أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 27th April,2000العدد:10073الطبعة الأولىالخميس 22 ,محرم 1421

مقـالات

ضحى الغد
منطقة ظل المطر!
* منطقة ظل المطر مصطلح جغرافي يعنون به الجانب الآخر من الجبل الذي يتعداه السحاب بعد أن يكون قد نفض ماءه على الجانب الذي قابله أولاً من الجبل، فصارت قمة الجبل حاجزاً بين منطقتين، منطقة المطر، وبعدها منطقة ظل المطر!
وأخطر ما يمر في حياة الإنسان ان يدخل قراره منطقة ظل المطر، فقد يحجب نقص المعلومات جانبا آخر خفي عليك فإذا اجتازه قرارك مر في حالة سلبية تؤثر عليك ولا تنفعك!
وقد تؤدي العاطفة، أو نقص المعلومات، أو الاستعجال دور قمة الجبل في هذه الحالة، فتجد أن قرارك في بداية تحليقه وسريانه، كان ممطراً وكانت الأرض من تحته معشبة، فلما تجاوز الى الجانب الآخر حيث منطقة ظل المطر انقطع مدراره وأمحلت الأرض من تحته!
نحن في كثير من أطوار حياتنا نتخذ قرارات تتعلق بمسائل هامة في حياتنا، لكننا نتخذها بعيداً عن العقل، وبعيداً عن الدراسة والتأني والمشورة، ونظنها في بداية تطبيقها صحيحة لكننا نكتشف فيما بعد حين يدخل قرارنا منطقة ظل المطر، أن انطلاق القرار لم يك حكيما على مستوى المكان والزمان والأشخاص!
لقد كانت (منطقة ظل المطر) هي المنطقة الغامضة غير الواضحة، وغير المدروسة، والتي ليست في حساب قرارنا حين كنا على الجانب الأول!
إن هذه المنطقة الخفية هي آفة إخفاق كثير من قراراتنا!
ويتعين علينا حين نتخذ قرارات مصيرية على مستوى التخصص التعليمي، والوظيفة، واستثمار المال، والزواج، والسكن، والصداقة، والإقامة والرحيل أن نتخذها بعد الاستشارة والتمحيص والأناة وتقليب الأمر على مرآة العقل، وبيانات المعلومات المتاحة والمتوفرة ومن بعد الاستعانة بالله واستخارته وسؤاله الخيرة المباركة وطلب التوفيق والإصابة منه.
السحاب الذي تجاوز (منطقة ظل المطر) ليس نادماً على هذا السفح الخلفي الذي خلفه مجدبا تحته، ذلك لأنه في طريقه الى آفاق آخرى أكثر حظاً وسيجود عليها بإذن الله بمطره العذب الهتون، لكن الإنسان وحده لا يملك إلا أن يندم على قرار متعجل لم يضبط توقيت إطلاقه,.
عبدالكريم بن صالح الطويان

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved