داخل العدد

رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 27th April,2000العدد:10073الطبعة الأولىالخميس 22 ,محرم 1421

الثقافية

جذور الأدب العالمي 2 - 2
شيكسبير,, ودراميو قمة إفرست
أ,د كمال الدين عيد
ويستعمل الأقنعة (الواردة من حفلات الرقص الايطالية) في دراماته خاب سعي العشاق ورميو وجولييت وهملت، وتزخر درامته تيمون الأثيني بكثير من الأشكال الدراماتورجية القديمة، اما صوت الشعب أو الضمير في المسرح الاغريقي فانه يعود بارزا في دراميته قصة الشتاء، هنري الثامن.
التقسيم النوعي للدرامات.
تختلف المصادر التاريخية في التقسيم النوعي لدرامات شيكسبير, فبينما قسمها عباس محمود العقاد الى اربعة انواع هي: التراجيديات، الكوميديات، مسرحيات الحكايات، التراجيديات الكبرى، قسم تاريخ المسرح العالمي (7) أعمال شيكسبير الى ثلاثة أطوار مرحلية.
1 الطور الأول, ويحتل الفترة من 1590 الى 1601م حيث انطلاق النظرة القومية الانجليزية، ويكتب فيها درامات تيتوس اندرونيكوس، هنرى السادس، ريتشارد الثالث، هنري الرابع، ريتشارد الثاني، الملك جون، هنري الخامس، كوميديا الاخطاء، لجاج في غير طائل، ترويض النمرة، تاجر البندقية، سيدات وندسور المرحات، كما تهوى، الليلة الثانية عشرة، اضافة الى التراجيديات الكبرى روميو وجوليت، يوليوس قيصر، هملت.
2 الطور الثاني، من 1601 الى 1608م يكتب فيه عطيل، الملك لير، مكبث، انطونيوس وكليوباترا، كوريولانوس، تيمون الأثيني، وفي الكوميديات: العبرة بالخواتيم، ترويلوس وكريسيدا، دقة بدقة.
3 الطور الثالث, ويمتد من عام 1608 حتى وفاته عام 1616م ويقدم فيه اربع درامات هي بركليس، سمبلين، قصة الشتاء، العاصفة.
في عام 1623م بعد وفاة شيكسبير تصدر طبعة لدراماته تقسم أعماله الى الكوميديات، التراجيديات، والتاريخيات، لم يكن هذا التقسيم دقيقا, لماذا؟ فمن بين الكوميديات مايسمى بالكوميديا السوداء أو المظلمة Dar Comedy، كما ان من بين التراجيديات الكبرى مايعلق الاصل فيها بالقصة، ويبقى التقسيم تبعا لما ذكرناه تقسيما شكليا لا أكثر.
فاذا مادخلت الى التحليل العلمي لخصائص الأطوار او المراحل الثلاث، فانني ارى ان الطور الأول قد أوضح جانبا واحدا من الشخصية الشيكسبيرية تعاملا مع ظروف انبثاق عصر النهضة الانجليزي، باعتبارها عصر نهضة المجتمع الانجليزي، وعصر الدفع بفكرة القومية الانجليزية المطلقة،بكل ما تحمله هذه الفكرة من عناصر التفاؤل,, لم يكن تعامل شيكسبير مع هذه الظروف مصادفة ليكتب درامات الملوك واحدة بعد اخرى داخل هذا الطور الأول، لكنه كان متعمدا بعد ان علن بالآرمادا Armada التي لا تقهر، وهي الأسطول الحربي الذي وجهته اسبانيا عام 1588م لمحاربة الانجليز مدمرة معظم الاسطول الانجليزي، متعمدا للسمو بالشخصية الانجليزية حتى ولو كانت الملك البريطاني.
وفي الطور الثاني يتضح ان اهداف شيكسبير في هذا الطور قد سعت الى إبراز عدم التوازن الاجتماعي الذي سيطر على بريطانيا، وهو ما عكسته درامات هذا الطور من اشتداد الصراع بين الشخصيات، فوسط كوميديات هذا الطور تبدو المرارة واضحة على وجوه الشخصيات والافعال السيئة تلقي بظلالها على تصرفاتهم وسلوكياتهم.
وفي خصائص الطور الثالث والأخير يبدو هدوء الكاتب وتجربته في حصافة شخصياته في المسرحيات الأربع الأخيرة, تجربة السماحة والغفران للخطايا والسلوكيات غير المرضية في المجتمع الانجليزي,لعل شخصيات شيكسبير قد عكست في امانة صورة خلود هذا الكاتب العظيم الى الراحة والسكينة (كما يبدو جليا في دراما العاصفة).
وتُحيلنا كل هذه الخصائص للمراحل الثلاث في حياة شيكسبير الى نتيجة مؤكدة نستشفها من اعماله, اولاً شخصه كمجدد للمسرح الأوروبي وليس الانجليزي وحده، ثانيا، تحقيقه للتاريخ الثقافي الانساني بحرصه على ابراز الحقائق تاريخية وواقعية بكل الأمانة والصدق دون خوف او تحفظ، مستعملا مثل هذه العناصر في انواعه الثلاثة بحسب المطلوب في المواقف الدرامية، وثالثا، ارتباطه ارتباطا اصيلا وعضويا Organic بالحياة المسرحية في عصر النهضة.
وهو ماشهد به له زملاء عصره من الدراميين (توماس كيد، كريستوفر مارلو), فلولا المضامين الفكرية والمفاهيم العقلية التي ضمنها شيكسبير دراماته، لما كانت لدراما عصر اليصابات مستوى هذا التاريخ المشرِّف الذي يرتكن اليه ويعرف به حاليا.
زملاء العصر الشيكسبيري
مع ان هذه الفقرة من المقال إخبارية تاريخية لاترضيني كباحث، إلا انها مع ذلمك اضافة لغير المطلعين على هذه الفترة في تاريخ الدراما الانجليزية.
1 كريستوفر مارلو Ch. Marlow (1564 1593م) صاحب العمر القصير كتب (6) درامات أشهرها دكتور فاوستوس، يهودي مالطا The Tragical History of Dr. Faustus وThe Jew of Malta رفع من قيمة الشعر المرسل رافعا الانسان في دراماته الى القيم الاجتماعية الفورية، والى تمثيل بطولة العصر الانساني, تأليفه لمسرحية دكتور فاوست هي أول محاولة في تاريخ الادب العالمي على المسرح (كتب المسرحية عام 1604 م بينما عالج نفس الموضوع دراميا شاعر المانيا الكبير جوته في جزأين، كتب الجزء الأول عام 1808م بينما انتهى من الجزء الثاني في عام 1832م).
2 بن جونسون B. Jonson (1573 1637م).
حقق في دراماته العصر الكلاسيكي زماناً ومكاناً واحداثاً, أوقعه هذا التحقيق الواقعي لفترته في مواجهةٍ مع كتاب الدرامات الرومانتيكية في عصره, كتب في مسرحيات القناع والتراجيديات والكوميديات ومسرحيات الأساطير Mythology, اعتبر اعظم صانع للكوميديات الساتيرية, اشهر دراماته فولبون Volpone او كما تسمى عبيد الذهب.
3 جورج تشابمان G. Chapman (1559 1634م), كاتب درامي وشاعر ومترجم أدبي، رفع النقاد تراجيدياته الى مستوى التراجيديات الفرنسية، كما كتب في الكوميديا (الكل مجانين 1605) All Foolst أهم ترجماته الأعمال الكاملة لهوميروس) The Whole Works of Homer.
4 جون مارستون J . Marston (1576 1634م), شاعر وكاتب درامي وساتيري، اشترك مع جونسون وتشابمان في كتابة دراما (هيا,, إلى الشرق) عالجوا فيها الحياة اليومية اللندنية لتاجر من طبقة المواطنين يتصادم مع الوجه الأرستقراطي في الحياة, اثارت الدراما حفيظة الطبقة العالية (الإيليت Elite) مخلفة صداما دجراميا في التاريخ المسرحي.
5 توماس هابوود Th. Heyeood (1575 1641م), شاعر وكاتب درامي سيال, كتب أكثر من 220 نصا مسرحيا, جرب في كل انواع الدراما المسرحية، احيانا ما اشترك مع آخرين في كتابة الدراما الواحدة, نهج في محور دراماته التعرض للمشكلات الاجتماعية والأخلاقية، والاهتمام بتراجيديات المواطنين, أهم مسرحياته (الحب القاتل) A woman Killed With Kindness.
المراجع:
1- جان بول سارتر - ما الأدب ؟ ت، محمد غنيمي هلال، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة 1990، ص 4
2- CH. MARLOW, R. GREEN, B. JONSON, J. FLETCHER.
3- SONNET السونيتة الواحدة قصيدة شعريد من 14 بيتاً.
4- MUCH ADO ABOUT NOTHING, THE TWELFTH NIGHT, OTHELLO, TROILUS AND CRESSID, ALL'S WELL THAT ENDS WELL, THE TWO GENTELMEN OF VERONA.
5- THE TAMING OF SHREW, AS YOU LIKE IT, ROMEO AND JULIET, MEASURE FOR MEASURE, THE WINTER'S TALE.
6- JULIUS CEASAR, CORIOLANUS, ANTONY AND CLEOPATRA.
7- DR. HONT FERENC, A SZINH'AZ VILA'GTORTENETE, GONDOLAT KIADO, BUDAPEST, 1986, PP 194-196.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved