أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 27th April,2000العدد:10073الطبعة الأولىالخميس 22 ,محرم 1421

مقـالات

نوافذ
ترويج
هاتفتني قبل فترة وجيزة طالبة دراسات عليا، في قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود تطلب مجموعاتي القصصية، لتخبرني أنها غير موجودة في الأسواق، ولم تستطع الحصول عليها عبر أي طريق آخر!! وقبل أن يباغتني الفرح والزهو بأنها نفدت من الأسواق في طبعتها الأولى، احسست ان الأمر له صياغة اخرى، فانا اتعامل مع الأمر وفق مثالية معينة ترى ان مهمة الكاتب وعلاقته مع الكتاب تنتهي حالما يسلمه للناشر ليتولى الآخر بدوره المهام التسويقية والدعائية، اضافة الى اخطار الكاتب حال نفاد طبعته للقيام بطبعات أخرى.
عندها ما على الكاتب سوى أن ينتظر آراء النقاد والقراء على المستوى الأدبي والفني فقط، ولكن يبدو أن التخلف لا ينحصر في مجال أوحد بل هو ينسحب على الكثير من المجالات وصولا الى صناعة الكتاب!! ولم اكن احلم بالتقدير المادي قدر حرصي على أن تصل كتبي الى اكبر قطاع ممكن من قراء هذا المكان وهذه الصحراء التي صنعت كتبي واشتبكت مع نسيجها، ومنحتني التجارب والصور ولغة الرمل السرية، وهي التي اكتب لقرائها في المقام الأول دون العالمين!!
ولكن مجموعتي الأولى (والضلع حين استوى) والتي صدرت في الرياض عن دار الأرض، لمحتها لفترة وجيزة فوق ارفف بعض المكتبات الكبرى ومن ثم اختفت!! اما صاحب دار النشر الذي من الممكن أن اتابعه في هذا المجال فقد هاجر الى (لبنان) ليمنح حكايتي مع كتابي الأول نهاية درامتيكية لم تكن في الحسبان، والآن لا ادري ما هو السبيل الذي اسلكه لاخراج طبعة ثانية!!
اما كتاباي الآخران فليس بافضل مصيرا من سابقهما، فقد طبعتهما في لبنان الأول عن دار الجديد (مجلس الرجال الكبير) والثاني (اين يذهب هذا الضوء؟) صدر عن دار الآداب لصاحبها الأديب سهيل أدريس، ولم افز سوى بنسخ قليلة نفدت بعد أن وزعتها على بعض النقاد والأصدقاء ولا أعلم الكثير عن مصيرها سوى ما اقرؤه من قراءات نقدية لهما في الصحف بين الفينة والآخرى، وللمفارقة المؤلمة احدى الزميلات العزيزات قالت لي: لم احرص على كتبك ولم ابحث عنها، الا بعد ان قرأت ما كتبته غادة السمان في زاويتها في مجلة الحوادث، من اشادة ومديح بها!! انه بؤس حقيقي عندما نقارن بين صناعة الكتاب لدينا وضياع حقوق الكاتب على مختلف الاصعدة، مع ما هي عليه في الدول المتحضرة والتي تنتهي علاقة الكاتب مع الكتاب في تلك اللحظة التي يخط فيها كلمة النهاية، ومن ثم تحفظ له دار النشر حقوقه الأدبية والمعنوية وفق قانون خاص ينظم كل شيء.
ولم يمض على كون الرياض عاصمة للثقافة سوى أربعة أشهر فقط لذا احلم بثمانية اشهر متبقية تنتقل فيها الكتب المهاجرة من شتات منافيها الى قلب العاصمة، عاصمة الثقافة!!
أميمة الخميس

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved