| عزيزتـي الجزيرة
تحرص الدولة على رعاية المعاقين اجتماعيا وتهتم دائما بتأهيلهم التأهيل الجيد حتى يستطيعوا تأدية أدوارهم الاجتماعية في ضوء ما لديهم من قدرات.
اذ أن المعاق ماهو الا جزء من المجتمع الذي نعيش فيه له حقوق وواجبات كأي فرد سليم ومعافى بالمجتمع.
وما الرعاية الاجتماعية من قبل المجتمع لهؤلاء المعاقين الا بمثابة دعامة أساسية في بناء المجتمع كما انها واجب انساني يتمثل في حرص الانسان على مساعدة أخيه الانسان.
ولقد اختلفت النظرة الى المعاق عند بعض الناس فتجده ينظر الى المعاق بنظرة سلبية وهذا يخالف ما جاءت به الأديان السماوية التي اهتمت بحسن معاملة المعاقين معاملة خاصة,, وكان للدين الاسلامي بصفة خاصة دور واضح في تغيير تلك المعاملة.
في بلاد الغرب تشاهد الناس يعاملون المعاقين معاملة صادقة,, تشاهدهم ينظرون اليهم نظرة مليئة بالرحمة والعاطفة والرأفة,, تشاهدهم يتسابقون لخدمة المعاق,, تشاهدهم يقدمون كل ما يستطيعون تقديمه لتلك الفئة,, كل ذلك من أجل زرع البسمة على شفاههم,, من أجل أن يشعروهم بانهم جزء منهم وفيهم، كل ذلك من أجل أن يعوضوهم عما فقدوه وما قدره الله عز وجل عليهم.
الناس هناك تعرف معنى الانسانية الحقة.
الانسانية الحقة هي المشاعر عندما تتأثر وتتألم عند رؤية انسان لا يستطيع أن يأكل مثل الآخرين ويرى الناس يمشون ويركضون وهو غير قادر على ذلك.
هي العطف عندما ترى انساناً يجب ان تعطف عليه.
هي الرحمة عندما ترى انساناً عاجزاً لا يستطيع خدمة نفسه فتساعده.
هي الحنان عندما ترى انساناً معاقاً تدمع عيناك وتهتز مشاعر قلبك لرؤيته.
أليس المعاق يستحق منا كل ذلك؟ أليس المعاق يستحق العطف والحنان والرحمة؟ وأكثر من ذلك.
في بلاد الغرب الكاهل والطفل يمسكان بيد المعاق لمساعدته بل يتسابقان عليه ليحظى الأسبق بمساعدته.
حتى أصحاب المتاجر والمطاعم هناك يقدمون للمعاقين ما يحتاجونه بأبخس الأثمان وأزهدها بل البعض يقدمون ذلك بالمجان.
أليست بلادنا الاسلامية والعربية أحق من بلاد الغرب في تلك الانسانية؟
أليس ديننا الحنيف يحثنا على تلك الانسانية؟ أليست الرحمة والشفقة والعطف ركائز اسلامية يجب أن تكون متأصلة في حياتنا؟
المعاقون فئة من مجتمعنا تستحق ان نقدم لهم التسهيلات في جميع احتياجاتهم,, يجب ان نهيىء للمعاقين الوضع المناسب لهم في جميع المرافق والطرقات,, في المستشفيات,, في الدوائر الحكومية,, في الشركات,, وغيرها لتقدم لهم أفضل الوسائل بما يضمن سلامتهم وعدم تعرضهم للأخطار.
من الواجب علينا ان نهيىء لهم أفضل وأنسب الظروف الانسانية لتنشئتهم التنشئة السليمة الصالحة الملائمة.
يجب ان نساعدهم على الاستفادة من قدراتهم وامكانياتهم,, يجب ان نوفر لهم الفرص المناسبة للتعليم في مدارس خاصة في حدود قدراتهم ونوفر لهم فرص العمل المناسبة وكذلك فرص الترويح عنهم.
هذا قليل نفعله للمعاقين,, تلك الفئة التي تجاهلها اعلامنا في الوقت الذي يقوم الاعلام الغربي بتكثيف البرامج والندوات التي تخص المعاقين وابراز مشاركتهم ومواهبهم عبر الاعلام المرئي والمقروء.
كما أن للأسرة الدور الكبير في رعاية أطفالهم المعاقين ومساعدتهم على التكيف الاجتماعي مثل تعليم الطفل المعوق منذ الصغر على كيفية العناية بنفسه ومساعدته على الاستقلال الاجتماعي مثل الأكل وارتداء الملابس وتدريبه على عمليات النظافة بأنواعها معتمدا على نفسه.
وفي هذا الصدد,, الجميع يعرف الجهود التي تبذلها جمعية الأطفال المعاقين في بلادنا وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان آل سعود نحو تحقيق التكيف الاجتماعي للمعاقين وتأهيلهم والاستفادة من طاقاتهم واستغلال جميع قدراتهم الموجودة لديهم وذلك بوضع برامج خاصة لهم باستخدام الأساليب الحديثة المتطورة في تعليمهم واعداد الكوادر المتخصصة في تدريبهم وتأهيلهم وكذلك جهودهم في تذليل جميع الصعوبات التي تواجههم,, ولكن يجب التعاون معهم ومساندتهم ومساعدتهم بالدعم المادي والمعنوي حتى يمكننا بالفعل زرع الابتسامة في تلك الوجوه.
أتمنى من الجميع معرفة مدى المعاناة التي يعيشها المعاقون لأنني في الحقيقة أعرف جيداً مدى معاناتهم والسبب أنني أعيش مع طفلة معاقة.
خالد ناصر القحطاني الغرفة التجارية الصناعية بالأحساء
|
|
|
|
|