| عزيزتـي الجزيرة
عودة على ما تم نشره في جريدة الجزيرة العدد 10060 الصادر يوم الجمعة 9/1/1421ه اقول بأن الواقع المروري ليس في المملكة العربية السعودية فحسب بل في كل اصقاع بلدان العالم وبالذات المتقدمة، هاجس أمني للجميع ولكن نسبة الحوادث لدينا تأتي في مرتبة متقدمة جدا عن غيرها في البلدان الأخرى,, وتُعزى أسباب ذلك الى عدة أمور منها: السرعة الزائدة، كثرة السيارات في المملكة وسوء استخدامها من قبل بعض صغار السن وبعض الوافدين او وجود خلل في السيارة نفسها، الحيوانات السائبة على بعض الطرق الطويلة,, وأسباب أخرى أقل أهمية,, لكنه لم يُقل بسبب الطريق او بسبب عيوب فنية فيها إلا في بعض الطرق التي لها طبيعة خاصة والمسؤولين في الدولة حفظهم الله يضعونها في دائرة الاهتمام ولها اولوية مأخوذة في الاعتبار لتطويرها وتحسينها في أقرب وقت ممكن.
ولو أخذنا السرعة أولا كمثال لوجدنا ان النظام حددها داخل المدن 30كلم للسيارة الكبيرة و50 كم للسيارات الصغيرة وخارج المدن 70 كلم للسيارات الكبيرة، و100 كم للسيارات الصغيرة, وللمرء ان يتخيل مدى تطبيق ذلك فعلا داخل او خارج المدن؟ إن التطبيق الفعلي داخل المدن يتعدى ما حدد خارج المدن اضعافا مضاعفة ولك ان تتصور ما يحدث خارج المدن على الطرق الطويلة!
وحتى نكون أكثر واقعية فإن السائق الذي يتجاوز السرعة المحددة يرى ان استقامة الطريق وسلامتها واتساعها وكفاءة سيارته مبررا لرفع سرعة سيارته ليختصر الوقت ويدرك موعده الذي يسير من أجله مع انه كان يجب عليه ان يحسب حساب التفرغ لهذا المشوار، او ذاك ويتهيأ قبل حلوله بوقت كاف يسمح له بالوصول في الوقت المحدد بيسر وسهولة وان يراعي عدة اعتبارات أهمها عنصر المفاجأة وحالة السيارة وإطاراتها وحال الطريق ومنعطفاتها وعيوبها وحالة الجو ووضوح الرؤية وخطأ الغير إلخ,, حتى لا يقع الفأس في الرأس,, وقديما قالوا في العجلة الندامة وفي التأني السلامة.
اما السائق وهو محور حديثنا والمستهدف برسالتنا فمن المعلوم ان النظام لا يسمح لأي شخص بقيادة السيارة بدون رخصة قيادة (خاصة او عامة) والتي يفترض بل يجب ان لا تمنح إلا لمن يجيد ويتقن قيادة العربة التي منح الرخصة لقيادتها، ومجرد عدم حمل السائق رخصة القيادة عند استيقافه من قبل رجل المرور وهو يقود سيارة يوجب مجازاته، ويسري ذلك حتى على سائقي السيارات الرسمية التابعة للقوات المسلحة (الحرس الوطني,, قطاعات وزارة الدفاع والطيران,, قوات الأمن الداخلي,, الاستخبارات العامة) وغيرهم من سائقي سيارات الجهات الحكومية الأخرى حسب حجمها (نقل ثقيل او خفيف) ونعلم جميعا انه يشترط للحصول على رخصة قيادة عامة ان يكون سجل طالب الرخصة خالٍ من السوابق الجنائية خصوصا ما يتعلق بجرائم الاعتداء على النفس والعرض والمال او تعاطي وترويج المخدرات والمسكرات وأن يكون مؤهلا سليما من العاهات التي تمنعه من قيادة السيارة.
ويحسن بنا في هذا الموقف ان نذّكر أخي السائق ببعض الإرشادات ولا اقول (نوجه) له بعض النصائح لانه مسؤول وأجزم بانه أحرص منا على مصلحته ومصلحة الآخرين.
لا تسرع فالموت اسرع وتذكر ان والديك وأطفالك وزوجتك واخوانك ينتظرونك وبحاجة إليك.
لا تتوقف فجأة في الطريق إلا للضرورة وبدواعي السلامة ولا تقم باصلاح عطل السيارة في الطريق العام ولا غير ذلك من الأفعال التي يمكن القيام بها في موقع آخر آمن غير الطريق.
خف السرعة عند الاقتراب من مفارق الطرق او المنعطفات او التقاء الطرق او تقاطعها مع سكك الحديد وتأكد تماما من خلو الطريق وان أفضلية المرور لك، وعلى النقيض لا تسر ببطىء على الطرق المفتوحة او تغير الاتجاه فجأة قبل ان تتخذ الاحتياطات اللازمة.
التقيد بإشارات المرور واحترام تعليمات رجال السلطة العامة واجب وطني وتصرف حضاري.
التزام المسلك الأيمن من الطريق ضرورة ملحة خصوصا إذا كانت رؤية الطريق غير واضحة او عندما تسير ببطىء او كان الطريق مسربا واحدا للوارد والصادر وقابلتك سيارة من الأمام او عند قدوم من يرغب التجاوز.
لا تسمح بالركوب ولا النزول من الجهة اليسرى على الطريق ولا السيارة تسير تحت أي سرعة.
لا تترك السيارة مفتوحة بعد مغادرتها ولا تترك محركها مشتغلا او مفتاحها عليها.
لا تطفىء محرك السيارة في المنحدرات تحت أي ظرف.
لا تشتغل بأي شيء يشغل الانتباه عن قيادة السيارة وأنت تقودها سواء كان مؤشر جهاز راديو او مسجل او تلفزيون أو غيره.
تذكر ما يلي:
إن أفضلية المرور تُعطى لسيارات الاسعاف والطوارىء والمواكب عند سماع اصوات المنبهات الخاصة بها.
افضلية السير تُعطى دائما للذي يسير في الطريق الرئيسي وللقادم من اليمين ما لم يكن القادم من اليسار في طريق رئيسي وافضلية السير في الدوار للسيارات الموجودة داخل الدائرة.
لا يجوز استخدام المنبه حول المستشفيات والمدارس والمساجد، لا يجوز إيقاف السيارة وتركها قبل إشارات المرور أو في الانفاق والجسور، لا يجوز تجاوز الخط الذي يسبق موقع الإشارة في حالة اضاءتها اصفر او احمر وفي حال عدم وجود خط واضح فليكن الوقوف في مكان يسمح برؤيتها كاملة ولا يتم التحرك إلا بعد إضاءة اللون الأخضر والتأكد من خلو الطريق تماما.
أخيرا وليس آخراً أُبادل الدكتورة خيرية السقاف تحيتها لسعادة الفريق اسعد عبدالكريم الفريح بما يؤكد الثقة فيه وتحيتها للمقدم عبدالرحمن المقبل على ما لمسته من وعي وفهم وحماس لما انيط به من مهام وتطلعها الى ما يؤكد الثقة فيه وفي فريقه لانني اعرفهما عن قرب وأثق في قدراتهما وكفاءتهما.
وأحيي فيها هذا الأفق الواسع والتعبير الدقيق الذي يتسم بالذوق المطبوع والادراك الواعي لمهام رجل المرور وليس ذلك بغريب على رمز من رموز العلم والثقافة في بلدنا المعطاء وأذكر بالخير والتقدير كل القيادات المرورية السلف على ما قدمته من جهود طيبة ومشكورة في هذا المجال متمنيا للقيادات الخلف التوفيق وسداد الرؤى والله من وراء القصد.
عقيد/ عوض زايد حسن العمري شرطة الرياض
|
|
|
|
|