| العالم اليوم
من يخون بلده لا أمانة له، وطبيعياً أن يخون من يعمل له، فشخص من هذه النوعية لا يهمه إلا المال، أي يصبح خادماً لمن يدفع أكثر.
والتاريخ يذكر قصصاً كثيرة للذين باعوا أوطانهم وتمرغوا بوحلة العمالة فلفظتهم أوطانهم، وحملوا اوزار الخيانة حتى بعد وفاتهم فلا يتذكرهم التاريخ إلا ووصمة الخيانة ترفق مع اسمائهم.
والآن يواجه عملاء اسرائيل في جنوب لبنان المصير نفسه، فبعد اقتراب موعد الهروب الاسرائيلي من جنوب لبنان بدأت السلطات الاسرائيلية تبحث عن ملجأ لهؤلاء العملاء، ومن بين الاماكن التي تريد اسرائيل توطينهم فيها المناطق العربية في الأراضي التي تحتلها اسرائيل عام 1948م، وهذا ما آثار الفلسطينيين الذين كانوا قد رفضوا في السابق اقامة المتعاملين مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة الذين اضطرت اسرائيل الى اخراجهم من اراضي السلطة الفلسطينية بعد ان هدد الوطنيون الفلسطينيون بالقصاص منهم لخيانتهم لوطنهم حيث اضطرت السلطات الاسرائيلية الى توزيعهم في اماكن التجمعات الاسرائيلية في تل ابيب وناتانيا وحيفا ويافا.
الآن السلطات الاسرائيلية تريد ان تكرر محاولتها زرع عملاء لها وان كانوا هذه المرة من اللبنانيين في اوساط الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية في منطقة المثلث شمال فلسطين وتسعى اسرائيل من وراء ذلك الى تحقيق هدفين في وقت واحد:
1 ايجاد مكان لعملائها في جنوب لبنان، الذين لم يرحب به الاسرائيليون لأن الخائن لا يحترم حتى من قبل الذين عمل لهم.
2 زرع عملاء لاسرائيل عرب بين الفلسطينيين في منطقة اصبح الفلسطينيون يشكلون فيها قوة انتخابية وديمغرافية ويكفي انها اوصلت الى كنيست اسرائيل ثلاثة عشر نائبا.
ولعل هذا ما دفع النواب والمسئولين الفلسطينيين في اسرائيل الى وضع خطط لمعارضة قرار حكومة باراك توطين افراد المليشيات الجنوبية العميلة وعائلاتهم في اسرائيل بعد الانسحاب المقرر في تموز يوليو القادم.
وكشف النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي محمد بركة بأن الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية مجمعون على رفض تواجد الخونة بين صفوفهم فنحن لا نقبل خونة قرب مدننا وقرانا فالعملاء والخونة سيفسدون شعبنا .
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|