبادا عطشى لا يرويها إلا مثل ذلك النبع النمير.
وهنا لا ينبغي لنا ان نمر على مثل هذا الحدث دون تسجيل موقف لصالح هذا المنبر الدعوي العالمي، ومن غير استشراف لمستقبل واعد له.
إن إذاعتنا (إذاعة القرآن الكريم) تمر الآن بمرحلة من مراحل النضج، وحتى ندرك ثقلها، ونمنحها ما تستحق من قيمة لا بد لنا من سبر موادها والوقوف على برامجها المتميزة.
ولعل الشرف الذي يحلي عروسنا قد اكتسته من شرف برامجها، فأبرز ما تبثه إذاعتنا الحبيبة معطرة به الأجواء هو مصاحف القرآن الكريم الكاملة لنخبة مختارة من أبرز المقرئين في تنويع مستمر عبر الدورات الإذاعية المختلفة فأي مادة إذاعية هي أنقى وأطهر وأروع من هذه المواد!!
وعبر إذاعتنا تنقل خطبنا وصلاة الجمعة من الحرمين الشريفين الى اصقاع المعمورة ليصل صوت خطباء الحرمين المؤثر الرزين الى من ينتظرونه كل أسبوع على أحر من الجمر.
ولا يمكننا ان ننسى ونحن نستعرض البرامج ذلكم الصوت الذي انطبع في وجداني ووجدان كثير من المحبين ألا وهو (نور على الدرب) الذي كان وما زال بصمة تميز إذاعتنا عبر تواصل دؤوب مع ثُلة من كبار علمائنا الأفاضل كان على رأسهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله أضاء هذا البرنامج وما زال دروب المستفتين من مختلف دول العالم, فلله كم صحح علماؤنا عبر البرنامج من عقيدة! وكم بلغوا من علم، وكم ارشدوا الى فضيلة وحذروا من رزيلة، وكم حلوا من معضلة اجتماعية!!
وحين نذكر (نور على الدرب) لا بد ان نشيد ببرنامج (سؤال على الهاتف) الذي يربط بين المستفتي والمفتي مباشرة.
وتحفل دورات (إذاعة القرآن الكريم) بالمحاضرات العلمية والوعظية والندوات الدينية، والدروس المتنوعة في العلوم الشرعية، والسيرة، والرقائق والإصلاح الاجتماعي والبناء الأخلاقي التربوي، والبرامج الثقافية المتنوعة، والأخرى التي تعنى بالشباب والأسرة، في نفس رزين ووقار أصيل، فيظل المستمع متقلبا في أفياء إيمانية وارفة، تحفه الملائكة وتغشاه الرحمة وتتنزل عليه السكينة، ويذكره الله فيمن عنده,, يظل المستمع راتعا في رياض الجنة، يقول عليه السلام: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا! قالوا: وما رياض الجنة,,؟ قال: حلق الذكر .
فلتكن (عروس الإذاعات) خير أنيس وامتع جليس، قال عيه السلام: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم .
وإننا إذ نعلن ابتهاجنا بإذاعتنا لنشد على أيدي المسؤولين عن الإعلام في بلادنا المباركة وعلى أيدي علمائنا الأجلاء واساتذتنا الفضلاء والأدباء والمربين والإعلاميين وكل من له قدرة على المشاركة المؤثرة,, نشد على أيديهم مباركين ومذكرين بثقل الأمانة الملقاة على عواتقهم فالعالم من حولنا في أشد التعطش لمن يأخذ بيده الى طريق الحق، يصحح عقائده، ويوجه عبادته، وينهضه من وهدته، ولن يجد أحنى ولا اشفق عليه من بلاد الحرمين حرسها الله.
ولعل هذا الامتداد الجماهيري الهائل لإذاعتنا عبر عشرات البلدان في العالم على الرغم من الزخم الإعلامي المعروض - لعله يوجب علينا مراعاة أحوال المستمعين وتلمس احتياجاتهم، واستثمار إقبالهم ووضع اليد على مكامن الأدواء في المجتمعات، لينتفع المحتاج بالدواء.
وإن من حق القائمين على (إذاعتنا الحبيبة) ان ندعو لهم ونشكرهم وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف رئيس المجلس الأعلى للإعلام، وكذلك معالي وزير الإعلام الدكتور فؤاد الفارسي، ومدير عام إذاعة القرآن الكريم، وكافة العاملين فيها,, وإننا إذ نشكر العاملين وقد من الله عليهم بشرف العطاء لنطالبهم بالمزيد والمزيد من التطوير والتجديد في أساليب الانتاج وقوالب العرض، مع العناية بالبرامج الجماهيرية الحوارية، ومنح برامج الشباب والأسرة مساحة أكبر والاهتمام بنقل دروس كبار العلماء من اجوائها الطبيعية (المساجد، وقاعات التدريس).
كما انني اقترح عليهم اقتراحين ارجو ان يجدا صدى عند المسؤولين.
الأول: افتتاح أقسام إذاعية للغات العالمية لنقل الصورة الحقيقية للإسلام وتصحيح العقائد الفاسدة، فإذا كان القبول كبيرا فلماذا لا يكون البذل من أجل تبليغ الدين أكبر؟؟
وهذا قد يحتاج سنوات عديدة ولكن وجود التوجه الصادق يُيسر كل عسير، وكل مولود لا بد له يوما من المشي ثم الركض بثبات في مضمار الحياة.
الثاني: استقطاب الموهوبين من طلاب أقسام الإعلام واللغة العربية في جامعاتنا وكذلك كل من له قدرة على العطاء ممن يحملون هما دعويا وحسا إصلاحيا، فهؤلاء هم عدة الإذاعة في المستقبل لمواكبة المستجدات ومواجهة التحديات الضخمة والمتسارعة في عالم الإعلام والاتصال.
وختاما وقد احتفلنا (بعروس الإذاعات) نسأل الله عز وجل ان يعجل بميلاد (سيدة الشاشات) وأعني بها: القناة التلفزيونية الإسلامية، التي بشرنا بها المسؤولون وفقهم الله قبل سنوات وقد طال مخاضها، وبعد الميلاد سيكون الاحتفال بالعروس الجديدة في ليلة لا كاليالي إن شاء الله تعالى وما ذلك على الله بعزيز.
سليمان الدعفس
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved