| عزيزتـي الجزيرة
في يوم الأربعاء 14 محرم 1421ه فقدت بلدة العطار بسدير أبا وأخا عزيزا شهد له القاصي والداني, فقد كان مثالا في الأخلاق وطيب القلب والرجولة الناضجة, درست على يديه وعمري لا يتجاوز الثامنة في مدرسة (الكتاتيب) وفي عام 1373ه افتتحت مدرسة العطار واكملت دراستي وتخرجت فيها وبعد اربع سنوات عدت للتدريس بالمدرسة رغبة منه ومساعدة لي وقد عرفت عنه وعرف عنه الآخرون الأخلاق الفاضلة عرفت عنه الرجل الحليم والرجل الذي لا يرد الإساءة إلا بالحسنى طيلة فترة عمله التي بلغت اثنين واربعين عاما وبضعة اشهر وكان يحب الخير لأبناء بلده كان إماما وخطيبا لجامع العطار ما يقارب الخمسين عاما حتى توفاه الله الى رحمته وكان له هيبة ووقار عندما يذكر في مجالس الرجال, ان سيرته العطرة في حياته تعكس حب الخير والسعي فيه، تشبعت نفسه بالتقوى والصلاح وانقاد لحب الله عز وجل وحب نبيه صلى الله عليه وسلم, اكتسب محبة الناس وثقتهم ولم يكن طيلة حياته غليظا على الآخرين كان متسامحا ونموذجا فريدا وكان مجلسه لا يمل ومحط انظار القريب والبعيد لقد فجعنا بوفاته لكن من عرف الله هانت عليه مصيبته فإنا لله وإنا إليه راجعون , اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها وقد ضاقت مشاعر القريب والبعيد بفقدان المربي الفاضل الشيخ ابراهيم بن عثمان القديري فعزاؤنا بالله كبير تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب الدعاء وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان وأنزله في منازل الصديقين والشهداء جزاء صبره واحتسابه فقد كان رحمه الله مؤمنا بقضاء الله وقدره فجزاه الله عنّا وعن محبيه أحسن الجزاء, وأختم كلامي بقول الله عز وجل (ولن يؤخّر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون).
سليمان بن عبدالعزيز البريه حوطة سدير
|
|
|
|
|