| الفنيــة
* حوار عبدالرحمن الدخيل:
رسم لنفسه بعصاميته وموهبته مكانا بين الكبار، تهادى به العشق الجارف للتمثيل نحو مسرح جامعة الملك سعود بداية ظهوره ثم بزغ اسمه كواحد من قمم هذا الوطن المعطاء في مجال الدراما, ذاع صيته كنجم كوميدي برغم اسهاماته في التراجيديا, التقيناه فوجدناه كنزاً معرفياً لا ينضب، مهموماً بقضايا الدراما بشكل مدهش، حاورناه فلم يبخل علينا بالكثير المثير.
* راشد الشمراني اسم من الأسماء التي شكلت الدراما السعودية كيف كانت البداية؟
في الحقيقة هي عدة بدايات بداية التعامل مع عالم التمثيل بشكله البسيط من خلال المدرسة الابتدائية مدرسة الوليد بن عبدالملك في الخرج وانقطعت إلى الكفاءة في مدرسة الابناء في تبوك وانقطعت إلى المرحلة الجامعية في جامعة الملك سعود من خلال كلية التربية وهذه البداية الحقيقية حيث شاركت في مسرح الجامعة الذي اعتبره بمثابة معهد للفنون المسرحية خرج ومازال اغلب الفاعلين في الحركة المسرحية بالمملكة.
بعد ذلك تعرفنا على جمعية الثقافة والفنون في اول عمل مسرحي لي من خلال الجمعية مسرحية (الكرماني) للمخرج سمعان العاني المخرج الجريء المغامر الذي لا يهمه اسم الممثل بقدر ما يهمه موهبة الممثل لذلك زج باسماء انا من ضمنها في أخذ بطولات مطلقة على مسرح الجمعية أنا أسجل تقديري لجرأة هذا الاستاذ وأعتبره من الناس الذين شكلوا لي محطة من المحطات المهمة في حياتي الفنية.
* رغم عدم التخصص في مجال التمثيل أكاديميا إلا أنكم تخطيتم مرحلة التجربة نحو منافسة الاكاديميين العرب عبر جسر الموهبة كيف تجاوزتم هذا المنعطف؟
أنا أعتبرها مشكلة لأنه ليس لدينا أكاديمية او منهجية للفن ونحن بالموهبة تخطينا هذه المرحلة لكن لها سلبياتها وايجابياتها فهي ايجابية من ناحية خلق حالة من الدراما في المملكة رغم عدم وجود منهجية حقيقية للدراما سواء للمسرح أو للتلفزيون اما السلبية ان التجارب حتى الآن لم تكوّن حركة مسرحية حقيقية نحن لدينا مسرحيون وممثلون جيدون ولكن بالمقابل تجد نقيضاً طريفاً انه ليس هناك دور عرض للمسرح بس هناك تفعيل حقيقي للمسرح هناك انشطة واجتهادات شخصية لكن ينقصنا التخطيط العلمي المدروس لخلق حركة مسرحية منافسة حقيقية تعتمد على تجربة تراكمية وتكون ممنهجة تنتج كوادر فنية حقيقية في مسألة الديكور والاخراج والاضاءة وعلى مستوى التلفزيون السينارست وغيره.
* يجب الاعتراف بأننا نحاول جاهدين اللحاق بركب المنافسة العربية فهل هناك معوقات قد تعترض هذا الركض وكيف يراها راشد الشمراني؟
المنافسة الحقيقية أراها بانشاء معهد للفنون أو أكاديمية تدرس السيناريو والاخراج والاضاءة وغيرها من تفاصيل العمل الانتاجي لان الفن الآن ليس ترفاً والدراما هي الوجه الحقيقي للانسان في اي بقعة من الدنيا إذا أردت ان تعرف المستوى الاجتماعي والفكري والثقافي لاي منطقة من العالم شاهد الدراما المعروضة في هذه المنطقة وتعطيك حتى إذا لم يقصد ان تقدم هذه الاشياء كلها من خلال العمل المطروح إلا ان التفاصيل الصغيرة تنبئ عن مدى الوعي الاجتماعي والثقافي والفكري للمجتمع إذن بالتالي المسألة ليست ثرفاً هي بحاجة لتخطيط علمي مدروس اقولها وأكررها مسألة الاجتهاد التي مازالت حتى الآن موجودة لن تخلق حركة فنية في هذا البلد سيوجد مجموعة من المتحمسين إلا ان يفرغ وقودهم ثم ينسحبون ثم يأتي اناس يبدؤون من الصفر وهكذا ندور في حلقة مفرغة الا ان يفقد الامل في وجود حركة درامية يتفاعل معها الناس ويحسون انها جزء منهم وأخشى ان اكون متشائماً عندما أقول ان مصير الدراما بكل اشكالها الحقيقية الخالية من التهريج والتسطيح والتزييف التي تساهم في اعطاء الناس البهجة والوعي متلازمين.
