أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 30th April,2000العدد:10076الطبعة الأولىالأحد 25 ,محرم 1421

الاخيــرة

حزام أحمد
د, فهد العرابي الحارثي
لم يتيسر لي بعد أن أطلع على رواية الأخ الأستاذ أحمد أبو دهمان التي سماها الحزام وأصدرها الناشر الفرنسي المعروف غاليمار, وهي صدرت باللغة الفرنسية واستقبلها الجمهور هناك بكثير من الإقبال وتلقاها الوسط الثقافي هناك أيضاً بكثير من الترحيب.
لا بأس في انني لم أطلع على الرواية حتى الآن,, فأنا لن اكتب هنا تحليلاً أو تقويماً لها، بل سأكتب عن الفكرة من حيث هي مشروع للتواصل مع الآخر انطلاقاً من لغته ومن المراكز الحيوية في اهتماماته, فالفكرة بدت، وبكل المقاييس، ناجحة، وقد احدثت من ردود الفعل ما نغتبط به، وما نهنىء عليه زميلنا الأخ أحمد.
لقد قرأنا أن الرواية قد نفدت من الأسواق في أيامها الأول، والقارىء في العادة هو المقياس الأوّليّ لنجاح المشروع، على الأقل من حيث جاذبيته واستهوائه لأذواق المستهلكين، وهذا المستوى من القبول تقعد دونه كثير من المشروعات التي لا يتوفر فيها ما يغري الناس بالقراءة والشراء ، ولو لم يجد القارىء الفرنسي في رواية أبي دهمان ما يدفعه الى اقتنائها لما جشّم نفسه تكاليف ثمنها وتخصيص جزء من وقته لقراءتها والعكوف عليها,, ونحن نتحدث هنا عن قارىء أوربي يحسب بدقة أين يصرف نقوده، وكيف يزجي بعض وقته, ولو لم يكن الناشر غاليمار على ثقة شبه أكيدة من نجاح العمل لما عمد أصلاً الى تبنيه ونشره, فناشر بهذا الحجم يتلقى في اليوم الواحد عشرات المخطوطات من كل مكان، وهو لا ينشر منها إلّا ما يعتقد أنه يليق باسمه من جهة ويحقق له عوائد مالية من جهة أخرى, ومثل غاليمار لديه لجان فاحصة من مستشارين متخصصين لاشغل لهم إلّا قراءة المخطوطات وتقويمها وقياس مدى نجاحها في سوق ضخمة تعج بالمطبوعات التي تخرج الى الأسواق كل يوم بل كل ساعة.
ان ما قرأناه هنا وهناك من ردود الفعل حول رواية الحزام اكدت كلها قوة المفاجأة التي احدثتها هذه الرواية في السوق الثقافية الفرنسية, وقد يختلف النقاد حول بعض التفاصيل في فنيات هذه الرواية وفي انتماءاتها الى بعض فنون الكتابة لكنهم جميعهم متفقون على أن الفكرة من حيث هي مشروع أبداعي قد طرقت بقوة حصون الثقافة الفرنسية وهي لفتت أعناق الجمهور اليها والى كاتبها.
ونحن نهنىء الكاتب على ما ظفر به من نجاح وترحيب لكننا في الوقت نفسه نهنىء أنفسنا في هذه البلاد مثقفين وغير مثقفين على أننا وجدنا أخيراً مكاناً يليق بنا في أوساط ظلت تشح علينا دائماً بمثل ذلك المكان.
إن تجربة الأخ أحمد هي تجربة جريئة وشجاعة ونحن فيما يبدو لم نكن في حاجة إلّا الى مثل هذه الجرأة ومثل هذه الشجاعة لكي نخرج الى الناس في شكل يشرفنا ويرفع رؤوسنا، وقد كتب الله لنا أن يكون هذا الانجاز على يد مبدع يستحق التحية منا هو هذا الجنوبي المتدفق بالحب: أحمد أبو دهمان.
لقد قطعت الثقافة السعودية في سنينها الأخيرة أشواطاً بعيدة في سباقها المظفر مع مراكز الثقافة العربية التاريخية المعروفة، فأخرج الروائيون السعوديون أعمالاً تلقفتها الأوساط الثقافية في عالمنا العربي بكثير من الإكبار,, ثم جاء أحمد أبو دهمان ليتوِّج كل تلك الانجازات بخطوته الشجاعة وبعمله الناجح,, ليكون كل ذلك شاهداً حياً على ما تتوافر عليه هذه الأرض من كنوز ثرّة غنية اكثر ما تحتاج إليه هو أن تقشع عن نفسها الكسل والتردد كي تأخذ مكانها في قلوب الناس ووجداناتهم.
شكراً لأحمد أبي دهمان!
وشكراً لكل من يضيف لبنة قوية في بناءاتنا,, القوية دائما,, إن شاء الله.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved