| مقـالات
قدر الله تعالى لكاتب هذه الأسطر زيارة عدد غير قليل من بلاد العالم في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا وأفريقيا، دول متقدمة في الحضارة المادية، ودول أخرى متأخرة عنها، بما يزيد على أربع عشرة دولة بما فيها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وهولندا وبلجيكا، عدا الدول العربية والاسلامية.
وقد كنت حريصاً آنذاك على معرفة الجوانب الاجتماعية والأمنية للأفراد والأسر، أكثر من حرصي على معرفة الجوانب الاقتصادية والسياسية والثقافية التي عادة ما يغطيها الاعلام وتخدمها الدعاية الحكومية لتلك الدول.
وقد سمعت وعرفت من خلال مقابلات وجلسات بعض أهل تلك البلاد، ومع بعض الأخوة العرب والسعوديين المقيمين هناك للدراسة والعمل، عرفت أن الواقع الاجتماعي لكثير من الأسر متفكك أو في طريقه الى ذلك, وان الشتات والعقوق والإهمال للنساء والأطفال وكبار السن هو الغالب على واقع تلك المجتمعات.
وان من المألوف جداً إيداع الآباء والأمهات اذا كبروا في الملاجىء، ومن المعتاد مناظر الاطفال الذين يعملون ليكسبوا قوتهم, وان الفتى والفتاة مطالبان بالعمل للانفاق على نفسيهما بعد سن الثامنة عشرة في اي عمل كان.
هذا بعض ما عرفته عن الجانب الاجتماعي, ومدى ضياع او تضييع حقوق الانسان كفردٍ في تلك المجتمعات.
اما عن الجانب الأمني فهناك أحوال عندهم تروع القلوب وتشيب منها رؤوس الولدان، فمن عصابات القتل الى مجموعات تهريب المخدرات إلى أوكار الجريمة المنظمة التي تفوق قدرات القائمين عليها قدرات المؤسسات الأمنية الرسمية، الى تسلط عصابات المافيا، وتجار الرقيق الأبيض، وتجارة الأطفال، وأشلاء بني الانسان،
وزوار آخر الليل، والضياع في دهاليز المحاكم والقوانين الوضعية وحيل المحامين وثغرات الأنظمة والقوانين البشرية, (ويطول بنا المقام للسرد أو ضرب الأمثلة).
وكنت وقتها وأنا في تلك الأسفار اقارن هذه الأحوال عندهم بأحوال الانسان عندنا في المملكة العربية السعودية (حماها الله) فلا أجد مجالاً للمقارنة، فأحمد الله تعالى على ما نحن فيه من أمن واطمئنان ورغد عيش وتآلف وترابط وإحسان وعافية من الجريمة المنظمة أو عصابات مراكز القوى او سواها من مصائب تلك الديار, نعم أحمد الله تعالى وأستشعر عظمة النعم التي نرفل فيها، ويفتقر الآخرون الى أبسطها.
وقد عادت بي الذاكرة هذه الأيام لتلك المشاهدات والمقارنات عندما سمعت وقرأت نباح الأدعياء وهجومهم السافر على بلادي عبر وسائل الإعلام ومن خلال منظمات الظلم الدولية التي تتستر وراءها الصهيونية العالمية زاعمين أن بلاد الحرمين تقصر في جانب حقوق الإنسان!!
وتمنيت لو أتيحت لي الفرصة عندما كنت هناك لاسجل تلك الحقائق عن واقع الإنسان المظلم عند اولئك القوم، وما يعانيه الإنسان وهو طفل، وشاب، وعندما يشيب من الامتهان والإهمال والضياع، ونصور للعالم أحوال الناس التي تبحث عن قوتها في مقالب النفايات في بلاد تهتم بالكلاب والقردة والخنازير, والله المستعان.
|
|
|
|
|