| العالم اليوم
المائة والسبع والثمانون دولة التي يجتمع مندوبوها منذ يومين في مبنى الامم المتحدة في نيويورك والذين يمثلون الدول التي وقعت على معاهدة حظر الانتشار النووي، ليست وحدها التي تعمل على درء هذا التهديد الذي يطال البشرية جمعاء ويهدد الحضارة الانسانية، بل ان جميع الدول والشعوب تسعى للتخلص من هذا الخطر الماثل في كل لحظة.
نقول كل شعوب ودول العالم ويستوي في ذلك الدول التي تمتلك اسلحة نووية وتلك الدول التي لاتمتلكها,, جميعهم يسعون للتخلص من هذا السلاح المضر,, إلا اسرائيل، فقد تبارى مندوبو الدول المجتمعون في نيويورك الى اعلانهم على العمل بجد واخلاص لحث الدول التي لم توقع على الاتفاقية بعد، والسعي لدى الدول النووية على التخلص من ترساناتها النووية ولم يشذ عن ذلك سوى اسرائيل التي لم تحضر المؤتمر، ولكن وزراءها غضبوا من الاشارة إلى كيانهم المتمرد على الأسرة الدولية برفضه الكشف عن اسلحته النووية والمنشآت النووية التي يتم تصنيع اسلحة الدمار الشامل داخلها.
فبوقاحة لانظير لها تجرأ افرايم سنيه نائب وزير الحرب الاسرائيلي على القول بأن مصر تقوم بحشد إدانة دولية لسياسة اسرائيل النووية في المؤتمر الذي نظمته الامم المتحدة والذي تجري فعالياته هذه الايام في نيويورك.
وبأسلوب يسيء إلى حليفة اسرائيل الكبرى وحاميتها امريكا، قال سنيه انه يأمل أن تحمي الولايات المتحدة اسرائيل من اي خطوة لادانة سياساتها النووية.
وقال سنيه ان اسرائيل ستقاوم اي جهود لاجبارها على توضيح سياساتها النووية الغامضة.
وتابع: انتهجت اسرائيل سياسة معينة على مدى سنوات,, سياسة متعمدة لا نعلن بمقتضاها ما نملك وما لا نملك مما يترك للآخرين فرصة التكهن, ومن الجيد ان نواصل انتهاج هذه السياسة في المستقبل .
هذا القول بحد ذاته تحدٍّ للأسرة الدولية ولأمريكا بالذات التي تقوم بتحرك فعال لمنع اي دولة من تصنيع الأسلحة النووية خارج نطاق الدول النووية الخمس امريكا/ روسيا/ الصين/ فرنسا/ بريطانيا والطلب من امريكا حماية عضو متمرد في الاسرة الدولية، معناه أن امريكا تشجع وتحمي الخارجين على الشرعية الدولية، خاصة وأن اسرائيل تمتلك اكثر من 200 رأس نووي، وانها الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط التي لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي، ولهذا فلابد من ادانتها بل واجبارها على فتح منشآتها النووية للتفتيش الدولي ومن ثم تدمير ترسانتها النووية مثلما فعل مع غيرها من الانظمة والدول التي تمردت على اجماع الاسرة الدولية,, وتوريط امريكا بحمايتها اساءة لأمريكا واهانة للبشرية جميعاً التي لا يمكن أن تتسامح مع المتمردين الذين يهددون امنها وسلامة شعوبها،,,, وكذلك لن تقبل ان يحظى هؤلاء المتمردون بالحماية,, حتى وان كانت الحامية امريكا,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|