| الثقافية
كان يريد أن يمضي لكنه توقف.
رآها امامه، تقف علىجانب الطريق اراد أن يتابع، لم يستطع.
قالت له:
لماذا تخجل من النظر إليّ؟ لاتتعجب إن قلت لك انا حورية قصائدك.
نعم.
نسي قصائده، وأضاعها.
وهي تاهت حتى عنه , هربت وسافرت كثيراً، دارت العالم بحثاً عنه وبعد أن نسيها وجدته.
لكنها لم تجد فيه الروح التي أحبتها، ولم تر بريق عينيه ذلك البريق الآسر والمستمد من صدقه وعنفوانه ونُبلة لم تر سوى عينين انطفأ فيهما كل ما كانت تبحث عنه كعيني دمية من زجاج جميلة لكنها فارغة، رأت شخصاً متهالكاً يلجأ وراء ملابس الحرير والمخمل ليخبىء ضعف شخصه وعجزه, لم يكن هو من كانت تبحث عنه، كانت تبحثُ عن الصدق والنُبل والصراحة والعطاء في شخصه,, ابتعدت عنه، واحتضنت حقيبتها الصغيرة بين يديها وجلست ترقب المسافرين.
نظر إليها طويلاً ومن ثم أدار ظهره ومضى.
فضية محمد العنزي
**لابد لنا أولاً أن نشيد بهذا التطور في اسلوب كتابة الصديقة فضية العنزي,, فهذه القصة تؤكد ذلك,, فقد استطاعت اختزال الحكاية الطويلة في قصة قصيرة جداً وحددتها بفكرة الهروب وما ينتج عنه من ضياع كما يشير عنوان القصة!
إذا كانت هناك من ملاحظة على القصة فهي العبارات الوجدانية (الزائدة) التي قد تحول القصة إلى خاطرة لذا ننصحها بالقراءة المكثفة في القصص القصيرة لعلها تتخلص من (شوائب) الخاطرة التي ما تزال تظهر في كتابتها.
|
|
|
|
|