| الثقافية
هذه الكلمات مثل أو شبه مثل متداول على السنة بعض الناس,.
وأنا ضد هذا المثل الذي يدعو إلى القطيعة,, ويدعو إلى عدم الاحسان الذي يأمر به ديننا الحنيف,.
ولعل الذي أطلق هذا المثل قد أحسن إلى انسان,, فأساء هذا الإنسان إليه,, بينما هذه حالة شاذة أما القاعدة فهي بذل الاحسان حتى لمن أساء اليك,!!
ولو كان لي خيار في صياغة المثل لجعلته هكذا: اتق شر من أسأت إليه لانه قد يرد الاساءة بإساءة مثلها,, وهذا حق مشروع لا يؤخذ فاعله عليه,, ولو صبر وغفر لكان خيراً له,!!
وقد ثبت عن رسولنا الكريم انه حثّ على العفو والصفح عن الاساءات التي تلحق بالمرء من الاقارب او من الاخوان المسلمين,.
واذكر في هذا المجال حادثتين الاولى حادثة مسطح أحد الصحابة الفقراء الذي كان يتعاهده ابو بكر الصديق رضي الله عنه بالبر والاحسان,, ومع هذا فانه كان من الذين افاضوا في حديث الافك الذي هو ضد أم المؤمنين عائشة زوجة الرسول وابنة الصديق,, فقرر أبو بكر أن يقطع احسانه عن هذا الرجل وهو مسطح وعندما علم الرسول ذلك أمر أبا بكر أن يعفو ويصفح,, وهكذا كان,, أما الحادثة الثانية فهي أن أحد الصحابة جاء يشكو بعض اقاربه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه يصلهم فيقطعونه ويحسن اليهم فيسيئون إليه,, فقال له الرسول استمر على ما أنت عليه فانك بعملك هذا كأنما تسفهم المل,!! أو كما قال,.
والمل هو التراب الحار وإسفافهم هو ملء افواهم,.
والمعنى أن احسانك إليهم نوع من الاذلال لهم وقهرهم من حيث لايشعرون,.
وفي اشعار العرب مايعبر عن هذا المعنى بكل تفصيل,, ووضوح,, ومما يخطر على بالي الآن ابيات احفظها منذ زمان بعيدة وبقي في الذاكرة مايلي من قول الشاعر يخاطب قومه أو عشيرته:
فان اكلوا لحمي وفرت لحومهم وان هدموا مجدي بنيت لهم مجدا وان زجروا طيراً بنحس تمربي زجرت لهم طيراً تمر بهم سعدا لهم جل مالي ان تتابع لي غنى وان قل مالي لم اكلفهمو رفدا ولا احمل الحقد القديم عليهمو وليس زعيم القوم من يحمل الحقدا وإني لعبدالضيف مادام ثاويا وما خلة لي غيرها تشبه العبدا |
بخٍ بخٍ هكذا فلتكن الزعامة والايثار الذي يحبب المرء إلى اقاربه وقومه,, وينشر له اطيب الذكر بين الأبعدين والأقربين!!
|
|
|