أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 28th April,2000العدد:10074الطبعةالاولـيالجمعة 23 ,محرم 1421

مقـالات

بمناسبة اليوم العالمي للصم
عالم الصمت
د, شاهر الشهري *
كم كانت الدهشة التي اصابت محمد وزوجته سعاد عظيمة حينما كانا يلاعبان طفلهما الجديد اسامة، لقد كان طفلا وسيما ولكنه لا يستجيب للاصوات الصادرة منهما وحاولا كثيرا ولكن لم يفلحا في ذلك, كانت صدمتهما اكبر عندما كانا يستمعان الى تشخيص الطبيب وهو يقول ان ولدكما يعاني من صمم كلي لسبب غير معروف, وكان السؤال الذي دار بينهما من خلال النظرات المتبادلة المصحوبة بصمت يكاد أن يجعل المكان أشبه بفلاة موحشة لولا أن صوت محمد قطع هذا الصمت الرهيب بقوله ماذا يترتب على هذا الصمم في حياة أسامة، وكانت إجابة الطبيب لهما واضحة أن السمع واللغة امران مهمان جداً بالنسبة للأطفال قيد النمو في مجال المعرفة والفهم والاتصال مع الناس والاشياء حولهم وقد ساهم أخصائي النطق بتوضيح الحالة حين قال إن المشكلة الاكبر للطفل المصاب في سمعه هي تعلم الاتصال ويكون من الاصعب عليه تعلم الكلام لانه لم يسمع الكلمات بوضوح ولذلك فهو يجد صعوبة في فهم ما يريده الناس وفي إبلاغهم ما يريد ولا غرابة في ذلك فالأطفال المصابون في سمعهم يجدون صعوبة في تعلم الاتصال مع الأشخاص الآخرين كما أنهم يشعرون بالوحدة والاهمال وربما تنشأ لديهم مشاكل سلوكية.
تدخلت والدة أسامة وقالت هذا يعني أن أسامة قد ينشأ وهو مختلف عن اقرانه في الذكاء، قال الطبيب إن معظم الأطفال الصم لا يختلفون في الذكاء عن الأسوياء ولكن النمو الكامل لقدرتهم الفعلية يحتاج الى تعلم الاتصال في سن مبكرة، قال الاب كيف يمكن أن نحدد اثر الصمم على أسامة فتدخل أخصائي النطق: إن تأثير الصمم على الطفل يعتمد على عدد من المؤثرات يمكن أن نحددها فيما يلي:
1 السن التي أصيب الطفل بها بالصمم فالطفل الذي ولد اصم يجد صعوبة في قراءة الشفة اكثر من الذي اصيب بالصمم وقد تعلم الكلام وهذا قد يكون شبيهاً بحالة أسامة.
2 درجة سمع الطفل: فكلما كانت درجة السمع المتبقية للطفل أفضل كانت فرصته لتعلم الكلام أكبر وفهم الحديث وقراءة الشفاه.
تحدث أخصائي النطق قائلا:
الأطفال الذين فقدوا سمعهم كانوا بحاجة إلى المحبة والتفهم والمساعدة وتعلم الاتصال مع الآخرين, لكن الأطفال مختلفون وتختلف أنواع الحاجة الى المساعدة وإلى الاتصال بالطريقة المناسبة فلكل واحد فهم.
الطفل الذي يعاني من صمم جزئي قد نستطيع أن نساعده على السماع وبالتالي الكلام.
اما الطفل الذي لا يسمع ابداً فإن كان فقد السمع قبل بدء الكلام فإن تعلمه الكلام وقراءة الشفاه صعب، أما من فقد السمع بعد بدء التكلم فالأمر اسهل لذلك يجب أن يتعلم الاتصال بطرق أخرى مثل تعابير الوجه والجسم والذراعين واليدين او بإضافة الصور والقراء والكتابة إن امكن بالتحية بالأصابع وهذا ما يحتاجه هذا الطفل.
سعاد: إذاً لابد لأسامة أن يتعلم طرقاً مختلفة للاتصال.
اخصائي النطق: نعم يا أم أسامة.
الطبيب: دعوني أحدثكم قليلاً عن بعض الطرق التي تساعد الطفل على الاتصال:
1 الاتصال الشخصي: وهو الاتصال عن طريق الفم وهذا الاتصال لا يعمل بشكل جيد في حالة أسامة لأنه يعتمد على السمع وقراءة الشفاه.
2 الاتصال الشامل:
وهو عبارة عن نهج يشجع الطفل على تعلم واستعمال محل الطرق المختلفة في الاتصال مثل:
1 ايماءات الطفل نفسه.
2 لغة الإشارة.
3 الرسم والقراءة والكتابة.
4 الأبجدية الإصبعية لا التهجي بالاصابع.
5 مهما كانت درجة سمع الطفل يجب تعليمه قراءة الشفاه والنطق وهذا لا يفي باستعمال جميع الطرق المذكورة ولكن الطرق التي تناسب حالة الطفل.
أبو أسامة: هل من مزيد من الإرشادات يا دكتور.
اعتقد أني تجاوزت حدي ودخلت على اخي اخصائي النطق فهو فارس الميدان ولديه المزيد.
شكراً يا دكتور، واعتقد يا ابا اسامة إذا قررت أن تتعامل مع أسامة بالاتصال الشامل فهناك بعض الملاحظات وهي:
1 يجب أن يكون مكان التعلم جيداً ومناراً حتى يستطيع الطفل أن يرى يديك ووجهك وشفتيك.
2 واجه الطفل عندما تتحدث إليه وتأكد من أنه يراقبك.
3 تحدث مع الطفل كثيراً حتى وإن لم يفهمك، وتحدث بيديك ووجهك وشفتيك وشجعه على مراقبة كل هذه الحركات.
4 تحدث بوضوح وبصوت عال، ولكن لا تصرخ ولا تبالغ في حركة فمك وشفتيك فهذا يساعده على تمييز الكلام العادي والطبيعي, 5 إظهار ارتياحك وسعادتك عندما يبدأ التواصل معك بأي شيء, 6 شجعه على إصدار أي أصوات كان يستطيع إصدارها فهذا يقوي صوته تمهيداً لكلام محتمل.
7 اجمع اكبر قدر من الالعاب والصور التي تساعد على تعلم الإشارة والكلام, 8 اجعل التعلم امراً مسلياً وشارك الأطفال الآخرين معه في اللعب, 9 علمه ألعاباً تمرن عضلات الشفتين واللسان والفم لأن هذه العضلات قد تضعف مما تظهر وجه الطفل بلا تعابير.
شكر والد ووالدة أسامة الطبيب واخصائي النطق ووعداه باستمرار الزيارة والمتابعة, قال الطبيب: بارك الله فيكما من أبوين كيف أنتما متفهمان لحالة ابنكما؟ وكيف أنتما إيجابيان ولم تتركا لليأس والقنوط مدخلاً إلى قلوبكما؟ وأعدكما بالاجتهاد والمتابعة معكما وتزويدكما بكل ما هو جديد في هذا المجال أنا وزميلي وقال أخصائي النطق: كم انا متفائل ان ابنكما أسامة سيتعلم الاتصال ويندمج في المجتمع وسيلتحق ان شاء الله بقطار التعليم في مدارس الدمج وليس المدارس الخاصة.
*استشاري طب الأسرة والمجتمع وأخصائي تأهيل المعاقين

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved