أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 30th April,2000العدد:10076الطبعة الأولىالأحد 25 ,محرم 1421

محليــات

بيننا كلمة
هوامش للمثقفات
د , ثريا العريّض
كان الخيار صعبا,.
كيف نجمع بين موعد اجتماع عمل ارتبطنا به مسبقا وبين الاستجابة لدعوة مغرية لحضور نشاط نسائي ثقافي أدبي قلما نحظى كمجموع نساء بمثله؟.
كلا الموعدين في الساعة السابعة مساء.
أخيرا اتفقنا أنا والزميلة شريفة الشملان أن نحضر الاجتماع الأول المحدد مسبقا ثم نتدارك من فعاليات الحفل الثاني بقدر المستطاع وهكذا كان.
في مدينة الدمام وبكلية الآداب والعلوم للبنات وبدعوة من عميدتها الدكتورة أمل الطعيمي كان الاحتفال بافتتاح الأسبوع الثقافي الذي رعته صاحبة السمو الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي ضمن فعاليات عام الرياض عاصمة الثقافة العربية .
فاتتنا الكلمات الافتتاحية وعرض توثيقي عن العاصمة ولكن عوضنا ما لحقنا به من الأمسية الشعرية التي استضافت فيها الكلية الشاعرتين الزائرتين فاطمة القرني وفوزية بريون وكلتاهما أكاديمية في تعليم البنات الجامعي مؤهلة بدرجة الدكتوراة، ولكني لا أجد الشهادة المعلنة ذات أي تأثير في الشعر حيث الشعر موهبة تعلن عن ذاتها دون حاجة للتخصص الأكاديمي, ألقت كل منهما قصائد امتعت بها الحاضرات,, وتنوع الجو بين التركيز الفردي والإمتاع الكوميدي في قصائد فاطمة راسما غربة المثقفة الأنثى في مجتمعنا؛ وشجيا بالشجن الوطني وبحة الاغتراب الحزين في قصائد فوزية خاصة تلك الموجهة لولدها في حوار عن الوطن,, وكل قصيدة توحي بموقع شاعرتها النفسي, كان الإلقاء جميلا,, ومعظم الحاضرات هادئات مصغيات,, وإدارة الجلسة جيدة ومواكبة لما يحدث في القاعة وعلى المنصة,وربما كان عندي الاستعداد النفسي لأن أرى كل شيء جميلا حيث الشعر الجميل يسبغ على الجوكله مسحة من الرقي الإنساني, أو هكذا هو بالنسبة لي.
كان الحضور من سيدات المجتمع ملحوظا وتنظيم الحفل جيدا,, خاصة وأن قاعة الكلية الفسيحة أعطت للحفل جوا من الرصانة والفخامة قد لا يحققه احتشاد نفس الحضور والشعر في صالة متواضعة ولكنه افتقد الحميمية, (عدا حميمية بعض الحاضرات مع صغيرات اصطحبنهن إلى الحفل في ظلم فادح للشعر وللطفولة), هنا تذكرت ما تفتقده النساء في الساحة الثقافية العامة,لماذا معظم الأندية الأدبية في شتى المناطق، وجمعية الثقافة والفنون في فروعها المختلفة ليس فيها قاعات للاجتماع تتسع لجمهور نسائي منفصلا عن الجمهور الرجالي ولكن بنفس قدرة المشاركة في الفعالية الرئيسية؟ لماذا تضطر لاستئجار قاعة فندق او اللجوء لعطف مؤسسة اقتصادية لتعيرها قاعاتها؟.
متى سيعطى حضور المرأة أولوية في مشاريع الثقافة خارج العبارات والكلام؟,, هل نحن هوامش للمناسبات فقط؟
تساؤلات دارت في رأسي قبل أن تجتذبني منها أسئلة الحاضرات وإجابات الشاعرتين,, ثم افتتاح معرض الكتاب.
وهذا ترك الكثير للتمنيات المستقبلية ولكن هذا شأن آخر.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved