أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 28th April,2000العدد:10074الطبعةالاولـيالجمعة 23 ,محرم 1421

تحقيقات

مدير مستشفى الأمل بالدمام في حوار مع الجزيرة
مستشفى الأمل يقف مع المدمنين حتى بعد انتهاء مرحلة العلاج
* حوار/ ظافر الدوسري
الادمان على الخمور او المخدرات بكافة انواعها اصبح مشكلة يعاني منها العالم بأسره لانعكاساتها الخطيرة على الفرد والمجتمع وخاصة في مجتمعنا الاسلامي وما له من عادات وقيم ترفض وتحرم هذا الوباء الخطير.
فالمخدرات تحطم صحة الفرد وحياته وتتسبب في كوارث صحية واجتماعية واقتصادية وأخلاقية على مستوى الفرد والاسرة والمجتمع بأسره وإن كان يبقى الامل في التوبة، ومستشفى الامل بالدمام التابع لوزارة الصحة يفتح ابواب التوبة حيث يقوم بعلاج ورعاية المدمنين بطرق وأساليب عصرية متطورة.
الجزيرة: زارت المستشفى والتقت مديرها الاستاذ محمد علي الزهراني حيث اوضح ان المستشفى مجهز على أحدث ما توصل اليه العالم في حقل علاج الادمان، وهو اول مستشفى افتتح بالمملكة حيث افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في 16/4/1407ه وتبلغ مساحته الكلية 43095 حيث يشتمل على اربعة اجنحة (اقسام علاجية) تتسع لعدد (280) سريرا للعلاج التأهيلي النفسي والاجتماعي.
ويضم المستشفى الى جانب الاقسام العلاجية مبنى عيادات للاطباء والاخصائيين النفسيين والاخصائيين الاجتماعيين وعيادة الباطنية وعيادة للعيون واخرى للاسنان.
فترة العلاج بالمستشفى لا تقل عن (30) يوما يسمح بعد العشرة ايام الاولى منها بالزيارات الاسرية والاتصال الهاتفي بالامل، وكانت اجابته على اسئلة الجزيرة على النحو التالي:
* الحملات الوطنية لمكافحة المخدرات شاركت بها العديد من الجهات الحكومية والخاصة، الى اي مدى ساهمت هذه الحملات في الحد من تعاطي هذه السموم الفتاكة؟
الجهود التي تبذلها مكافحة المخدرات بالمملكة جهود جبارة يشكرون عليها، ومما يسعد ان هذا الجهاز من أكفأ الاجهزة العالمية في مكافحة المخدرات ساهم كثيرا في احتواء هذه الظاهرة الى حد ما الا انه لا تزال مشكلة المخدرات تعاني منها دول العالم ككل وليس المملكة فحسب، كذلك اتجهت بعض القطاعات الحكومية بإيجاد اجهزة داخل كل قطاع لمكافحة المخدرات كما هو الحال في الحرس الوطني حيث أنشأ جهازاً كاملاً وجهودهم مشكورة يقومون بالتوعية بأضرار المخدرات والتعاون معهم باستمرار والحمد لله.
والحقيقة كما تعرف هناك الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات التي كانت برئاسة المرحوم صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد والآن يرأسها صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن فهد تبذل جهوداً كبيرة في التوعية بأضرار المخدرات بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة والحمد لله ان هناك تكاتفاً في هذا الامر.
* ما هي التقنيات الحديثة التي ادخلت بالمستشفى لعلاج المدمنين؟
المستشفى يعتمد على البرنامج البيولوجي النفسي الاجتماعي، فمن ضمن الاشياء التي كنا نفكر فيها هو ان كثيراً من المرضى اعتاد على شرب الدخان، والدخان كما ذكرته الاخصائية للطب النفسي الامريكية انها صنفت الدخان من الحاجات والامراض الادمانية، لذا قرر مجلس الادارة مؤخرا فتح عيادة لمكافحة الدخان خارج المستشفى وهي تخدم مرضى المستشفى والمجتمع الخارجي وتعالج ممن لديه مشكلة الاعتياد على الدخان ويبحث عن علاجها.
* ماهي الابحاث والدراسات التي اجراها المستشفى؟
حقيقة لا يوجد لدى المستشفى اية بحوث رسمية وإنما بحوث صغيرة يجريها عدد من العاملين بالمستشفى احيانا، وهذه البحوث قد تكون متطلبات درجة علمية لكن بحث يتبناه المستشفى للاسف الشديد لم نبدأ به بعد، ونأمل في المستقبل القريب ان يكون لدينا باحثون مؤهلون لعمل هذه البحوث وحقيقة ان هذا من الاشياء التي نفكر بها بشكل جاد بحيث انه لو وجدت مشكلة تحتاج الى دراسة علمية فلن نتردد في اجرائها خاصة اذا كانت تتعلق بالجانب العلاجي او الوقائي لادمان المخدرات.
* هل يتم تقديم علاج كامل للمرضى الذين يدخلون المستشفى لإخراج السموم من اجسامهم؟
المريض عندما يدخل المستشفى خلال عشرة ايام يصبح جسمه خاليا من السموم حتى تنتهي الاعراض الانسحابية، لكن المشكلة ليست في اخراج السموم من الجسم وانما تبقى مشكلة الاعتماد النفسي التي تستمر مع المدمن حتى بعد ان يخرج من المستشفى لأن فترة الشهر التي يمضيها بالمستشفى لا تنهي مسألة الشوق واللهفة اثناء خروجه للمجتمع الخارجي، وهذه اللهفة والشوق احيانا تستمر لفترات طويلة لان النشوة التي يحدثها المخدر للمرة الاولى كما يذكرها المختصون والمدمنون تستهوي المدمن للتعاطي مرة اخرى مع زيادة الجرعة كي يصل الى نفس النشوة التي حصل عليها في البداية، ونحن نحاول ان نجعل المريض يصمد امام إغراء المخدرات وذلك عن طريق البرامج الدينية بحيث نجعله يستشعر رقابة الله له وان يتمسك بأداء الصلاة لان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فنحن نحاول ان نهيىء له ظروف التوبة ونبعده عن الظروف التي ادت الى ادمانه.
* ما هي البرامج التأهيلية التي يقدمها المستشفى للمريض المتعافى لمساعدته على ايجاد مصدر رزق له بعد خروجه؟
البرامج التي تقوم بها المستشفى هي دورات الكمبيوتر، الزراعة والنجارة واقسام مختلفة تؤهلهم للعمل لكن لا تمنح شهادات، وهناك تعاون مع معاهد لتعليم الكمبيوتر بالدمام حيث ان المريض الذي يواصل معنا في برنامج الرعاية والعلاج ويستمر مع عدم مخالفته لأنظمة المستشفى يمكنه الاستمرار في دورات الكمبيوتر بالمعهد والحصول على شهادة موثقة ونحن نتحمل تكاليف الدورة، ايضا هناك تعاون مع مكتب العمل حيث قاموا مشكورين بتوظيف اكثر من 25 مريضاً خرجوا من المستشفى.
* الانتكاسة هل هي نهاية المطاف وما هي الوقاية منها؟
الانتكاسة متوقعة في اي مرحلة من بعد خروج المريض من المستشفى والحقيقة ان الانتكاسة هي اكبر مشكلة تواجهنا والفريق المعالج يصاب للاسف بالاحباط حينما يراجع المريض في حالة اسوأ من السابق، لكن نحن هنا بالمستشفى على اسمه أمل للمريض فنحن نشجع المريض لو تعاطى المخدر مرة اخرى فنحن نشجعه بأن يعترف ويقول انا تعاطيت وذلك للتعرف على سبب التعاطي وهل هو سبب اسري او اجتماعي او ايا كان ليتم علاج هذا السبب الذي دعاه للانتكاس وبالتالي يصبح فرداً ناجحا في المجتمع باذن الله، فنحن لا نعتبر الانتكاسة نهاية المطاف او ان العلاج كان فاشلا وانما نعتبرها انزلاقة ويمكن علاجها,, لذلك نحن نحفز الاسر ايضا التي يوجد بها مدمنون بأن تحرص على متابعة المريض للعلاج في العيادة الخارجية.
* في نظرك ما هي اهم المشاكل التي تواجه التائبين؟
الحقيقة انها كثيرة وأهمها نظرة المجتمع للخارجين من المستشفى وهي نظرة قاصرة للاسف الشديد من بعض فئات المجتمع، فيجب ان نساعد المريض في الاقلاع عن الادمان لهذه السموم وان يعطى فرصة سواء كان في عمله السابق او اي عمل آخر ايضا البحث عن عمل وظيفة جديدة فلا يبخل عنه بالوظيفة لأنه حينما تختفي الاعراض الانسحابية ويكمل البرنامج العلاجي لا يختلف عن اي عضو فعال بالمجتمع، وهناك ايضا دور مهم وهو دور الاسرة فيجب على الاسرة ان تعرف بعض الشيء الذي يتعلق بمرض الادمان، وكما هو معروف في المصطلحات الجديدة التي ظهرت في الادمان ما يعرف بالادمان المصاحب بالاسرة بمعنى ان المريض يدمن ويعاني من إدمان لكن يظهر هناك اعراض إدمان على الاسرة ممن لا يتعاطون المخدرات وهي الانكار والتمكين وغيرها.
ودعوتي لأفراد الاسرة التي تعاني من مشكلة المخدرات لابد ان تحضر للمستشفى وتشارك في البرنامج العلاجي وتعرف طبيعة مرض الادمان وتخلص نفسها من اعراض الادمان التي تظهر على افرادها غير المتعاطين.
* الاعلام والقنوات الفضائية من أخطر الوظائف وهو لا يقل خطورة عن التعليم هل ترى انها ساهمت في مكافحة المخدرات ام عكس ذلك؟
مما لاشك فيه ان الاعلام والقنوات الفضائية سلاح ذو حدين واذا استخدم في الجوانب الايجابية او السلبية فإنها حتما ستصل للمتلقي لكن لا نستطيع الحكم هل ساهمت ام لا.
فتأثير الاعلام والقنوات الفضائية قوي بل انه احيانا يكون مساعدا في عملية التعاطي بطريقة غير مباشرة، وعندما تتفكك الاسر ويقل الارتباط بالتعاليم الدينية والاجتماعية ويكون بدون هوية فمن السهل تعاطي المخدرات ويعدل حاجة من مزاجه, يقولون الانسان متى يلجأ للمخدرات؟ عندما يحس انه يحتاج لحاجة لتعديل مزاجه وهذا المزاج سواء كان ناتجاً من غضب من معاناة او شيء آخر لذا احيانا تكون هذه القنوات الفضائية موجهة بشكل غير مباشر لجوانب سلبية، لذا يجب اخذ الحذر والحيطة.
* ما هو تأثير الادمان على فقدان الرجولة والانوثة؟
الشخص متى ما وصل مرحلة الادمان فإن الرغبة الجنسية تكاد تموت ويظهر ذلك في ان الزوج يجلس مع زوجته بالساعات لا توجد عنده الرغبة ومثبت في المراجع الطبية, لكن هناك مفاهيم مغلوطة وهي ان هذه المخدرات تقوي الرغبة الجنسية وهذا ليس له اساس من الصحة لأنه من المعروف ان معظم المخدرات تقتل الاحساس بالزمان والمكان مثل الذي يستخدم الحشيش ليس لديه قدرة على الزمن نفسه.
ونفس الشيء بالنسبة للنساء فالمرأة تصاب بتوقف الدورة الشهرية وفقدان الرغبة الجنسية وضمور في الثدي وتصاب في النهاية بعقم لان المخدر يؤثر على هرمونات الانوثة الذي يفرزه المبيض.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved