| شعر
هيَ آخرُ الرحلاتِ،
لا أفقٌ يُجاورُها
ولا زمنٌ يَحُد.
لا ضوءَ يومضُ في جوانبها،
ولا صوتٌ يَرُد.
تتزاحمُ الأحزانُ فوق شراعِها المطويِّ،
لا ريحٌ تبدِّدُها،
ولا جزرٌ ومَد.
أنا يا هنا أرتادُ موتي،
كلما أسلمتُ للصمتِ المؤبّدِ ذكرياتي.
وتركتُ ظِلِّي فوق شطآن النهاياتِ الكبيرةِ،
فانتظرني أيّها القبطانُ
عند مفارق الزمن المسوّر،
أسترد,.
ما ضاعَ منّي.
وانتظرني
كي أهيّئَ لحظةً للحزن،
منديلَ الوداع،
مدىً يليقُ بسِرّ رحلتِنا،
ودمعاً للرحيل.
واعيد ترتيبَ المواجع,.
أقتفي آثارَ أحلامي
ليكسرَني غروبُ الشمس،
ثم تعيدُني الأمواجُ سنبلة،
لتخبرنا حقيقتنا،
بأنّا ها هنا كالوَهم،ننسُجُ وَعدَنا،
ويموتُ وَعد.
لا شيءَ باستثناء حاجتنا إليكَ يقاومُ النسيانَ،
يمنعُنا عن الوجع المباح،
وعن مواعيدِ الصباح،
وغربةٍ تتجاوزُ الأحداقَ،
والآفاقَ،
والأشواقَ،
تحملنا إلى أمدٍ قصيٍّ،
تستوي في رحمِه، الأقوالُ،
والأفكارُ،
والصمتُ الجميل.
عَد أيّها القبطانُ
بضعَ دقائقٍ،
لأزفَّ خاتمتي إلى صدر المكان،
وأصطفي من جلسة الخلان.
خلاً,, أو دليل.
وألمّ عن وجهي ملامحَه،
وأنثرُها بذوراً،
يستعيدُ بها الربيعُ خصاله،
ويعودُ وجهُ الأرض مكتظاً بها.
لا شيءَ يرويها سوى قدرٍ,.
وبُد.
ثم انتظرني أيها القبطانُ بعضَ الوقتٍ,.
لا أنوي التخلّفَ عن مواعيدي،
ولكني سأحتاجُ البكاءَ،
لكي أفسِّرَ موقفي.
سأقولُ شيئاً لا تفسِّرُهُ حروفي,, أو لغاتي.
وأقولُ شيئاً غامضاً حدَّ الوضوح،
وواضحاً حدّ التجرُّدِ،
واليقين.
كتقاطع الأفراح،
والأتراح
في كفِّ الحياةِ.
ليكونَ مرثاتي.
وأهدي وردةً للغائبين.
|
|
|
|
|