أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 28th April,2000العدد:10074الطبعةالاولـيالجمعة 23 ,محرم 1421

أفاق اسلامية

مسؤولون بالجامعات العربية والإسلامية لـ الجزيرة
قلة الإمكانات وعدم التطوير تعوق مسيرة الجامعات الإسلامية
* تحقيق: سَلمان العُمري
تسهم الجامعات بالدور الأكبر في إعداد قيادات الشعوب المتحضرة في مختلف المجالات، وإليها تتطلع الآمال لاستشراف حاجات العصر الآنية والمستقبلية والعمل على الوفاء بها من خلال البحوث والدراسات العلمية، والعمل على ايجاد جيل من الشباب الواعي والمؤهل لاستخدام أحدث تقنيات العصر واستيعاب المتغيرات والانطلاقات المتلاحقة في شتى المجالات.
الجزيرة التقت عدداً من مسؤولي الجامعات العربية والإسلامية للوقوف على مدى تحقيق هذه التطلعات في الجامعات المنتشرة بأنحاء العالم الإسلامي، وتحديد المطلوب حتى تؤدي تلك الجامعات الدور العظيم.
الجامعة وبناء المجتمع
يرى سعادة رئيس الجامعة الإسلامية بإسلام أباد الاستاذ الدكتور حسن محمود الشافعي أنه لابد من عدة امور حتى تؤدي الجامعات دورها في بناء المجتمع منها: صياغة المناهج الدراسية وفق مبادىء الإسلام واهدافه ومقاصده، لأن اختيار أي منهج تعليمي لايتفق وهذه المبادىء يوجه الطلاب توجيها معاكساً لتلك الأهداف والغايات التي انشئت الجامعات من أجلها (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا).
وأضاف بأنه يجب ايضاً توجيه العناية البالغة الى اختيار الاساتذة ذوي الكفاءة الخلقية والعلمية والتدريسية الذين يؤمنون برسالة الجامعة ويبذلون جهودهم الفائقة في انجاح المناهج الدراسية المطبقة فيها، ومعروف ان اختيار الاساتذة لا يقل أهمية عن اختيار المناهج (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون).
كما طالب الدكتور حسن الشافعي بضرورة تشجيع حرية البحث العلمي وحرية النقد الموضوعي بحيث لايطغى على البحث التلقين ولا على النقاش التصديق، وصدق من قال: العلم على المناقشة أثبت منه على المتابعة.
واختتم رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بباكستان حديثه مؤكداً على أهمية وضع خطط علمية ذكية من قبل العلماء والمفكرين المعنيين بحاضر الأمة ومستقبلها للنهوض برسالة المدارس والجامعات لتواكب الإسلام على صعيد الأصول والمقاصد، وتواكب العصر على صعيد الوسائل والآلات.
قفزات مهمة للتعليم العالي
ويقول سعادة نائب رئيس جامعة الإمارات الدكتور سعيد بن حارب المهيري: إن الجامعات في العالم الإسلامي تؤدي رسالة مهمة في تنمية المجتمعات الإسلامية وتحقيق متطلباتها من العناصر المؤهلة والمدربة للقيام بأدوارها الوظيفية أو التوعية الاجتماعية، ولا شك ان التعليم العالي قد انتشر بصورة كبيرة في العالم الإسلامي محققاً بذلك قفزات مهمة.
وأضاف المهيري قائلاً: ويكفي ان نشير الى ان رابطة الجامعات الإسلامية تضم أكثر من مائة وعشرين جامعة موزعة على أرجاء العالم الإسلامي، يضرب بعضها في القدم بينما يأتي بعضها حديث النشأة تجتمع على هدف أساسي وهو تحقيق متطلبات العالم الإسلامي ليكون قادراً على مجاراة العصر علمياً وتقنياً وثقافياً، وحتى يستطيع المسلمون ان يجدوا لهم مكانا بارزاً بين الأمم المتقدمة، بحصولهم على مستوى من التعليم العالي، وقدرتهم على تطوير البحث العلمي وتسخيره لخدمة حاجات المسلمين، ولمعالجة المشكلات الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد الإسلامية.
وأوضح نائب رئيس الجامعة الإماراتية ان للجامعات في العالم الإسلامي رسالة مهمة، وهي تعريف المسلمين بدينهم وحضارتهم، والعمل على الأخذ بمكتسبات هذه الحضارة وابرازها من جديد باعتبارها حضارة إسلامية الانتماء إنسانية البعد، هذا إضافة الى رسالة الجامعات الإسلامية في ايجاد جيل إسلامي متعرف على دينه ومطلع على عصره وعامل على تحقيق متطلبات هذا العصر.
ويرى الدكتور المهيري ان الجامعات في العالم الإسلامي تواجه بعض المشكلات التي تعوق مسيرتها ودورها ولعل في مقدمتها قلة الإمكانات المادية والفنية والتقنية التي تحد من دور الجامعات، كما أن مستويات التعليم في بعض الجامعات تحتاج إلى تطوير وتحسين حتى تواكب المتغيرات العلمية الحديثة، اضافة الى ان الجامعات تواجه تزايداً كبيراً في عدد الملتحقين فيها مما يضعف المستوى العلمي لبعض طلابها.
ثم قال د, المهيري: ومن هنا فإن تلك الجامعات في حاجة مستمرة الى مراجعة برامجها ونظمها الدراسية لمزيد من التطوير، كما أنها بحاجة كذلك الى موازنة بين امكانياتها وقدرتها على استيعاب اعداد كبيرة من الطلاب، إضافة الى أهمية الأخذ بمستجدات الثقافة العربية، كما أن التنسيق والتعاون من أهم مايجب ان تأخذ به الجامعات في العالم الإسلامي حتى تستطيع ان توفر الكثير من الجهود والتجارب والامكانيات.
الجامعات مصانع الأجيال
أما عميد كلية الشريعة ببيروت د, عبدالرحمن ذيب الحلو فيؤكد ان الجامعات هي مصانع الأجيال، فلذا كان جديراً بهذه الأمة العربية والإسلامية ان يحضر لمشاريع ثقافية معرفية تتماشى مع المصالح القومية للأمة، بحيث لا يكون دور الجامعات في العالم العربي والإسلامي هو اعتصار لمختصر الثقافات والاتجاهات الفكرية والعلمية فحسب؛ ثم نتباهى الى حد الاهتبال والاحتفال بكل ماهو جديد ومتطور، غير منتبهين الى ان حضارة ما، لايمكن ان تخلو عن ثقافة أهلها بما تشتمل عليه الثقافة من عناصر: اللغة، والتقاليد، والدين.
مشيراً الى أنه لايجوز لجامعاتنا ان تسير حذو القذة بالقذة مع برامج الآخرين ومناهجهم، فلا نأخذ كل شيء، وإنما نأخذ مايناسبنا من كل شيء.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved