| منوعـات
* بيونس ايرس (رويترز)
تتباهى الأرجنتين بانها اخترعت الحافلة ومنحت العالم خوان فانجيو اسطورة سباقات السيارات العالمية الكبرى ولكنها تنسى حقيقة مهمة انها لم تتعلم القيادة الصحيحة,القانون لا وجود له في طرق الارجنتين حيث يسقط قتلى في أعلى رقم قياسي في الامريكتين وربما في اي مكان آخر,يقتل نحو 7700 الى عشرة آلاف شخص سنويا في حوادث مرور في الارجنتين (36) مليون نسمة التي تحتل المرتبة الثالثة من أسباب الوفيات والاولى في موت ضحايا دون الخامسة والثلاثين.
ورغم ان معدل الوفيات في حوادث السيارات بالارجنتين يزيد نحو عشر مرات عن مثيله في الولايات المتحدة واوروبا فإن القانون متساهل تجاه وضع السائقين الذين يقتلون ويهربون في السجن,,قال جيورجيو دليون المحامي الذي يدافع عن الضحايا (الارجنتين البلد الوحيد في العالم الذي تستطيع فيه قتل شخص ويطلق سراحك إذا كان السلاح المستخدم سيارة او حافلة),ومن أمثلة حوادث السيارات المميتة الطفل لوكاس روجر وعمره ثلاث سنوات وكان قد خرج مع اخته الكبرى فلورنسيا لشراء آيس كريم في إحدى ليالي الصيف الحارة بضاحية سان ميجيل بيونيس ايرس,صدمهما سائق سيارة اجرة كان يمرق في الشارع ومشغول بالاستماع الى مباراة لكرة القدم في راديو السيارة الذي كان مفتوحا على أعلى درجة للصوت,, قتل لوكاس واصيبت فلورنسيا بجراح .
وهرب السائق ولكنه ارتطم بالرصيف على مسافة 30 مبنى وقبض عليه,, وكان الحكم السجن ثلاث سنوات مع وقف التنفيد ومنعه من القيادة لمدة عشر سنوات,,ويصيب الرعب المغامرين الذين يجازفون بركوب سيارة اجرة، ويبحثون في لهفة عن حزام الامان الذي يحتمه القانون ولكن أغلب سائقي سيارات الاجرة في العاصمة وعددهم 50 ألف سائق لا يعترفون به.
وتتميز الارجنتين بمواقع سياحية مغرية ومتنوعة من صحارى الى مناطق داخلية بكر الى سهول متجمدة رائعة في بتاجونيا,, ولكن السياح تتوتر اعصابهم عند مرورهم ببوينس ايرس.
اما الحافلات التي لا يوجد دليل هنا على أنها اختراع ارجنتيني فإنها على نفس القدر من الخطورة تتحرك قبل ان تغلق الابواب التي يتشبث بها ركاب كانوا في طريقهم الى الصعود,,وفي طرق مثل شارع التاسع من يوليو الذي يوصف بانه من أوسع شوارع العالم لا يقف سائقو الحافلات امام الضوء الاحمر ويفاجأ المشاة اثناء عبورهم الشاعر باندفاع المركبات فيجرون نحو الرصيف طلبا للنجاة.
ولم يشهد ألبرتو سيلفيرا رئيس رابطة النضال من أجل الحياة، الذي يسافر كثيرا مثل هذه الاخطار سوى في طرق الصين وتركيا.
وقبل بضعة اسابيع فقط كان 30 ضابطا يديرون حركة المرور في منطقة وسط بيونس ايرس التي تضم ثلاثة ملايين أخرى بعاملين يعيشون خارج المدينة بالاضافة الى تكدس المنطقة بنحو مليون مركبة.
قال سيليفيرا قوانيننا جيدة مثلنا مثل الدول النامية الاخرى ولكن المشكلة في انتهاكها ولذلك فإن الوفيات عندنا عشرة امثالها في اماكن اخرى.
|
|
|
|
|