* راشد الشمراني عرف من خلال الكوميديا ثم قدم اعمالاً اكثر جدية عبر المسلسلات التاريخية وغيرها من الاجتماعية كيف ترى (قولبة) الممثل في مجال واحد وكيف يمكن للممثل ان يكون شاملا؟
أنا أعتقد ان الرأي السائد عند الفنانين وهو رفض القولبة في مجال معين وبقول انه يؤدي كل الادوار ولكن بالرغم من ذلك تجد موهبتك ولمعانك اكثر في مجال وهذا شيء رباني صحيح ان الفنان لا يحبذ كثيرا ان يصنف تصنيفاً لكن لمعه في مجال اكثر من مجال هذا شيء وارد والكل يريد ان يكون ممثلاً شاملاً لكن الموهبة هي التي تكون كلمته الأخيرة.
* يقال ان قبولك للمشاركة في مسلسل طاش ماطاش في دور متواضع مثل دور الصقار في حلقة (الضبان) جاء من باب المجاملة وقيل انه بحث عن التواجد وقيل انه فلاش خدم الحلقة وكان له ثقله بماذا تعلق على تلك الاقاويل؟
أنا أحترم كل الاراء المطروحة طالما رضيت ان أعرض امام الناس ليس كرما مني لكن مضطر لتقبل جميع الاراء لأني اعرض للناس انا ليس لدي تعليق انا قدمت ما لدي في الحلقة كيف استقبله الناس هذا يهمني واحترم رأي المشاهد ايا كان لكن التعليق على الاراء والتبرير لست معنياً بها.
* بروز بعض الاعمال الفنية اعتمد على جهود منتجيها ولهذا فراشد الشمراني لا يمتلك مثل هذه الفرص ولذلك فإنتاجه قليل وفرصه اقل أم هناك عاصفة انتاجية يسبقها هدوء؟
بالنسبة للشق الاول من السؤال فبالتأكيد كمنتج وفنان فسيبحث عن الافضل بالنسبة له وهذا من حقه أما الشق الثاني من السؤال اعتقد فيه جزء كبير من الحقيقة ما لم يحبسني حابس.
* ماذا عن مشاركتك في فيلم (سنين الرحمة) والذي يعد له اعداد تقنيا عالميا مما يعني الفرصة للانطلاق نحو آفاق جديدة كيف ترى هذه الخطوة وماذا بعد نجاحك فيها هل ستكون منطلقا عربيا وعالميا لمستقبل فنك؟
أنا فرح جداً بهذه التجربة كأول عمل سينمائي سعودي وفرحي الاشد بصالح الفوزان لأني التقيت به قبل خمس سنوات فبداية تكون الفكرة للعمل السينمائي فوجدت فيه حماساً شديداً ولكن التقيت مؤخراً بصالح وكان فرحاً جداً بوجود نموذج شاب واع فنيا فهو خلال السنوات الاربع الماضية منهج حماسه الشديد حيث درس واطلع وعمل مساعد مخرج في عمل تونسي دخل مهرجانات ولو لم يأت من هذا العمل إلا وجود صالح الفوزان بكل حماسه ومنهجيته الآن هذا يكفي.
* لماذا اخترت الدور الذي عدد مشاهده قليلة وهل ذلك تحد للشخصية حيث انها بدون كلام؟
هذه هي السينما عندما تشاهد فيلماً سينمائياً بكل هيبة الشاشة السينمائية انا نظرت للدور من هذه الزاوية قد تكون مدة الدور الثواني على شاشة السينما مؤثرة اهم من دور رئيسي يستمر مدة ساعة او ساعة ونصف الساعة وهي ليست قضية تحد للشخصية هي قضية حب فمن حبي للشخصية (جدعان) الرجل المجنون في السيناريو يوجد هناك اجزاء في الشخصية لم يكشفها السيناريو فسأتقمصه لأبين الجوانب التي لم يظهرها الكاتب.
* ماذا يعني اقبال المشاهد السعودي على الدراما العربية من سوريا او من مصر بينما يغض الطرف عن المنتج المحلي؟
أنا أختلف معك في هذا السؤال لان المشاهدين ينتظرون (طاش ما طاش) لدرجة انه اصبح طبقاً رئيسياً في مائدة رمضان لكل المشاهدين في الخليج واقرب مثال انني عندما ذهبت مع ناصر القصبي وعبدالله السدحان في مهرجان السينما في البحرين استقبلوا بحفاوة كبيرة من الزملاء الممثلين والصحفيين الخليجيين لكن تتفوق الاعمال العربية لانها تعرض بكثافة وانتاجهم مكثف على مدار السنة لذلك تتفوق علينا لكن إذا كان هناك عمل مميز (كطاش ما طاش) بالتحديد اعتقد ان جماهيريته لا تقل عن الاعمال العربية.
