| الريـاضيـة
صرح يان ستيوارت المدير الفني لنادي أف, سي, اوترخت الهولندي للصحافة السعودية لدى زيارته العاصمة السعودية لمشاهدة نهائي كأس ابطال الأندية الآسيوية ومراقبة نجوم الهلال، بأن البطل السعودي لم يكن يستحق البطولة!
ولا يمكن ان تؤثر مثل هذه الأقوال على بطل آسيا او ان تنال منه الإنجاز الكبير الذي حققه، ولا بأس هذه المرة من حديث المقارنات نتناول فيه أبعاد الزعامة السعودية بكل المقاييس,, ولعل صاحبنا وقد فاته الاطلاع على سجلات البطولات الآسيوية يحاول ان يخفي احلامه بالتعاقد مع نجوم الكرة السعودية لأسباب أخرى معروفة، ولكن ما أثار الانتباه ان يتحدث بمثل هذا المنظار المتواضع عن فنون المدرسة الهلالية التي تقودها أبرز الخبرات العالمية، مما يطلق العنان لعلامات الاستفهام حول قدرات هذا الرجل وعن ناديه الذي يقوده, الجدير بالذكر ان الألقاب الهولندية على الصعيدين الوطني والخارجي تتنازعها ثلاثة أندية لا غير هي أياكس أمستردام (حقق 27 لقبا في بطولة الدوري) وبي, اس, في, ايندهوفن (15 لقبا) وفاينورد روتردام (14 لقبا)، وفي السنوات العشرين الأخيرة احرزت أندية أياكس بطولة الدوري (9 مرات) وايندهوفن بطل دوري هذا العام قبل انتهائه بأربع مراحل (8 مرات) وفاينورد (3مرات)، ولم يكن معها بالطبع نادي اوترخت لعدم حصوله سوى على بطولة واحدة في تاريخه قبل 42 سنة!
ومن المعروف ان الكرة الهولندية تتأرجح بسبب هذا التفاوت الكبير بين أندية القمة المتميزة وأندية الوسط الضعيفة والتي تستقبل شباكها الأهداف بغزارة ملفتة ساعدت على بروز نجوم الأندية القوية حتى بات هداف الدوري الهولندي الأكثر احرازا للأهداف ولكنه عندما ينتقل الى أحد أندية الدول الرائدة في عالم الكرة الأوروبية فإنه يفقد بريقه وتختفي أهدافه العديدة، مما دفع الاتحاد الأوروبي مؤخراً الى تقييم الدول الأوروبية وتحديد مستوياتها حرصاً على احتساب عدد الأهداف طبقاً لهذه المستويات.
ونعود الى الإنجاز الآسيوي المدهش الذي حققه الهلال مؤكداً من جديد التفوق السعودي المطلق على صعيد القارة الصفراء، ولا بأس من التحول مجددا الى لغة الأرقام المثيرة، وقد تحلو المقارنة في هذا المجال بين انجازات الأصالة السعودية الراقية وبين الماكينة اليابانية المتناهية الدقة التي تكشفها سجلات المسابقات الآسيوية المتعددة، وهي تحدد بوضوح التقدم السعودي على نظيره الياباني برصيد اجمالي بلغ 11 لقباً مقابل 10 ألقاب، على الرغم من فتح الباب على مصراعيه أمام نجوم الكرة اليابانية للاحتراف في الخارج ونجاحهم الكبير أمثال كازيوشي ميورا (لاعب جنوا الايطالي سابقاً وكرواتيا زغرب حالياً)، هيروشي نانامي (فينيسيا الايطالي)، شينغي جو (ريال بلد الوليد الاسباني)، ولكن هيديكوشي ناكاتا (23 سنة) الأفضل في آسيا لعامي 1997، 1998 والثاني لعام 1999م ولاعب روما الايطالي القادم من موطنه بيروجيا دخل التاريخ الآسيوي مرتين، الأولى عندما بلغ رقم عقد انتقاله الى روما نحو 18 مليون دولار، والثانية عندما تهافتت القنوات الفضائية اليابانية على متابعة نجمها الأول بالاتفاق على بث مباريات نادي روما مقابل مبلغ 80 مليون دولار، والطريف ان يصل هوس اليابانيين وعشقهم للكرة قيامهم بإنتاج العديد من المسلسلات الكروية الكرتونية المترجمة الى العربية وأبرزها تلك التي اقتحمت معظم البيوت العربية ونعني بها الكابتن ماجد ,, بينما في المقابل يمتلك نجوم الكرة السعودية كل القدرات والمهارات اللازمة للاحتراف في الخارج أمثال سامي الجابر ونواف التمياط ومحمد الدعيع واحمد الدوخي وعبدالله الجمعان ولا ينقص نجوم الكرة السعودية عموماً سوى المحافظة على الظروف الاجتماعية التي تتعلق بالتربية والارتباط الديني والأسري التي تحرص لائحة الاحتراف السعودية بدورها على توفير كل وسائل التهيئة المناسبة لتحقيق النجاح المقبول، وفي المقابل ايضاً كانت الاهتمامات الأساسية السعودية نحو بناء القاعدة الشبابية الواسعة وإنشاء أحدث المدن والصالات والملاعب والأندية الرياضية بطريقة لا مثيل لها، وأصبحت صاحبة الباع الأكبر في القارة العملاقة.
