| محليــات
كثيراً ما نلوم أنفسنا على تقصيرنا في متابعة نمو أطفالنا كما يجب، ونتخوف من تيار المستجدات التي لم نألفها في طفولتنا وليس لدينا فعل ماض من آبائنا يوجه كيف نتعامل معها في حالة اطفالنا,, مستجدات مثل الإنترنت والفضائيات لا يعرف غالبيتنا كيفية التعامل معها، عدا السيطرة على ما تحمله من مؤثرات لا نتوقع منها سلبياتها.
كلنا يدرك أن أطفالنا يحتاجون إلى رعاية,, وأغلبنا لا يستطيعون تأمين الرعاية الفعالة في أجواء اليوم، هذا عدا أولئك المنشغلين بأولويات تخصهم معتمدين على رعاية الغير لأطفالهم.
أطفالنا ينمون برعايتنا وبدون رعايتنا ولكن الفرق هو في النتائج, وربما أهم ناحية يتضح فيها هذا الفرق في النتائج هي في تنمية الجوانب الروحية والأخلاقية فيهم.
بعض الآباء والأمهات ينسون أو يجهلون أن نوعية العلاقة بينهم وبين أطفالهم هي ما يقرر في النهاية مدى تقبل الطفل لما يحاولون أن يعلموه من تعليمات والتزامه بها بصورة متجذرة في بنائه النفسي، وهذا يشمل ضمن ما يشمل من جوانب بناء الشخصية جانب التربية الدينية,
إذا كان الطفل لا يشعر بانتماء مشبع واستقرار عاطفي مع والديه فهو قد يرفض كل ما يأتي منهما من تعليمات اجتماعية ودينية.
والضغط على الطفل عن طريق فرض الرأي وليّ الذراع، وليس الحوار المقنع والقدوة الحسنة قد يأتي بعكس النتيجة، فينفر الطفل والمراهق نفسياً مما نحاول اقناعه به من التصرفات، ويرفضه فعلياً ان قدر,, إن لم يكن أمامنا فمن ورائنا.
الغالب ان الطفل يقتدي بأبويه وينشأ على ما يراهما يمارسانه من تصرف فعلي وليس ما ينصحانه به نظرياً,, وإذا تناقض النصح والفعل، ارتبك الطفل وتحير,, اما اذا رآهما ملتزمين في تصرفاتهما وأحس بهما عطوفين عليه في تعاملهما معه، فإنه لابد أن ينشأ متعلقاً بالسراط المستقيم الذي يوضحانه، وبالمثل اذا ارتكبا الموبقات تقبل ذلك كفعل مقبول منه مستقبلاً.
وقد يعترض البعض بأن الطفل يتأثر ايضاً بتصرفات ومرئيات أقرانه، فيخالف ما يحاول أبواه ان يعلماه أو يطلبان منه الإلتزام به من خلقيات,, هذا صحيح، فللأقران تأثير ملحوظ في فترة المراهقة بالذات، مما قد يتطلب دقة المراقبة ومتابعة تصرفات أولادنا، ولكن هذه نظرة لا تفصل كل ما يجري، فبالاضافة إلى ضرورة القدوة الحسنة، وشد اللجام لكي لا ينفلت الأبناء دون توجيه يحميهم من ضعفهم أمام المغريات الكثيرة، هناك أيضاً ضرورة التوازن في كيفية توجيه ومتابعة الأطفال بحيث لا ينقلب الأمر إلى ضده، فالزيادة في الحزم والملاحقة والتقييد، لا تقل خطراً عن النقصان والتفريط في المتابعة والنصيحة والتوجيه, وقد يرى بعضنا مسؤولية تربية أبنائه تتطلب التشديد الى حد العقاب البدني والنفسي، وبذا قد يغربهم عنه وعن كل ما يحاول أن يألفوه ويتعودوا عليه كأسلوب صالح للحياة، هنا لابد ان أضيف أن المثل الشعبي القديم صادق أيضاً كثر الدق يفك اللحام .
علموا أولادكم بالقدوة الحسنة والاقناع,, لا بالإهمال ثم العقاب.
|
|
|
|
|