| مقـالات
* قُدِّر لي خلال الفترة الماضية خلال أسبوع فقط كما أنه ربما قُدِّر لبعضكم ذلك أن أشارك في تشييع ثلاثة موتى وأن أزور خمسة مرضى في المستشفى من أقارب وأصدقاء ومعارف,,!
وفي نهاية الأسبوع الذي تمت فيه هذه الأمور، جلست متأملاً,, متفكراً في هذه الدنيا ما بين مرض وموت.
ما بين سعادة وشقاء.
بين إقامة ورحيل.
وتعجبت كيف نركض في هذه الدنيا، ونسعى إلى جمع حطامها.
وربما ندوس على القيم والأخلاق من أجل لمعان درهم.
وتعجبت أكثر، كيف يحق لنا أن نمارس الكراهية ضد الآخرين.
بل كيف لا نسعى إلى الخير لنا ولهم ونحن وهم راحلون.
علامات استفهام ودهشة وتعجب بحجم المجرّة الشمسية,,!
وأدرك أن هذه الأسئلة ليست جديدة,,؟
لقد طرحها من قبلي أقدم المفكرين حتى آخر ماسح أحذية في هذه الدنيا؟
***
* لقد عشت مع هذه التأملات والتساؤلات في ليلة لم يضىء عتمتها إلا تذكري لله الذي خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملاً، وقدر الامراض ليختبر الناس: مؤمنهم وكافرهم سواء منهم من يدرك انه من يمسسه الله بضُرٍّ فلا كاشف له إلا هو، ومن يمسسه بخير فهو على كل شيء قدير,, ومن لم يدرك ذلك,, وهذا هو الخسران العظيم.
بعد ذلك ظللت أقلب في ديوان الشعر الذي دائماً أجد فيه راحة بعد عناء الحياة والتأمل,,!
وتوقفت عند الأبيات الرثائية المؤثرة المليئة حكمة وفلسفة للشاعر أبي الحسن التهامي، التي يرثي فيها ابنه والتي يقول فيها:
حكم المنية في البرية جار ما هذه الدنيا بدار قرار بينا يُرى الإنسان فيها مخبراً حتى يُرى خبراً من الأخبار طُبعت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقذاء والأقدار فالعيش نومٌ والمنية يقظةٌ والمرء بينهماخيالٌ سار أبكيه ثم أقول معتذراً له وفِّقتَ حين تركت ألأم دار جاورتُ أعدائي وجاور ربه شتان بين جواره وجواري |
أجل,,!
أيها الشاعر التهامي، ما هذه الدنيا بدار قرار,, وكفى,!
* الرياض 11499 ص,ب 40104
|
|
|
|
|