عزيزتي الجزيرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
,, وتمضي قوافل الفصل الدراسي الثاني تستحث الخطا وهي ترنو لمحطة الوصول,, وهاهي سفنه تقترب من الشاطىء وقد تهيأت الجموع للاستقبال على الضفاف,,وتحت مظلة التحفّز والترقّب,, وقد اوشك هذا الفصل على إقفال أبوابه,,واستكمال المناهج,, فماذا عسانا أن نقول للمعلمين الكرام والمعلمات الفاضلات سوى أن يتحقّقوا من أنّ طلابهم وطالباتهم قد استوعبوا فنون المعرفة المدرسية وفهموا معطيات المواد الدراسية وألموا بأبعادها,, وأدركوا فقراتها,, عفواً زملاء الميدان:
لقد كان الفصل الدراسي الثاني رحلة طويلة تخللتها اجازة وبإمكانكم في هذه الايام استحضار فواصل الدروس واسترجاع مضامينها وتلمّس معالمها عبر إعادة عامرة بالنقاش المثمر مع طلابكم وطالباتكم لترجع تلك المعلومات نابضة في عقولهم المشفوفة بجديد الحضارة,, ارسموا لهم الطرق الملائمة للمراجعة,, عبّئوا حقائبهم بحلوى الإرادة والإصرار, وازرعوا نفوسهم بمشاعر الحماس والتوهّج,, لتغدو أوراقهم عابقة بنكهة المثابرة, وأوقاتهم عامرة بالمذاكرة,, ولتستحيل كلماتكم المباركة إلى حافز جميل يثير في أعماقهم الإحساس بقيمة البذل والشعور بالمسئولية, نعم معشر المعلمين والمعلمات:
أبناؤكم وبناتكم تحت سقف الطلب في هذا الوقت بحاجة إلى نظرتكم الحانية ونصحكم الكريم,, انصتوا إلى تساؤلاتهم,, أمعنوا في رصد همومهم,, وامنحوهم أغصان الثقة والقدرة على المواجهة,, لوّنوا عقولهم بريشة الصبر وبمداد العزيمة,, واطمئنوا فلن تذبل أزهار العلم أو تذوب بذور المعرفة التي زرعتموها في نفوسهم المتوثّبة,, إن جهودكم الاصيلة خير وسيلة لتخليصهم من قيود الدروس الخصوصية التي أصبحت مع قرب الامتحان هاجساً ملحاً يسيطر على أذهانهم ويملؤها بأسئلة البحث والتحرّي,, ولم يبق إلا صوت المعلم والمعلمة وكل منهما قادم ومعه ألف شمعة تضاء,, قادم وعلى كفّه ألف دائرة عطاء,,لقد كان العام الدراسي قصة جميلة وحكاية طويلة مليئة بفصول الكفاح,, وخرائط العلم,, ومواقف العطاء,, كان هناك: قناديل تربية,,شموع معرفة,,قنوات بناء,, وملامح ثقافة,, كان هناك, قيم تزهو,, ونفوس تسمو,, وعقول تضاء بأنوار العلم ولم يبق إلا أن يأتي الحصاد موسماً مسكوناً بنداء البهجة,, شجر مثقل بالثمر,, شيئان كمبتدأ وخبر,, عفواً آل التدريس : أيها القائمون بالتربية وأنتم تترقبون انتهاء ايام العام الدراسي وتتهيّؤون لعقد الامتحانات تذكروا أن الآباء والأمهات ينتظرون تتويجاً مشرّفاً ونتائج مفرحة لأبنائهم وبناتهم تنسجم مع مابذلوه من مجهود,, امنحوهم بطاقات نجاح ووثائق كفاح ,, ولم يزل المجتمع ينتظر منكم إعداد جيل نافع يمارس دوراً ريادياً فاعلاً في مسيرة التنمية,, يقف بشموخ فوق أرض الواقع ,,, يرسم منجزاً حضارياً مشرقاً ويرفع هوية المشاركة المؤثرة في خدمة دينه الحنيف وبناء حضارة وطنه الغالي,.
محمد بن عبدالعزيز الموسى ث, الشقة بريدة
|