أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 27th April,2000العدد:10073الطبعة الأولىالخميس 22 ,محرم 1421

مقـالات

شدو
(يكتب) المعيدي، خير من أن (يتكلم!)
د, فارس الغزي
تقرأ له، يشدك أسلوبه، تتعجب من مهاراته (الكتابية) فتتطلع إلى مقابلته بلهف، أو على الأقل، تتمنى أن تتاح لك فرصة سماعه إذاعياً، أو مشاهدته تلفازياً,, وبالفعل تحصل على مناك، حيث تقابله شخصيا فتصدمك لغته الركيكة وأسلوبه المبتذل,, تحاول التأكد (فتختبره!) وتجره إلى الإيغال في مواضيع (عميقة!) فلا تعدم ملاحظة بذله للجهد الجهيد لتجنب (الخوض!) والمشاركة، بل لا تعدم استشفاف الحرج (الفاضح!) وهو يسري على محيّاه, تفكر وتقدر فيعتريك يأس مصدره اليأس من معرفة ما يدور في كواليس هذا الكون، فتنهمر عليك أسئلة المجهول، بل العجب مما يخفي المجهول وعلى غرار القول: (الخافي أعظم!).
حسناً، هل هناك علاقة بين لغة الكاتب (الشفوية) وقدرته الكتابية؟ هل ترى أن الكاتب الذي لا يجيد التحدث باللغة العربية الفصحى غير قادر على الكتابة بها كما ينبغي؟ هل لدى فاقد الشيء القدرة على (كتابته؟!) و,, و,, و,, تداعت تلك الأسئلة في ذهني عقب مقابلتي للكاتب المعني بتلك المقالة، وهو بالمناسبة يعتبر من الكتاب (المبرزين!)، والذي رغم حسن أسلوبه الأدبي كتابة، فهو كما ذكرت آنفا غير قادر على التكلم باللغة العربية الفصحى البتة، حيث إن هناك فجوة وأيما فجوة بين ما يكتب وبين ما ينطق!!
وعليه، هل تعتقد أن شخصاً بلغة إنجليزية (مكسرة) قادر على الكتابة بها بأسلوب أدبي رفيع، أو، مثلا، الترجمة الموضوعية من تلك اللغة الى اللغة العربية؟ بل ما رأيك فيما لو ذُكر لك طبيب مشهور بحذاقته ومن ثم ذُكر لك أنه كذلك، شخص لا يجيد الكتابة بلغة (الطب) ألا وهي اللغة الإنجليزية هل سوف يكون لديك الجرأة للذهاب الى هذا الطبيب للعلاج؟ بل ما رأيك فيما لو كنت على أهبة الاستعداد للسفر جواً ومن ثم تنامى الى أسماعك خبر كون الطيار لا يجيد اللغة الانجليزية كما ينبغي,, هل لديك الاستعداد لشد الرحال مع طيار كهذا,,؟
سبب تساؤلاتي السابقة هو في الحقيقة (قناعاتي الشخصية) بأن لغة الكاتب (الكلامية) تعكس حتما أصالة أفكاره، بل إن بيانه الشفوي ينبىء عن ثقافته، تعليمه، شخصيته، قراءاته، توجهاته،,, ولمَ لا؟! أليس العرب تقول بأن الأسلوب هو الرجل؟ أوَليست الكتابة (علاجاً) شأنها شأن الطب، بل أوَليست الكتابة (مهارة) شأنها شأن قيادة الطائرة,,؟
بالمناسبة هل هناك (دكاكين!) لبيع (الفصحى) على غرار (دكاكين!) أختها (العامية؟!) إذا كان الأمر كذلك,, هل هناك فروقات في الأسعار,, (كم تكلف المقالة الواحدة,,؟!).
*للتواصل: ص ب 4206 رمز 11491 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved