| عزيزتـي الجزيرة
تعتبر التربية الخاصة مجالاً حديثاً، لاقى اهتماماً كبيراً من قبل المختصين والعاملين في مختلف المجالات المهنية الاخرى, وكانت حاجة الاطفال عاملاً مهما ينادي بتوفير الحقوق الاساسية لذوي الاحتياجات الخاصة.
ولقد شهدنا التطور الكبير الملحوظ المستمر في هذا الميدان، ونلاحظ من مظاهر ذلك التطور التقدم في اساليب التعرف والفحص والتشخيص لذوي الاحتياجات الخاصة، وايضاً ازدياد عدد الاشخاص المخدومين، والتحسن في نوع الخدمات الصحية والتعليمية وتطوير البرامج الخاصة بهم في المجالين الوقائي والعلاجي, وماذكر سالفاً شيء من التطورات لانها كثيرة ولله الحمد.
وكان لدور المؤسسات الخيرية والتطوعية في كثير من الدول العربية الاثر في اتساع وانتشار ميدان التربية الخاصة.
فلقد ازداد عدد الاطفال الذين تصلهم الخدمات التي يحتاجون اليها عن طريق البرامج وسبل التربية الخاصة, ولعل من مميزات وفوائد التطور التدخل المبكر وكذلك البرامج الصحية والوقائية والتثقيفية المختلفة.
كما لا نتجاهل دور المترجمين والمؤلفين في هذا المجال مما يساعد على اخذ تجارب من سبقونا في هذا المجال وتطويرها والعمل بها بمايناسب ديننا اولاً وعاداتنا وتقاليدنا ثانيا, وايضاً اجراء الدراسات وتطوير الاختبارات بما يعود على هذا الميدان بالفائدة التي تعتبر مطلباً اساسياً لإكمال المشوار الطويل.
وتعرف التربية الخاصة بأنها نمط من الخدمات والبرامج التربوية تتضمن تعديلات خاصة سواء في المناهج او الوسائل او طرق التعليم استجابة للحاجات الخاصة لمجموع الطلاب الذين لا يستطيعون مسايرة متطلبات برامج التربية العادية.
وعلى هذا الاساس فإن خدمات التربية الخاصة تقدم لجميع فئات الطلاب الذين يواجهون صعوبات تؤثر سلبياً على قدراتهم على التعلم، كما أن من ضمن خدمات التربية الخاصة مايتم تقديمه ايضاً للطلاب ذوي القدرات والمواهب المتميزة, وجميع هذه الفئات يطلق عليها ذوو الاحتياجات التربوية الخاصة ويشتمل ذلك على الطلاب في الفئات الرئيسية الآتية:
الاعاقة العقلية، الاعاقة السمعية، الاعاقة البصرية، صعوبات التعلم، الاعاقة الجسمية والصحية، اضطرابات السلوك، اضطرابات التواصل، الموهبة والتفوق.
وللتربية الخاصة اسس تقوم عليها وهي:
الاساس الديني والاخلاقي، الاساس القانوني، الاساس الاقتصادي، ولا يزال في زمننا هذا بلدان ليست قليلة تتجاهل او بالاصح تستبعد ذوي الاحتياجات الخاصة, من برامجها وخططها، أو تكتفي بتقديم خدمات متواضعة لهذه الفئة, ولعهد قريب كان الاهتمام محصوراً بالاعاقتين البصرية والسمعية وينظر اليهما من الجانب الطبي والمؤسسي فقط.
واذا نظرنا الى كون التربية الخاصة في طريقها للامام ونحن نشهد التطورات بها الآن إلا انها في مراحلها الاولية في معظم دول العالم,وهذا تؤكده الدراسات والاحصائيات.
وقد نلحظ قصوراً في بعض خدمات التربية الخاصة وهذا يعود الى تكلفة مثل هذه الخدمات, وكذلك تناقضها وعدم انسجامها مع المفاهيم التربوية المعاصرة التي تقوم على اساس تقديم الخدمات بشكل سوي للطلاب في بناء المدرسة العادية, وعدم عزلهم عن مجتمعهم المدرسي، ولكن مانجده ولله الحمد من دعم الحكومات لهذه الفئات يطمئن كثيراً للمستقبل.
واذا اردنا استعراض الناحية التاريخية فقد مرت التربية الخاصة بمراحل اربع هي:
1 مرحلة الرفض والعزل.
2 مرحلة الرعاية المؤسسية.
3 مرحلة التأهيل والتدريب.
4 مرحلة الادماج.
وتوجد تطبيقات تربوية حديثة في مجال التربية الخاصة وسوف نستعرضها فيما يأتي:
الدمج ومستوياته المختلفة، الخطة التربوية الفردية، التقييم المستمر، اشراك الأهل، الاستخدام الفعال لاستراتيجيات تعديل السلوك.
وماذكر سالفاً ماهو إلانتاج التطورات في ميدان التربية الخاصة وبدل على اهتمام الدولة رعاها الله ثم المهتمين والمتخصصين في هذا المجال.
ولعل قلة من الافراد قد ترى أنه بتوفير هذه الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة يتم تضييع وهدر الوقت ولابد من تصحيح هذا الاتجاه رغم بيان ووضوح مدى اثر هذه الخدمات على هؤلاء الافراد في مختلف الفئات ولاننسى ان كماً هائلا ليس ببسيط من الافراد (ذوي الاحتياجات الخاصة) استطاعوا تحقيق احلامهم والوصول إلى اشياء يصل اولم يصل إليها العاديون رغم اعاقتهم , فنجد من حصل على شهادة الدكتوراه وهو مقعد على الكرسي المتحرك, او من اصبح رئيس دولة كبيرة وهو معاق لعشرين سنة, او من اخترع اجهزة وغيرهم وغيرهم, هذا شيء عن التربية الخاصة واسعة المجال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خالد ناصر الحمدان جامعة الملك سعود كلية التربية قسم التربية الخاصة
|
|
|
|
|