أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 27th April,2000العدد:10073الطبعة الأولىالخميس 22 ,محرم 1421

محليــات

رأي الجزيرة
إسرائيل ومأزق التمسك العربي بخيار السلام
لا يختلف مراقبان لمسيرة عملية السلام في الشرق الأوسط حول حقيقة أن الأطراف العربية المعنية مباشرة بالمفاوضات مع إسرائيل هي الأنشط حركةً في الساحتين الشرق أوسطية والدولية بهدف إنجاح عملية السلام حتى تصل إلى هدفها الذي تعتبره الدول العربية جميعها خياراً استراتيجياً لا تراجع عنه ما لم تقض عليه إسرائيل قضاءً يشهد به العالم ضدها.
ولعلّ من بين أبرز النشاط العربي حركةً في سبيل السلام، تحركات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي لم يكد يعود من واشنطن بعد لقاء القمة بينه وبين الرئيس الأمريكي بيل كلينتون يوم الخميس الماضي حيث بحثا معاً معوقات مسار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، حتى قام الرئيس عرفات بزيارة عمل إلى مصر حيث أجرى مباحثات قمة مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك تركزت أيضاً على مفاوضات المسار الفلسطيني الاسرائيلي، ثم عاد إلى رام الله حيث لحق به فيها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي قام قبل مباحثاته مع الرئيس عرفات أول أمس بأول زيارة له لإسرائيل منذ توليه الملك في الأردن، ودعا بعد مباحثاته مع باراك إلى حلٍّ وسط بشأن القضية الأكثر تعقيداً وهي قضية مدينة القدس المحتلة، إذ اقترح أن تكون عاصمةً لدولتين !.
وفي مساء يوم مباحثاته مع عرفات في رام الله استقبل العاهل الأردني في عاصمته عمان المبعوث الدولي الخاص الذي توجه بعد ذلك إلى إسرائيل ليستطلع دور الأمم المتحدة في جنوب لبنان بعد الانسحاب الاسرائيلي الأحادي المعلن أن موعده في شهر يوليو القادم.
ولم يختتم الرئيس عرفات مباحثاته مع العاهل الأردني أول أمس حتى توجه إلى العاصمة الفرنسية باريس حيث أجرى أمس مباحثات قمة مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك.
وكان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع قد سبق الرئيس عرفات إلى باريس بيوم واحد حيث أجرى مع القادة الفرنسيين مباحثات حول دور فرنسي عقب الانسحاب الاسرائيلي المرتقب من جنوب لبنان وذلك بحكم العلاقة التاريخية المتميزة بين فرنسا وكلٍّ من لبنان وسوريا.
وجاء في الأخبار أول أمس وأمس أن الرئيس اللبناني إميل لحود بصدد القيام بجولة أوروبية آسيوية يستهلها بزيارة فرنسا، وذلك سعياً لتأييد دولي لحق لبنان في السيادة على كامل ترابه الوطني، وجعل الانسحاب الاسرائيلي انسحاباً كاملاً من جميع أراضي لبنان المحتلة.
هذا الرصد لتحركات الأطراف العربية المعنية مباشرة بمفاوضات السلام مع إسرائيل في جميع مساراتها، تعبير فقط عن نشاط أسبوع واحد لهذه الأطراف العربية وهو نشاط يعكس حقيقة أن السلام بالنسبة لجميع العرب ليس مجرد شعار سياسي لتغطية أعمال حرب خفية,, كما تفعل إسرائيل حقيقة وواقعاً، إذ إنها تتفاوض مع العرب وفي نفس الوقت تزيد في بناء قوة ترسانتها العسكرية بمختلف الأسلحة، ولهذا فهي تطيل أمد المفاوضات مع الأطراف العربية لكي لا تصل إلى نتيجة حاسمة حتى تكون هي جاهزةً عسكرياً لقبول تحدّي الحرب بعد أن تعلن رفضها لجميع المطالب الفلسطينية واللبنانية والسورية,, وبعد أن تعلن شروطها للاستسلام الذي تريده من العرب وليس السلام الذي يريدونه معها.
ولعلّنا نقول أخيراً إن أكثر ما يحرج إسرائيل الآن أمام الرأي العام العالمي هو عدم تعامل الأطراف العربية معها بردود فعل أقوالها وتصرفاتها المعادية للسلام، والمستفزة لهم، وإصرار هذه الأطراف العربية على التمسك بخيار السلام العادل والشامل، وتحركاتهم الاقليمية والدولية لتحقيق هذا الهدف وهذا هو المأزق الذي تواجهه إسرائيل التي تريد الخلاص منه وبالتالي من عملية السلام بدون أن تخسر الرأي العام العالمي الذي يتابع العملية بوعي واهتمام.
الجزيرة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved