أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 30th April,2000العدد:10076الطبعة الأولىالأحد 25 ,محرم 1421

محليــات

رأي الجزيرة
قرارات القمة التشاورية الثانية لها ما بعدها
صحت توقعات المراقبين من مختلف الدوائر السياسية والاقتصادية والأمنية بنجاح قمة مسقط التشاورية الثانية لقادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي افتتحها جلالة السلطان قابوس بن سعيد، وقاد إليها وفد المملكة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، نيابة عن أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله .
ونجاح القمة لم يكن في حد ذاته هاجسا بين الشك واليقين، إذ إن رصيد قادة مجلس التعاون من النجاحات المتواصلة منذ أن أسسوا هذا المجلس في قمتهم التي عقدت في مطلع عام 1981م بمدينة أبوظبي، هذا الرصيد يوفر الثقة والمناخ اللازمين لنجاح كل لقاء لقادة ومسؤولي مجلس التعاون على مختلف المسؤوليات من الوزارية، ونزولا للمستويات الأدنى في المسؤولية الجماعية.
فبالرغم من أن القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية التي طرحت أمام القادة في قمتهم التشاورية أمس كانت ساخنة ولم يخل بعضها من حساسية كقضية العراق التي نوقشت بتعمق، وقضية العلاقة مع إيران في ضوء أزمة الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، وقضية الأمن الجماعي والتعاون الدفاعي، والتعرفة الجمركية، إلا أن القادة حققوا حولها اتفاقا جديرا بالإعجاب والإشادة به تأكيدا لوحدة الرؤية والإرادة والموقف والهدف المنشود من معالجة كل قضية من تلك القضايا.
ولقد عبرت تصريحات القادة قبل وبعد القمة عن هذه الوحدة الاستراتيجية التي كانت دائما وعبر مسيرة مجلس التعاون بمثابة المعين الذي لا ينضب عطاؤه للمسيرة المباركة بأسباب المناعة وقوة الدفع على طريق الغايات العليا التي يتطلع إليها القادة وشعوبهم معهم.
وقد عبر على سبيل المثال سمو أمير دولة البحرين عن هذه المعاني بقوله: نشارك إخواننا قادة مجلس التعاون في هذا اللقاء الأخوي المبارك لنواصل حمل الآمال الكبيرة التي كانت على الدوام عنوانا بارزا للنهوض بهذا الصرح الخليجي المشترك بتكاتف جميع الجهود وحشد كل الطاقات من أجل الحفاظ على مصالحنا ومكتسباتنا وتلبية طموحات وآمال شعوبنا الخليجية في غد أفضل .
كما صرح سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية بقوله: القمة التشاورية الثانية تكتسب أهمية كبيرة لكونها تنعقد في ظروف تشهد العديد من التطورات المستجدة في المنطقة وفي الشرق الأوسط وأن هذا اللقاء يأتي ليعكس الإرادة الصادقة والحرص البالغ لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس لتأكيد الثوابت التي تقوم عليها سياستنا في التعاون والتنسيق والتفاهم المشترك ومواصلة العمل لإنجاز المزيد من المكاسب التي تلبي تطلعات شعوب المنطقة .
ولم تخرج معاني تصريحات الشيخ صباح الأحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي وكذلك تصريحات وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية ماجد الشاهين عن نفس النهج السياسي والأمني الذي عبر عنه القادة قبلهما, وكل هذا يؤكد على الحقيقة المشرقة التي تقول إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية أصبح مؤسسة وإطارا، وبوتقة تفاعل وعطاء وإنجاز.
وأنه كما قال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز مجلس التعاون وجد ليبقى والمؤكد أيضا أن القرارات التي توصلت إليها القمة التشاورية الثانية في مسقط سيكون لها ما بعدها، في بلورة مواقف عربية خليجية صريحة وقوية من جميع القضايا التي كانت محل تداول، وقرارات لمعالجة بعضها ولحل البعض الآخر، وهي إضافة إلى رصيد متعاظم من الإنجازات والعطاء ليست فقط للدول الأعضاء في مجلس التعاون وشعوبها، بل وللأمة العربية والإسلامية والأسرة الدولية، بما يحقق لأمتنا العربية مكانها المتقدم وصوتها المسموع وارادتها النافذة في واقع النظام العالمي الجديد.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved