داخل العدد

رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 1st May,2000العدد:10077الطبعة الأولىالأثنين 26 ,محرم 1421

محليــات

مستعجل
مدرس: دورنا مكمِّل لدور الشغالات!!
عبد الرحمن بن سعد السماري
** قبل أيام,, كنت أتحدث مع مدرس تنقل في أكثر من قطاع من قطاعات التعليم,, ودرس لأكثر من مرحلة,, وتنقل بين القطاع الحكومي والقطاع الاهلي,, وقد قرر ان يقدم استقالته بعد سنين حافلة بالعطاء,, امتدت لحوالي الأربعين عاماً.
** لكن ما لفت نظري,, أن هذا المدرس المخضرم,, يسمي جيل اليوم,, الجيل المدلل,, ويسمي التعليم اليوم,, تعليم التدليل.
** ويتحدث بحرقة شديدة وألم ومرارة,, مقارناً بين جيل الأمس,, جيل الجد والاجتهاد والحماس والمثابرة,, هكذا يسميه وبين جيل اليوم,, ويسميه الجيل المدلل.
** ويقول: إن مهمة المدرس اليوم,, هي التدليل ومراعاة شعور وأحاسيس الطالب,, وإن المدارس - أو على الأصح بعض المدارس - حكومية وأهلية تتبارى في التدليل,, وتتنافس في أيهما يقدم دلالاً أكثر وأكثر.
** ويؤكد أن هناك فرقاً بين التربية السليمة وبين التدليل المفرط الضار.
** ويقول: إن التعليم اليوم,, ليس هنا فقط,, بل في جميع دول العالم,, يتجه نحو هذا المسار.
** ويقول أيضاً: ان المدرس اليوم,, يهاب الطالب,, ويسعى بكل ما يملك لكسب رضاه ووده,, حتى لا يغضب سعادة الطالب,, لأنك لو أغضبت طالبين أو ثلاثة أو خمسة,, واشتكوك لمدير المدارس,, أو على الأصح تاجر المدارس لطيَّرك لأنك تنفر الطلاب,, أو على الأصح أسلوبك غير حضاري وغير تربوي؟!! .
** ويقول: اننا نبتسم ابتسامات مختلفة أمام السادة الطلاب,, ونراعي شعورهم,, وإذا ما تمادى في اللعب أو الفوضى أو العبث,, علينا أن نتحمل ونقول ما عليش يا شاطر !
** أما لو حاولت الشد معه,, أو حاولت تصحيح مساره,, فالويل,, لك,, والوعد برّا يا ستاذ .
** ويؤكد هذا المعلم,, أن أجيال اليوم,, ينتظرهم مستقبل ضعيف رخو وأنهم لن يصلحوا لأي عمل فيه أدنى شدة أو قوة,, لأنهم تعودوا على الضعف وعلى الرقة وعلى اللين وعلى الدلال.
** ويشنع على أساليب التربية الحديثة,, ويتمنى لو أن المدارس جملة,, تشد بعض الشيء على الطلاب,, لتخرِّج رجالاً,, لأن المدلل لن يقدم شيئاً لنفسه ولا لمجتمعه,, ولا لأمته.
** ويسوق هذا المدرس,, قصصاً وحكايات عن تعامل الطالب اليوم مع مدرسه,, تعكس كيف أوصل التدليل والدلال الأمور إلى نهاية غير مقبولة.
** أما المضحك في كلامه,, فهو يقول: إن دورنا في المدرسة,, هو مجرد مكمل لدور الشغالة في المنزل,, التي مهمتها تدليل الطفل والاهتمام بأكله وشربه ونومه وألعابه,, ومنحه المزيد من التدليل والتدليل,, والويل لها,, لو قصرت أو غضب الصغير أو اشتكى مجرد شكوى.
** ويقول: ان بعض الآباء والأمهات هكذا يتخيلون دورنا ورسالتنا وواجبنا تجاه الصغار,, وتجاه الطلاب عموماً,, مؤكداً,, أنه ليس بوسع المعلم اليوم,, حتى مجرد لوم الطالب,, إذا ما تلاعب أو لم يذاكر أو نسي الواجب,, أو عمل أي عمل غير مقبول,, ويقول: إن هذه الطريقة,, لن تصنع أجيالاً.
** ما رأي رجال التربية والتعليم القدامى ورجال التربية والتعليم,, الذين تشربوا النظريات الحديثة والمدافعين عنها؟!!

أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved