| القرية الالكترونية
* واشنطن د,ب,أ
ليس هناك مجال للشك في أن توصية وزارة العدل الامريكية التي اعلنت يوم الجمعة الماضية بتفكيك شركة مايكروسوفت العملاقة للبرمجيات الى شركتين منفصلتين قد تصبح حقيقة واقعة, وفي هذه الحالة سيثير تقسيم مايكروسوفت الى شركة متخصصة في نظم التشغيل واخرى في برمجيات التطبيقات عددا من الاسئلة والشكوك امام المستهلك في ضوء تغير شكل صناعة الكمبيوتر الى الابد.
ولكن اي شكل سيتخذه هذا التغيير بالضبط؟ الطريقة المثلى للاجابة على هذا التساؤل هي النظر في تأكيدات وزارة العدل كل نقطة على حدة حول التفكيك المقترح لكبرى شركات البرمجيات في العالم.
التأكيد الاول: من شأن تفكيك مايكروسوفت ان يحفز المنافسة وفقا لجانيت رينو وزيرة العدل الامريكية.
التأكيد الثاني: من شأن التفكيك ان يعزز التجديد طبقا لرينو.
ويستند هذا الاعتقاد الى ان التوأمة الشديدة بين نظام التشغيل الخاص بمايكروسوفت واعمال تصميم التطبيقات بها تحد من وجود حافز يحض العاملين بالشركة على استحداث اساليب تبعد بالسوق عن هذا الكون الذي يبدو نظام ويندوز وكأنه محوره الوحيد.
فعلى سبيل المثال يمكن لمطوري برمجيات اوفيس ان يولوا قدرا كبيرا من الاهتمام الى صناعة برمجيات متوافقة مع اجهزة الكمبيوتر المتصلة بالانترنت والتي لا تعمل بنظام ويندوز وسيعد هذا في حالة تحققه امرا مناقضا للحافز الذي يحرك ما يكروسوفت حاليا والذي يقضي بعدم توجيه كثير من الاهتمام الى هذه المسألة خشية المساس بهيمنة ويندوز.
بل واضاف جول كلاين انه يمكن لمبرمجي التطبيقات في مايكروسوفت ايجاد نظام تشغيل خاص بمجموعة برامج اوفيس يكون منافسا لويندوز ولكن من المهم هنا ان نتذكر ان نظام وورد بيرفكت للتشغيل لم يتمكن من قراءة ملفات ووردستار على النحو الصحيح وان نظام اكس, واي رايت اخفق في قراءة ملفات وورد تماما اي ان هذا التجديد الذي تبحث عنه وزارة العدل ينطوي على قدر من الارتباك لا ينبغي اغفاله.
التأكيد الثالث: تصر جانيت رينو على ان تفكيك مايكروسوفت سوف يمنح المستهلكين خيارات جديدة افضل في السوق .
وليس ثمة شك في ان تفكيك عملاقة البرمجيات مايكروسوفت سيمنح المستهلكين خيارات جديدة كما يشير التصريح الوارد اعلاه اما كون هذه الخيارات افضل أم لا فهو أمر لا يمكن حسمه الا بمرور الوقت.
فمن الواضح ان عالم الكمبيوتر الذي نعيش فيه اليوم والذي تهيمن عليه مايكروسوفت لا يتيح سوى عدد محدود من برمجيات معالجة النصوص والجداول وقواعد البيانات وغيرها بل ان عدد هذه التطبيقات اليوم يقل عما كان عليه قبل خمسة او عشرة اعوام.
اما ماهو اقل وضوحا فهو ما اذا كان الوضع الحالي قد نجم عن ازاحة مايكروسوفت لغيرها من الشركات ام انه تجسيد لحالة بسيطة انتصر فيها الافضل وعبر فيها المستهلكون عن رأيهم.
فلنفرض ان ما يكروسوفت سرقت حصص السوق فما كانت نتيجة ذلك الا ان منحها ما اكتسبته من حجم وقوة ميزة عن غيرها من الشركات في سوق البرمجيات فبات بمقدورها توظيف افضل المبرمجين ومنع الشركات الاخرى من دخول المناطق الخاضعة لسيادة مايكروسوفت بل وتحديد الاتجاه الذي تسكله صناعة الكمبيوتر باسرها بفرضه تارة وبتقديم مثل يحتذى تارة اخرى, وتبقى الاشارة الى ان تفكيك ما يكروسوفت قد يكون افضل ما حدث لها على الاطلاق فقليل هم من يشككون في صحة الفكرة القائلة بصعوبة استمرار الشركات العملاقة في تركيز جهودها على مهمة دون غيرها.
اما تركيز شركة مايكروسوفت ولكن اصغر حجما على نظم التشغيل قد يرفع عن كاهلها عبء التنسيق بين ذلك من جهة واهتمامات مايكروسوفت الاخرى من جهة ثانية مما يمنحها قدرا اكبر من حرية الحركة, وبالمثل فان قيام شركة مايكروسوفت اصغر حجما متخصصة في التطبيقات سيمكنها من استحداث اساليب عمل تعد مستحيلة الان بسبب ارتباطها بنظام ويندوز ومن شأن هذا ان يفيد المستهلكين ومايكرسوفت سواء بسواء ولكن بمجرد ان يتقبل جيتس ورفاقه فكرة الهزيمة.
|
|
|
|
|