داخل العدد

رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 1st May,2000العدد:10077الطبعة الأولىالأثنين 26 ,محرم 1421

منوعـات

يارا
مقاصب الديكورات
عبدالله بن بخيت
في حديثي يوم أمس الأول عن القصاب الذي تحول الى مصمم ديكور قلت: اذا كنت لا تطلب سوى القليل فلن تحصل إلا على القليل, عندما تبحث عن ميكانيكي يقبل خمسين ريال أجرة يد فلن تحصل إلا على خدمة توازي الخمسين ريالاً التي تدفعها, ومن هنا أصبحت بلادنا أضخم معهد لتعليم المهن في العالم، وهو المعهد الوحيد في العالم الذي يتكفل بالصرف على تلاميذه ويمنحهم فرصة التدرب على رأس العمل واستخدام أدوات أصلية في التدريب، وهذه ليست نكتة كثير من الذين يفدون على المملكة يفدون بمسميات مهن لا يعرفون عنها شيئا, ويبدؤون من الصفر, والحق يقال فهم يتعلمون بأفضل وسيلة وهي الخطأ هو أفضل طريقة للصواب فلا أحد يجازي أحداً, أتذكر بعضاً من زملائي في العمل جاءوا إلى المملكة لا يعرفون شيئا أبدا وتعلموا أرقى المهن وبعد سنوات حصلوا على عقود في الولايات المتحدة وكندا.
والمشكلة أصبحت يشوبها التناقض, فرجل الأعمال السعودي يتعاقد مع أردأ العمال ونحن لن ندفع لهؤلاء إلا أقل القليل, فأصبحت المسألة مثل المجاكر هذا يدفع قليلاً فلا يستحق إلا عمالة رديئة، وهذا يتعاقد مع عمال رديئين فهو لا يستحق سوى أجور قليلة, وهكذا تدنت الصيانة حتى أصبحت مجرد تلفيق في تلفيق.
وتبع هذا تدفق غريب للبضائع الرديئة, اذهب الى أقرب محل بيع أدوات كهربائية وتفقد كل المعروضات أو اذهب الى مكان بيع ألعاب أطفال أو اذهب إلى مكان لبيع أدوات صحية أو عدد وأدوات إلخ لم يبق في بلادنا من الصناعات الأصلية المستوردة التي يمكن الثقة فيها إلا تلك الصناعات المعقدة مثل السيارات والطائرات التي لا يمكن أن تنتجها مصانع الشرق الرديئة, فهذه البضائع الرديئة التي تصب في أسواق المملكة تجعل الإنسان غير مكترث, اذا ركب لمبة احترقت في ثاني يوم واذا ركب ماسورة خرت ثاني يوم, وبصراحة فهذه البضائع ليس لها إلا مثل هؤلاء العمال الذين يتحولون من جزارين الى مصممي ديكور, فهي خربانة خربانة سواء ركبها مهندس أمريكي أو قروي هندي.
وعندما نتأمل في هذه البضائع الرديئة التي تزدحم بها الأسواق لا يمكن أن تفسرها إلا بشيء واحد وهي أن كثيراً من الناس كبر اللقمة, فتجاوزت طموحاته وأطماعه وامكاناته الحقيقية, فالمرء يقضي عشر سنوات من عمره ومن دخله ومن اقتراضاته حتى يبني فلة هي في الواقع أكبر من كل قدراته وأكبر من كل احتياجاته ستة حمامات ومجلسين عربي وفرنجي وحوش تطرد فيه الخيل وحديقة و(عد وأغلط) من المنافع المستخدمة والمهملة ولكنه ينسى في غمرة حماسه أثناء البناء أن كل هذا يحتاج الى صيانة مستمرة, فلو قدم لها الصيانة الحقيقية والطبيعية لما كفى راتبه كله, وعندما يسكن وتروح السكرة وتأتي الفكرة تراه إما أن يترك البيت نهباً للإهمال او أن يعتمد في صيانة حلاله على القروي الهندي وعلى البضائع الرديئة التي تغرق السوق, عندها ليس غريبا أن يتحول القصاب إلى مصمم ديكور, لأن المطلوب هو تلفيق في تلفيق.
أعتقد أن هذا كله مسؤولية تخطيط المدن فما هو مبرر أن يكون أصغر أرض خمسمائة متر ما الذي يمكن أن تفعله عائلة صغيرة في خمسمائة متر, ومتى تستطيع عائلة شابة أن تجمع ما يكفي لشراء أرض مساحتها خمسمائة متر, وكم تحتاج لتجمع ما يكفي لبنائها وفقا للمواصفات السائدة.
اعتقد أنه حان الوقت لإعادة النظر في تخطيط حياة الناس واعادة تربية الأجيال الجديدة لنجعلها تتناسب مع حياة ما بعد الطفرة ومع المستوى الحقيقي للدخل بعيدا عن الأحلام الغابرة.
لمراسلة الكاتب
yara4me@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved