| محليــات
*جدة احمد العلي
بدأت ظهر امس الاول اولى فعاليات معرض الصحافة وهو لقاء علمي عن الصحافة وتطورها في مراحلها التاريخية المتعددة وقد شارك فيها الزميل الاستاذ خالد المالك رئيس التحرير والدكتور مازن بليلة رئيس تحرير المدينة سابقا وسعادة الدكتور عبدالرحمن الحبيب عضو الهيئة التعليمية بقسم الاعلام بكلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز وادار اللقاء سعادة الدكتور غازي زين عوض الله عضو هيئة التدريس بالقسم واول سعودي يحضر درجة الدكتوراة في الصحافة.
وقد حضر الندوة كل من معالي مدير الجامعة أ,د, غازي بن عبيد مدني والذي كانت الندوة تحت رعايته ومعالي أ,د, محمد بن عبده يماني وزير الاعلام الاسبق وسعادة عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية ورئيس اللجنة المنظمة أ,د, اسماعيل بن خليل ورئيس قسم الاعلام بالجامعة د, سعد بن معيوف الثمالي وعدد من اعضاء هيئة التدريس وجمع غفير من الحضور واصحاب المهنة والمهتمين.
وقد بدأت الندوة بآي من الذكر الحكيم ثم كانت الكلمة للاستاذ خالد المالك الذي بدأ حديثه قائلا: منذ اكثر من عشرين عاما مضت دعيت الى هذه الجامعة وفي ندوة مماثلة وان اختلف الموضوع,, وبدأ الاستاذ خالد يسرد يعضا من الذكريات العالقة في الذهن عند زيارته الاولى للجامعة واخذ يصف الازدهار والتقدم الذي حصل للجامعة والتغيرات التي طرأت لبعض المرافق.
ثم قال: ان الصحافة في بلادنا متهمة بأنها مقصرة وبأنها لا تقوم بالدور المطلوب، تلك هي الحقيقة في جانب لكن قد نكون ظلمناها في بعض الجوانب الاخرى.
نعم ان من ينظر الى الصحافة العربية والخليجية تحديدا فيقارنة ثم ينظر لما عليها صحافتنا يصاب بخيبة امل كبيرة ذلك ان الكثافة السكانية للمملكة والمستوى التعليمي الكبير المتطور والامكانات المالية والاقتصادية التي نعرفها جميعا كانت كفيلة بأن تخرج رجال الصحافة التي نتمناها جميعا من حيث العطاء الصحفي الجيد الذي نسعى اليه لكننا ورغم هذا العمل الطويل من عام 1383ه وحتى الآن وهو أمر طويل نستطيع من خلاله ان نقدم الصحافة التي ننشدها والتي يدرسها الاخوة الاحباء قسم الاعلام والذي من المؤكد بعض حضور هذه الندوة من هذا القسم,, اتساءل؟! ويتساءلون معي من المؤكد عن الاسباب والظروف التي حالت لان تصل الصحافة السعودية الى المستوى الذي نتمناه.
اتصور ان الصحافة منذ صدرت ام القرى في العهد السعودي والى ان مرت الصحافة بالجهد الكبير والعطاء المتميز الذي قدمه الرواد خلال صحافتنا الماضية ثم المؤسسات الصحفية والتي تقوم على نظام صدر منذ 1383 دون ان يكون اي تغيير او تطوير هذه مشكلة والمشكلة الاكبر اذا صدر النظام الصحفي (نظام المؤسسات الصحفية) دون ان يلبي الاحتياج الفعلي لتطوير الصحف ومساندتها للوصول الى الصحافة التي نتمناها وفي عهد المؤسسات الصحافية ربما تعاني من مشاكل في الهندسة الادارية وربما ان العنصر البشري وعدم توفره عامل آخر في عدم وصولنا الى النقطة التي ينبغي ان نصل اليها قبل سنوات وربما الظروف المادية لبعض المؤسسات وربما الهامش المعطى للصحافة للحركة والحديث والعمل والذي يمكن ان يساعد الدولة والمسؤولين من اداء الواجب وعلى القيام على العمل الصحيح في خدمة هذا الوطن.
تلكم هي كلمة المالك التي ارتجلها بهذه المناسبة ثم انتقل المايكرفون الى سعادة الدكتور مازن بن عبدالرزاق بليلة رئيس تحرير المدينة (سابقا).
حيث قال العمل الصحفي مثله مثل السياسة هو فن الممكن أما المثاليون المغرقون في مثاليتهم فسوف ينتهي الامر بهم الى ان يدقوا رؤوسهم في الحائط للحياة الواقعية والصحفيون المتمرسون يعلمون انه من الافضل احيانا ان يرضى ولو بنصف رغيف.
النصيحة التي يمكن ان توجه للصحفي العربي هي ان يتذرع بالصبر، وان يفهم انه يمتهن مهنة من اشق المهن، وانها تقابل بنظم وضوابط بيروقراطية متعددة ومن جانب آخر رغبة رأس المال الخاص في تحقيق اكبر عائد ربح ممكن بل ان الصحفي قد يقابل بعدم التقدير من جانب اولئك الذين يكتب عنهم ومن المفارقات ايضا ان المجتمع الحديث لا يكافئ الصحفي وربما كان الحكواتي في العصور القديمة يتمتع بمنزلة افضل مما عليه الحال الآن.
وحول دور الصحفي في العالم العربي قال بليلة كلما تعلم الصحفي العربي مهنته بطريقة افضل كلما كان بمقدوره جذب قرائه بطريقة افضل وسيكون دوره كالتالي: قيادة عملية توعية لتغيير وجهات نظر المجتمع والمساهمة في نقل المعلومات للاشخاص متخذي القرار التي تؤثر في المجتمع,ثم استعرض مشكلات العمل الصحفي في العالم العربي مؤكدا ان الافتقار الى تدريب اكثر واقعية في المعاهد قبل الاتجاه الى العمل، وفي التعليم الجامعي غالبا ما يكون البرنامج الاكاديمي قائما على التنظير ومناقشة القضايا الفلسفية البعيدة عن الواقع العملي، بالاضافة الى ندرة التدريب على رأس العمل في المؤسسات الصحفية ووجود برامج تدريبية في سياستها الداخلية فضلا عن تخصيص شيء من ميزانيتها السنوية للتدريب مشيرا الى انه فيما عدا المناصب القيادية العليا والمحدودة في المؤسسات الصحفية فإن الغالبية العظمى من الصحفيين يشتكون من قلة الدخل الذي لا يكفي لاعالة اسرهم لذلك يلجأ كثير من المحررين الى امتهان الصحافة بنظام عدم التفرغ ويكون الثمن هو الانهاك والتعب واعطاء المهنة فضول الوقت وبالتالي يتصاعد الدوران الوظيفي وعدم الاستقرار، مؤكدا انه اذا لم يثق القارئ في صدق الصحيفة او اتزانها فلن يثق في الصحفي الذي يعمل فيها، وعندما يستغل بعض المنتقدين سلطة الصحافة لبناء مجدهم الشخصي فإن الصحفي سيواجه صعوبات في اثبات مصداقيته او تقل القراء لرأيه.
ثم تطرق الى موضوع صعوبة التبسيط قائلا: يظل القارئ العربي والمثقف العربي عملة نادرة مما يجعل ما يكتبه الصحفي يحتاج الى التبسيط المفرط حتى يمكن للناس فهمه والتفاعل معه هذا اذا تمكن من جذب انتباه القارئ او على الاقل دفعه للتعمق اكثر في مضمون ما يكتبه.
ثم اختتمت الندوة للدكتور عبدالرحمن الحبيب الذي استعرض بعض التقنيات الجديدة المستخدمة في المؤسسات الصحفية واهميتها بالنسبة للخبر من حيث جلب الخبر والمعلومات بأسرع وقت ممكن، وذكر اهمية الحاسب الآلي وتخزينه للمعلومات الكبيرة.
ثم استعرض د, غازي عوض الله اسئلة الجمهور والحاضرين والتي تدور حول موضوع الصحافة وقد كانت بعض المداخلات من بعض اعضاء هيئة التدريس مثل الدكتور عبدالله العطاني والدكتور امين ساعاتي,الجدير بالذكر ان معالي وزير الإعلام أ,د/ فؤاد الفارسي سيقوم اليوم بإفتتاح معرض الصحافة السعودي والذي يقام بهذه المناسبة.
|
|
|
|
|