على صعيد المنتخبات يتربع منتخب السعودية على القمة الى جانب منتخب إيران برصيد ثلاثة ألقاب لكل منهما، ولكن الأفضلية أقرب الى السعودية كونها أحرزت ألقابها جميعها خارج بلدها وحافظت على مكانتها الرائدة بالوصول المستمر الى نهائي البطولة خلال الدورات الأربع الأخيرة، بينما إيران أحرزت لقبين داخل بلدها وابتعدت عن الألقاب او الوصافة منذ عام 1976، اما رصيد اليابان فيبلغ لقبا واحدا فقط,, وعلى صعيد الأندية تبادلت السعودية واليابان الفوز بمسابقات أبطال الدوري والكؤوس والسوبر، وأحرزت الأندية اليابانية تسعة ألقاب مقابل ثمانية ألقاب للسعودية وسيلتقي الهلال السعودي مع شميزو بولسة الياباني في نهائي السوبر الآسيوية لاحقاً، ويذكر ايضا ان قطب العاصمة السعودية الآخر نادي النصر السعودي نجح في ترجح الكفة السعودية عندما اصبح أول ن اد آسيوي يمثل القارة في بطولة كأس أندية العالم واستطاع ان ينال الإعج اب لمقارعات ه الشيقة لفرسان القارات!
في بداية الموسم الرياضي الكروي رشحت شخصياً الهلال للقب فارس الكرة السعودية الأول، ورغم ابتعاده عن المربع الذهبي لبطولة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين، فإن البطل انتفض بقوة وأحرز كأس المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وكأس الأمير فيصل بن فهد وكأس أبطال آسيا ووصل الى نهائي كأس ولي العهد وكأس السوبر الآسيوية,, سر المد الأزرق الذي لم ينتبه اليه الخبير الهولندي، أن الفريق العملاق يمتلك مؤهلات نادرة تتمثل ببساطة في ستة عناصر أساسية لا يستشعر بها سوى من عايش لعبة الملايين ومارسها داخل المستطيل الأخضر الكبير وهي باختصار: صدق الانتماء الوطني، قدرات فنية عالية، روح قتالية بالغة القوة، شجاعة متناهية لا تعرف معنى اليأس، النفس الطويل القادر على تغيير سير أي مباراة، الجماهير الوفية المساندة بإخلاص منقطع النظير.
الهلال زعيم الكرة السعودية ومعشوق الجماهير العربية يستعد لاستكمال زعامته الآسيوية، وأمامه فرصة مواتية أخرى لتحقيق ثلاثة إنجازات قارية وعالمية ثمينة يدخل بها التاريخ الآسيوي، وهي كأس السوبر الآسيوية والكأس الأفروآسيوية الى جانب عدد من المشاركات العربية والقارية الأخرى والوصول الى نهائي كأس أندية العالم، التي ستتحدد عند نهاية الموسم الكروي الشهر المقبل,, وحتى إشعار آخر نستطيع القول بكل فخر,, ومازالت الزعامة الآسيوية,, سعودية !
|
|
|
|
|