أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 28th April,2000العدد:10074الطبعةالاولـيالجمعة 23 ,محرم 1421

مقـالات

كلمات معدودة
الغذاء لا الدواء
د, محمد بن سليمان الأحمد
حديث الناس في كل مكان ومن كل الأعمار والأجناس وحتى من مختلف الجنسيات هذا العصر عن الغذاء، وماذا نأكل، وماذا نشرب، ومتى نأكل هذا، ومتى نشرب ذلك، بل وكيف نأكل أو نشرب ومن أين نحصل على هذا النوع من العسل أو من الحبة السوداء أو حتى من الخس والخيار والتفاح والبرتقال.
هل الدجاج المحلي يتفوق على الدجاج المستورد أو ان المحلي سيطر عليه عنصر المضادات الحيوية من أجل سرعة النمو ومن أجل الحصول على أكثر الأرباح في أقل الأوقات؟
حديث الناس عن الخبز الأبيض والأسمر وخبز النخالة وأيهما أكثر فائدة وهل يؤكل هذا قبل النوم أو في الصباح على الريق.
حتى الماء الذي يشكل حوالي السبعين في المائة من تركيب الجسم الإنساني لم يسلم من أحاديث الناس فهم يقارنون المياه الجوفية بالمياه المحلاة ومياه الصنابير بمياه القوارير المعبأة.
ومن الطريف أن بعض الأغذية كانت تعطى للحيوانات بشكل عام وللحمير على وجه الخصوص مثل الشعير أصبحت تقدم على شكل قهوة صباحية أو مسائية.
قبل نهاية العام الماضي قدمت احدى القنوات الفضائية برنامجا حواريا مباشراً مع طبيبة لبنانية حاورها المشاهدون في كل شيء ولقد ثبت من خلال المكالمات الهاتفية مع تلك المتخصصة فيما يعرف بالطب البديل ان الناس أصبحوا يهتمون بما يأكلون وبما يشربون لدرجة ان بعضهم اصبح يؤمن بأنه يعيش ليأكل,, ويأكل من أجل ان يعيش.
من أطرف الطرائف ان تلك الطبيبة تحدثت عن الماء وهي هنا لا تعني مياه الشرب بل تعني مياه الاستحمام, وبدل ان توعي الناس في ترشيد استخدام المياه وهو الأمر الذي تدعو إليه وزارات الزراعة والمياه في عالمنا العربي طالبت اي شخص يريد الاستحمام ان يجعل كمية كبيرة من المياه تنسكب في المجاري قبل ان يبدأ في الاستحمام,, وقالت: ان ذلك سوف يؤدي إلى التخلص من المياه المتأثرة بالصدأ الموجود في أنابيب المياه.
حذرت تلك الطبيبة طيبة الذكر من كل ما نأكل ونشرب وطالبت بتقشير كل أنواع الفاكهة والخضار بل وطالبت بأن يكون لكل واحد يريد غذاءً صحياً مزرعة خاصة يزرع من خلالها كل مايود ان يأكله من الخضار والفواكه ويربي من خلالها كل ما يود ذبحه وأكل لحمه من الطيور والحيوانات حتى يضمن خلو الخضار والفاكهة واللحوم من السموم الكيميائية التي تزعم انها انتشرت اليوم انتشار النار في الهشيم.
امتدحت دكتورتنا العزيزة ما يقدم في أوروبا وأمريكا من غذاء وقالت: انهم يحرصون على سلامة المواطن هناك ليس حباً فيه ولكن خوفا من إصابته بمرض عضال قد يودي الى خسارة مادية اكبر عند علاجه من هذا المرض.
الشخص العادي المسكين امام ما يسمعه من خطورة كل ما يأكله ويشربه أصبح محتاراً حتى ان بعضهم قد يفكر بالاضراب عن الاكل والشرب من اجل ان يعيش سليما لقد كثرت المعلومات حول الغذاء وأضرار بعض بل كل أنواعه وتحولت عبارة الغذاء لا الدواء إلى الغذاء والدواء الأول من اجل ان تعيش والثاني من اجل علاج أمراض الغذاء.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved