أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 28th April,2000العدد:10074الطبعةالاولـيالجمعة 23 ,محرم 1421

الريـاضيـة

نجوم في ذاكرة التاريخ
مهاجم فريق النصر الدولي السابق,, وصاحب لقب أول هدف سعودي في دورات الخليج النجم محمد سعد العبدلي
أمام الهلال,, لعبت بقدم (مصابة) فاستقبلت شباكه هدفين,,!!
الحلقة الثانية والاخيرة
لقاء : خالد الدوس
طوال تاريخ الرياضة السعودية الذي بدأ منذ ما ينيف عن نصف قرن تعاقب على مسيرتها الخضراء العديد من الرواد والنجوم والاجيال، منهم من كانت له بصمات واضحة وإسهامات بارزة في وضع لبنات مرحلة البناء والبداية ومنهم من عاش حقبة ما بعد التأسيس وكل هؤلاء الرجال بالتأكيد ستظل اسماؤهم محفورة في الذاكرة!!
ومن هذا المنطلق حرصت (الجزيرة) على تقديم هؤلاء الرواد والنجوم والاسماء على صفحات كل جمعة.
ضيفنا هذا الاسبوع مهاجم فريق النصر الدولي السابق النجم محمد سعد العبدلي الذي ذاع صيته وعلا شأنه في نهاية عقد الثمانينات الهجرية,, وصاحب لقب اول لاعب سعودي يحرز هدفا في دورة الخليج الاولى بالبحرين الشقيق عام 1970م في مرمى حارس المنتخب الكويتي العملاق (احمد الطرابلسي!!
حيث بدأ هذا المهاجم الاسمر حياته الرياضية لاعبا مغمورا في فريق المصيف أحد اندية محافظة الطائف واستمر في صفوفه فترة تزيد عن موسمين,, لينتقل ومع مطلع الثمانينات لفريق الاهلي بجدة واستمر موسما كاملا يتردد على تدريباته ولم يحظ باهتمام الاهلاويين,, حتى يثبت قدراته وموهبته المختزنة.
وجاء انتقاله للمنطقة الوسطى في النصف الاول من تلك الحقبة المندثرة وانضمامه لفريق النصر بدعم قوي ومباشر من رئيسه الامير عبدالرحمن بن سعود والامير ممدوح بن سعود ليفجر طاقته الكامنة وتتجلى موهبته الفنية داخل ارض الملعب كمهاجم يشار له بالبنان, حيث قاد فريقه الاصفر نحو تحقيق العديد من الانتصارات الذهبية والبطولات العظيمة حتى اصبح اللاعب المفضل لدى الجماهير النصراوية والرياضية قاطبة نظرا لتميزه من الناحية الفنية والسلوكية ميدانيا.
واليوم وعبر الحلقة الثانية يواصل النجم الدولي السابق الخلوق محمد سعد العبدلي حديثه عن مسيرته الكروية وتاريخه الرياضي الطويل واليكم ما قاله الضيف,.
القرار الصعب!!
بلاشك ولد قرار الايقاف الذي صدر بحقي,, حزنا عميقا في نفوس ووجدان زملائي لاعبي فريق النصر الذين تفاجؤا بهذا القرار (الصعب) قبل المباراة النهائية التي جمعتنا بفريق الاتحاد على كأس جلالة الملك لموسم عام 1387ه على ملعب الصايغ بالرياض,, بساعات,, وفي محاولة لشد ازرهم داخل ارض الملعب,, حضرت للوقوف معهم ودعمهم فشاهدت لقاء الذهب من مقاعد الاحتياط بجوار رئيس النادي الامير عبدالرحمن بن سعود ورغم تأثير غيابي على زملائي اللاعبين من الناحية النفسية والفنية الا انهم قدموا واحدة من افضل المباريات وخرجوا خاسرين بشرف بعد ان تسابق افراد الفريق على اهدار الفرص الواحدة تلو الاخرى وتمنيت حقيقة لو ان الظروف سمحت لي بالمشاركة لترجمة هذه الفرص المهدرة ولكن سامح الله من تسبب في ايقافي بلا مبرر!!
احتواء المشكلة
رغم قرار الايقاف وتبعاته القاسية لم انقطع عن مزاولة التدريبات اليومية واستمررت في تأديتها بصورة منتظمة,, وبعد مضي (6) اشهر من استئناف الايقاف,, صدر قرار عفو للموقوفين ومن ابرز القرارات التي تمخضت عن بيان العفو الشامل رجوعي للنادي الاهلي بجدة طبعا الامير عبدالرحمن بن سعود استطاع وبحنكته الادارية وخبرته الطويلة احتواء المشكلة واعادة تسجيلي من جديد في كشوفات نادي النصر,,!!
انا ومدافع الهلال!!
في النصف الاول من الحقبة التسعينية,, عدت من رحلة علاجية ناجحة في ركبتي اليمنى,, ونظرا لاهمية اللقاء الذي جمعنا بشقيقنا الهلال,, واعتقد انه في تصفيات كأس جلالة الملك,, وقبل البداية قمت بوضع (لفة) على ركبتي اليسرى (السليمة) لادراكي بأن هناك من سيحاول ايذائي ولابعاد انظار الهلاليين عن موضع الاصابة (الحقيقي),, فدخلت المباراة باصابة وهمية المهم ظل مدافع الهلال بداح القحطاني يراقبني ويتعمد ضربي عند كل كرة استلمها في ركبتي اليسرى السليمة!! وحاول استفزازي واخراجي من ارض الملعب مصابا وشيء من ذلك لم يحدث حيث رددت عليه بقوة واخرجتهم من المسابقة بهدفين كانت خسارة قاسية بالنسبة لهم,, وبصراحة اعتبر هذه المباراة من اجمل المباريات التي لعبتها مع النصر.
اصابتي بالمفصل.
تعرضت لاصابة قوية في مفصل القدم اليمنى اثناء قيامي بمزاولة التدريبات مع افراد الفريق,, ونتج عن ذلك حدوث ورم وألم شديد,, توجهت للمستشفى وعرضت اصابتي على الطبيب هناك واتضح ان هناك تمزقاً في اربطة المفصل فتم وضع جبيرة على قدمي المصابة ومنحي راحة لمدة اسبوع لا ازاول فيها التمارين,, طبعا الاسبوع الذي بعده عندنا مباراة هامة امام فريق الهلال ضمن لقاءات الدوري (اوائل التسعينيات الهجرية) وبعد ان تأكد عدم مشاركتي ذهبت لمشاهدة تمارين افراد فريق الهلال التي كانت تقام بالملز بجوار ملعب فريق الشباب,, فشاهدني الجميع وانا اسير بالجبيرة وفي اليوم الثاني كتبت بعض الصحف خبرا فحواه بان اصابة محمد سعد العبدلي تعيقه من مشاركة فريقه امام الهلال في اللقاء المرتقب وهنا شعر الهلاليون بثقة وارتياح تام بعد ان شاهدوني مصابا,,والجبيرة على قدمي .
لعبت بحقنة بنج!!
دخلت المباراة التنافسية التي جمعت الشقيقين النصر والهلال وفي قدمي المصابة حقنة بنج بعد ان اصر النصراويون على مشاركتي رغم صعوبة الاصابة وذلك بطلب من مدرب الفريق (ميمي عبدالحميد) حيث اضطررت ان افك الجبيرة يوم الاربعاء قبل المباراة بيومين وقبل موعد اللقاء المرتقب ب3 ساعات توجهت مع زملائي اللاعبين بالباص الى ملعب الملز الذي سيشهد اللقاء القمة وانا بثيابي في الوقت الذي تم ادخال ملابسي الرياضية بطريقة سرية دون ان يشعر بذلك احد فقمت في الصالة الداخلية باجراء تدريبات شاقة لمدة ساعتين وعمل تدليك واخذت حقنة بنج فنزل افراد الفريقين لارض الملعب ثم لحقت بهم (برجل) مصابة فتفاجأ الحضور والجماهير بنزولي ومشاركة الفريق خصوصاً الهلاليين الذين ذهلوا بمجرد ان شاهدوني بالزي الرياضي سليما معافى واخذت الجماهير النصراوية تهتف لي وتؤازرني بحرارة وتمكنت من احراز هدفي الفوز بقدم مصابة كانت عبارة عن هدية غالية لعشاق الفن النصراوي,, وحزت على نجومية ذلك اللقاء.
سر حماس اللاعبين
سر اخلاص وروح لاعبي فريق النصر,, واستمرار الاجيال على هذا المنوال في حقيبة الامير الخبير عبدالرحمن بن سعود الرجل الذي يملك قدرة عجيبة وخاصية فريدة على غرس هذه الجوانب الوجدانية في نفوس المجموعة الصفراء,, فهو يمازح اللاعبين ويجالسهم بكل تواضع وبساطة في المعسكرات الامر الذي يدفعهم اي (اللاعبين) لتسخير طاقتهم وتأجيج الحماس والاخلاص في نفوسهم في سبيل خدمة الشعار الاصفر داخل ميدان الكرة.
نهائي كأس الملك 91
من المباريات التي ما تزال في ذاكرتي والتي لا يمكن بأي حال من الاحوال نسيانها وبكيت كثيرا ازاءها,, لقاء نهائي كأس الملك عام 1391ه الذي جمعنا بفريق الاهلي بجدة الذي خسرناه ب2/1 سجل هدفي الاهلي سعيد غراب وعمر راجخان واحرز هدف النصر اللاعب يعقوب مرسال حيث سيطرنا على احداث تلك الموقعة التاريخية واهدرت فرصتين كانتا كفيلتين بترجيح كفتنا بالفوز بهذه المباراة والظفر بكأس البطولة وبالمقابل كسبنا المثول بين يدي جلالة الملك فيصل والتشرف بالسلام عليه (يرحمه الله).
العصر الذهبي
بلا ريب تعد حقبة التسعينات الهجرية,, العصر الذهبي لفارس نجد الذي قدم اسماء كبيرة ونجوما لامعة شهدته الخارطة النصراوية,, يتقدمهم كل من سعد الجوهر وخالد التركي واحمد الدنيني وعيد الصغير والامير ممدوح بن سعود ومبروك التركي وناصر الجوهر وبقية الاسماء الذهبية التي استطاعت ان تقود فريقها للوصول لنهائيات كأس جلالة الملك (4) مرات متتالية كسبنا اثنتين امام الاهلي بجدة وخسرنا امامه ايضا بطولتين.
زرت شباك الهلال (18) مرة!!
اعتز كثيرا كوني اللاعب الوحيد بفريق النصر في ذلك الوقت الذي زار مرمى الهلال (18) مرة استطعت خلالها من تأكيد تخصصي في هز الشباك الزرقاء مرارا وتكرارا حتى وان كنت في اسوأ حالاتي الفنية والصحية,, الامر الذي ولّد عقدة مزمنة لدى الهلاليين وبمجرد نزولي ومشاهدتي داخل ارض الملعب,,!!
تنافس مثير!!
من الاسباب التي ساهمت في تفوق النصر على الهلال وتخصصه في كسب اللقاءات المحلية التي كانت تجمعنا بهم في عقد التسعينات,, اعتزال اغلب نجومه وظهور جيل جديد في اوائل تلك الحقبة المنقضية وتزامن ذلك الظهور بداية العصر الذهبي لفارس نجد فالانسجام والتجانس والخبرة عوامل افقدت الهلاليين القدرة على مجاراتنا ومواجهاتنا بقوة وازاء ذلك احتدم الصراع التنافسي بين فريقي النصر والاهلي بجدة اللذين تقابلا (4) اعوام متتالية في نهائيات كأس الملك آنذاك.
(أبوعيد) كسول
حسن ابوعيد يعد من ابرز المهاجمين الذين برزوا في عصر الفريق الذهبي ورغم صغر سنه الا انه شق طريقه بقوة نحو ساحة النجومية حيث شكل معي ثنائيا متفاهما بعد اعتزال المهاجم الفذ الراحل احمد الدنيني (يرحمه الله),, ومشكلة (أبوعيد) كلاعب انه كسول لا يحب التمارين اللياقية واهماله لذلك الجانب لذلك لم يستمر في الملاعب سوى (3) اعوام,, رغم امتلاكه مقومات النجاح ولكن,,!!
