أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 28th April,2000العدد:10074الطبعةالاولـيالجمعة 23 ,محرم 1421

محليــات

لما هو آتٍ
كيف هي مسألة النشء2
د, خيرية إبراهيم السقاف
حين تعبُر الهواجس تلقائية، تأتي كزخَّات المطر، أو كقرع الرعود,, كيفما يرسلها الجوف، وكيفما يكون الخاطر,,.
أما حين تُقسرك الأسباب لأن ترسل هواجسك,,, فإنها تأتي مشكَّلةً، ملونةً، مجسَّدةً بما تحمله من مضامين,,.
تلك التي جاءني صوتها فجراً، يبعث كوامن الخوف، والخشية، ويضع صورة هذا المجتمع الكبير في لوحة مكبرة، تكشف عن مخابئه، وعن صغائره، وعن تعرجاته، وعن كل كمون فيه كان يطرق طرقاً مكرراً، قوياً,,.
كان يحرك مخابئ الأسئلة، يهزها هزاً,,.
كان يوقظ كل لحظة غفوة، أو سنا نوم، أو استراحة استرخاء في ضمير الإنسان ووعيه,,.
وهي معضلة كبرى,,, أن يحسب الإنسان، أن ما وصل إليه من مركز مرموق، وسمعة عطرة، وثروة من عرقه وكفاحه، ودار واسعة، ورصيد مكنوز، وقدرة على الوقوف في وجه الشمس أنه أيضاً بكل ذلك يضمن وهو مغمض العين أو مفتحها,,, سلامة سير أبنائه، وعدم تعرضهم لمكر الناس،,,, وبدل أن تتحول كل إمكاناته وسمعته ويسر عيشه وثقته واطمئنانه إلى حصانة لهؤلاء الأبناء، تكون سبب ضياعهم,,, لأنه أمِن مكر الآخرين واطمأن إلى نفسه وحياته وأبنائه، وظن أن كل ذلك يقوى بهم في وجه متغيرات الزمان، وطوارئ سلوك الناس فيها وبها,,.
وهي معضلة كبرى,,.
أن يترك الكبار والصغار أبناءهم مهما كبروا، ومهما تعلموا في منأى عن معرفة أين هم، وكيف هم، ومع من هم؟ ماذا يفعلون؟ وماذا يمارسون من نشاط أو لهو، أو حديث؟,,.
هي ليست دعوة لفرض رقابة على خصوصيات الأبناء بشكل يلغي شخصياتهم، ويمسح عنهم ثقتهم بأنفسهم، ولكن هي دعوة للمشاركة الواعية، اتقاءً لعثرة، وتجنباً لسقوط، وهي مهمة كل ذي أبناء,,.
وهي مسؤولية كل من نشأ في بيته صبي، أو صبية،,,.
وهي واجبات تقع على كل من وهبه الله تعالى نعمة الأبناء,,.
هناك من يتمنى أن يرزق بطفل واحد,,.
وهناك من يرزقه الله تعالى واحداً وأكثر وينسى في خضم نجاحاته أن يحمد الله تعالى فيهم عن طريق رعايتهم ومتابعتهم,.
وهي معضلة كبرى أن ينام الآباء ملء جفونهم، وحجرات أبنائهم وبناتهم تعج بالضياع والهدر، والتخبط، وليس من يدري كيف يقف معهم وكيف يساندهم كي يخرجوا من هلامية الضياع، وتشتت الوحدة، وتأثير التفرد,,.
في بيوت الناجحين فشل يطرق أبواب راحتهم,.
في بيوت الواثقين هدر لابد أن يفيقوا للانتباه إليه,,, ولكن كيف؟
ليس بالاعتساف، ولا بالركون إلى غيرهم، وليس بمواجهة الخطأ بالخطأ,,.
ولكن بالوعي,,, والاحتضان، والتوجيه,,.
و,,.
ومنذ البدء بعدم الركون إلى دعة الحياة، ويسرها، ورفاهية اليسر ومنافذه، بمتابعة واعية منذ الصغر لتربية الأبناء,,, وتعويدهم الخوف من الله تعالى والرجاء فيه، والاستعانة به على كل شيء من أمور الحياة,,,، والاستفادة من امكانات الحياة فيما يفيد وليس فيما يضر، وليس ما يمنع الإشراف التدرجي عليهم في كل مراحل حياتهم حتى يخرجوا من بيوتهم إلى حياتهم الخاصة وقد تأكدوا من قدرتهم على خوض الحياة بشكل جيد.
أما أن يكونوا معهم وهم ليسوا معهم,,.
وأن يعطوهم ولا يسألوا عنهم,,.
وأن لا يدرون عنهم إلا أنهم ذاهبون وعائدون من المدرسة/ الجامعة/ الصاحب/ إلى البيت دون معرفة أي تفاصيل ومتابعة أوضاعهم النفسية والصحية والذهنية فإن في ذلك تقصيراً كبيراً,,, مآله الضياع للأبناء، وللمجتمع,, ونعيم الحياة الاجتماعية بل الإنسانية أيضاً,,.
يتبع

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved