| مقـالات
أخي معلم التربية الفنية، يا من تقف يوميا مع زملائك على خط إطلاق النار (دفاعا عن القيم وحربا على التخلف) يسرني أن أزجي إليك عاطر تحياتي، كما يسرني أن أدندن معك حول الهاجس والهم الذي يشغلنا جميعا ألا وهو: كيف يمكننا أن نقدم للناشئة تعليما راقيا يحسن توجيه فطرتهم الخيرة ويستثمر اقصى ما أودع الله في عقولهم من قدرات وابداعات؟ .
بداية دعني أذكرك بأضلاع المثلث التعليمي الذهبي، والتي تمثل الغايات الثلاث السامية لأي نظام تعليمي، وهي: (الحق)، و(الخير) و(الجمال), والضلع الأخير (الجمال) يمثل بالنسبة لك موطن خبراتك ومهاراتك، مع العلم بأن مهاراتك الفنية لابد وان تنضبط بمعياري (الحق) و(الخير), تذكر ان تنمية ذائقة الجمال عند طلابك هو أحد أهم أهدافك السامية، فساعدهم لكي يتمكنوا من تقدير الجمال والاحساس بقيمته الفنية وادراك روعته وتناسقه وإتقانه، ومن ثم ترجمة هذه الاحاسيس إلى كلمات, ويكفي هدفك هذا نبلا أنه يعزز الجانب الوجداني الإيماني لدى الطالب عندما ينظر ويتأمل في ملكوت الله, ودعني أذكرك ايضا بأنه ثبت لنا ان القدرة الفنية والتخيلية هي احد جوانب الذكاء المهمة )Gardncr 1987(.
أخي معلم التربية الفنية,, لعلك تسمح لي في هذه العجالة ان استعرض بعض الرؤى:
أولاً : تذكر أن المبدع من امثالك يرسم برأسه قبل أن يرسم بيده.
ثانياً : حذار من أن توجه مهارتك الفنية لخدمة أغراض هابطة تتعارض مع قيمنا الراسخة.
ثالثاً : لو قدر لك بحكم موهبتك الفنية ان تكون رساما كاريكتوريا فلا يكن همك مجرد اضحاك الآخرين، ضع مع مادتك الفنية رسالة نبيلة توصلها للناس.
رابعاً : لو قدر لك بحكم موهبتك الفنية ان تمارس عملا خاصا فحذار من ان تنجز عملا فنيا وتجيره باسم طالب.
خامساً : لا تخط بيدك شعاراً يقرأه كل الناس إذا كنت متأكد أنه لا يعبر بصدق عن إنجاز ومشاعر من طلبوا منك كتابته لكيلا تسقط معهم في منزلق التزلف والنفاق الاجتماعي.
سادساً : إذا كنت تقيم معرضا في مدرستك فلا تثقل على من يزور معرضك من المسؤولين فبعضهم قد لا يرى ولا يقدر جمال العمل الفني ولا يدرك أبعاده (وإن أظهر اهتمامه)، وهنا أذكرك بأن محتويات المعرض يجب ان تكون من انجاز طلابك أنفسهم.
E-mail:Alomar20@ yahoo.com |
|
|
|
|