أبوداود استفزني
من المواقف الطريفة التي تعرضت لها خلال مشواري الرياضي الطويل,, اتذكر انه في اللقاء الذي جمعنا بفريق الاهلي من جدة ضمن لقاءات الدوري في النصف الثاني من عقد التسعينات,, وقبل نهاية الشوط الاول بدقائق قام مدافع الاهلي ميمي ابو داود بضربي بدون كرة (كف) في غفلة من حكم المباراة غازي كيال بقصد هز ثقتي بنفسي وهلهلة معنوياتي فقلت (ليش ياميمي تضربني رد عليّ وبكل سخرية العب وانت ساكت يا (,,,)!! ويوم قال كلمة (,,,,)!! انفعلت ولاول مرة فتربصت له في احدى الكرات الهوائية وعندما هم بالارتقاء (دست) على قدمه (فضرب مفصله) فسقط على الارض مصابا وقال لي بحسرة والم سويتها يا محمد قلت نعم يا (,,)!! وحملوه بالنقالة لخارج الملعب.
مقومات النجاح
ابرز المقومات التي ساهمت في نجاحي كمهاجم الطول الفارع واختيار المواقع المناسبة والسرعة البديهية والتصرف بالملعب ايضا اللعب بكلتا القدمين بجانب الهدوء الذي اعتبره سر نجوميتي بلاشك.
الأمير ممدوح بن سعود
لعبت مع الامير ممدوح بن سعود اكثر من (4) اعوام والحقيقة أقولها وبدون مجاملة اهم ما يتميز به سموه انه يلعب بالعقل قبل القدم فقد كان يملك كنترولا سليما سواء من حيث تمرير الكرات باتقان او استلامها بمهارة فائقة ولاشك بانني استفدت كثيرا من وجود الامير ممدوح بن سعود في تلك الفترة وكنت ارتاح جدا لوجوده داخل ارض الملعب.
اعتزال الكرة
نهاية مشواري مع الكرة كان عام 1403ه واعلنت اعتزالي بعد ان داهمتني الاصابة في اكثر من موقع ويكفي ال(15) عاما التي خدمت بها الفريق الاصفر والازرق كانت حافلة بالانتصارات الذهبية والانجازات العظيمة وهذا مصدر فخر واعتزاز ان يظل اسم محمد سعد العبدلي في ذاكرة الجماهير النصراوية التي صنعت نجوميتي ودعمتني بصورة اكثر فعالية.
حفل التكريم
الحقيقة ان رجالات النصر بقيادة رمزهم الكبير سمو الامير عبدالرحمن بن سعود احاطوني بسياج الوفاء والتقدير والعرفان وتجلى ذلك عندما تم تكريمي واقامة حفل اعتزال جمع فريق النصر بأحد الفرق البرازيلية,, شارك فيه عدد من النجوم ولا غرو في ذلك فقد اعتادت الاسرة النصراوية على تكريم ابنائها اللاعبين تقديرا لخدماتهم وحافزا للاجيال القادمة.
الاتجاه للتدريب
بعد اعتزالي اتجهت لنادي النصر لخدمة هذا الكيان العريق في مجال التدريب حيث عملت مدربا في قطاع الناشئين سنوات قليلة ونظرا لظروفي العملية وارتباطي الدائم كوني مدربا في قطاع الحرس الوطني (الشئون الرياضية) وجدت صعوبة في الاستمرار بالنادي ففضلت الابتعاد وفتح المجال لغيري.
شخصيات رياضية
في حياتي الرياضية شخصيات رياضية فذة وجدت منها الدعم والتشجيع والمؤازرة في مسيرتي الكروية وعلى رأسهم سمو الامير عبدالله الفيصل (حفظه الله) وسمو الامير خالد الفيصل مدير عام رعاية الشباب سابقا وسمو الامير عبدالرحمن بن سعود والامير ممدوح بن سعود وهذه الاسماء بلا ريب ستظل عالقة في ذاكرتي.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved