|
| مقـالات
رحم الله الفقيد الغالي الأستاذ عبدالوهاب بن محمد العيسى، دعوة ترحم نطق بها لسان كل من عرفه ومن لم يعرفه، نطق بها كل من قرأ عنه أو سمع,, وكل من عرف مناقبه ومآثره, فقد كان يرحمه الله مثالا في التقى والنقاء والورع والصفاء والحلم وحسن الخلق.
سمعته عبر الهاتف يدعوني بتلطف لمناسبة فقلت في نفسي إن نبرات هذا الصوت هي لانسان عطوف كريم، عفيف اللسان، رقيق الطباع، جم التواضع.
كم هي غريبة وعجيبة هذه الدنيا تجمع في جنباتها الأضداد فكم من انسان يسعى لتعريف الآخرين به ويبذل في ذلك وقته وجهده، وكم من إنسان يفخر بتسليط الأضواء عليه، في الوقت الذي يتوارى فيه غيره عن هذه الأضواء ليس لشيء إلا للتواضع الجم والرغبة فيما عند الخالق لالما عند المخلوقين.
ولقد كان الفقيد الراحل أحد أولئك القلائل من الرجال الذين يؤمنون ايمانا كاملا أن ما عند الله خير وأبقى,, فعمل لهذا اليوم واجتهد من أجله,, وشملت خدماته ومساعداته القريب والبعيد وكان عوناً للضعفاء وغيرهم مما حفلت صحافتنا بقصصهم عنه وذكرياتهم معه طيب الله ثراه.
ولقد وقفت ملياً وأنا أطالع مآثره -يرحمه الله- عبر ما نشرته صحافتنا وحفلت به بعد انتقاله الى رحمة الله من صفات كريمة حسنة في حياته التي حفلت بحبه للخير وحرصه عليه مع بعده عن كل ما يقدح في مواصفات الكرام والصداقة والاخاء,, فرأيت أن بعده عن وسائل إكالة المديح رغم استحقاقه له قد أفسح له المجال للمزيد من الخدمة والتفاني والعطاء وإلى توجيه ذلك طمعاً في رضاء ربه ثم خدمة وطنه من موقع مسؤوليته, وهذا هو في حد ذاته سر توقيره وسر محبة من عرفوه فقد تحلى بالحلم وتزين بالعلم والهدوء وحسن التصرف فكان نعم الصديق لمن صادق ونعم الرفيق لمن رافق ونعم المساعد لمن طلب منه.
رحم الله الفقيد وجازاه خيراً بما عمل وقدم وجعل حسن خلقه في موازين أعماله وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان,إنا لله وإنا إليه راجعون .
د, عبدالرحمن بن سليمان الدايل
|
|
|
|
|