* لماذا لا تتم تجربة القطاع الخاص لاقامة مسرح عام اولا يمكن ان يطلق عليه المسرح التجاري؟
ياليت ان اضم صوتي لصوتك لأن الأمل القادم للقطاع التلفزيوني والمسرحي هو القطاع الخاص وقناعته بأهمية الانتاج التلفزيوني والمسرحي فنيا واقتصاديا وأتمنى لو يوجد في القطاع الخاص من يتبنى بناء قاعة عرض مسرحية وعروض مسرحية على مدار العام وهي لها مردود لان هناك تعطشاً من الجمهور بالنسبة للمسرح.
* أنت إحدى ثمار المسرح الجامعي الذي لازال يقدم الكثير من الاسماء إلا انها تختفي بعد فترة او انها تبقى في حدود (مسرحها) اين انتم منها وأين أصحاب مؤسسات الانتاج من هذه الكنوز؟
أولا دعنا نتكلم عن شعبة المسرح التي في قسم الاعلام في كلية الآداب وهي وجدت وفرحنا بها وخرجت اسماء جيدة في عالم المسرح مثل نايف خلف وللاسف علمت من الاستاذ محمد العثيم انها اقفلت لازال المسرح الجامعي يغذي الحركة حتى الآن والموضوع في يد شركات الانتاج لانها هي التي تستطيع ان تتبنى وهي في حاجة لصف أول وثان وثالث الخ ورواد ومخضرمين,, الحركة الفنية هي العينة الممثلة الحقيقية للمجتمع والتي يجب ان يكتمل افرادها من أب وأخ وأخت وأم.
* أيهما الأبرز حاليا أو الأنضج في مسيرة الفن المحلي حاليا النص أم الممثل؟
أنا أعتقد ان الممثل هو الأبرز وهو الذي رفع العمل المحلي من بدايته الفنية حتى الآن لكون الحركة من البداية فطرية غير ممنهجة وغير أكاديمية فموهبة الممثل هي الابرز والنادر لا حكم له.
* كيف ترى انجازاتكم بمقياس انجازات من سبقوكم؟
نحن تتمة لمن سبقونا ولا نستطيع الانفصال او التعالي وأنا أذكر بمقولة الشاعر (اليوت) يقول: أنا أبعد نظر من شكسبير ولما سألوه لماذا قال: لانني اقف على كتفيه, فكل من سبقنا نحن نستفيد منه وهو الذي رفعنا درجة او درجتين او ثلاثاً وهم اساتذتنا ومازال بعضهم يعمل إلى الآن ولو لم يأتنا منهم إلا صمودهم واصرارهم إلى الآن وبعضهم دخل مرحلة الجد لكي يعطي بصيص امل للذين كادوا أو فقدوا الامل في وجود حركة فنية حقيقية.
* أنت على صلة وثيقة (بطاش ما طاش) متابع ومشارك وناصح امين قل لنا بصدق ما تقييمك لهذا العمل ما الذي تميز به وما الذي ينقصه؟
(طاش ما طاش) ملأ الدنيا وشغل الناس حتى الذين يهاجمونه لانهم ينتظرونه ولان امالهم كبيرة وتوقعاتهم عالية من (طاش) فلذلك إذا لم يعجبهم في نفس اللحظة فهي تهاجم بشراسة اشد كونها انتظرته اشهر طويلة وبشوق وكل اسباب النجاح مأخوذة في الاعتبار من عبدالله وناصر من منهجية في تناول العمل على مستوى الانتاج والكتابة والتمثيل لكن انا أتفق مع الذين انتقدوا الكتابة لان عبدالله وناصر يضطران اضطراراً لكتابة اغلب الحلقات هذا يمكن ان يوقعهم في التشابه والتكرار وأنا واثق انهما يبحثان عن كاتب ينقذهما من هذا المزلق لكن يبقى (طاش ما طاش) الظاهرة الابرز في حركتنا الدرامية التلفزيونية.
* في أي الادوار يجد الفنان راشد الشمراني نفسه وأي الادوار السابقة تعتز بها وأيها تتمنى اعادته أو شطبه من سيرتك الفنية؟
أنا لا اتمنى اعادة أو شطب اي عمل عملته لانه جزء من رصيدي وانا اعتز به لان قناعتي كانت فيه في تلك اللحظة قناعة كاملة قد اكتشف انه غير جيد في مستقبل الايام لكن هذا لا يجعلني أحاول تهميشه او رفضه لاني كما قلت لك هذا جزء من الرصيد الذي كونني قد تكون تلك النقطة السلبية سبباً في تكويني تكويناً جيداً في المستقبل فلذلك انا احترمها.
* يقول ناصر القصبي إن كل ما كتب من قصص محلية لا تصلح للانتاج الفني هل أنت مع هذا الرأي؟
لا أتوقع ان ناصر يتكلم عن وجود الدراما الحقيقية في النص القصصي وأنا ضد مسألة التعميم لان هناك قصصاً مهمة جدا تحمل بذوراً درامية حقيقية وتحتاج إلى جهد بسيط جدا من السينارست لتحويله إلى عمل تلفزيوني متميز فعندنا محمد علوان وعبدالعزيز المشري وعبدالله باخشوين وعبده خال وحسن النعمي وعبدالله بخيت وسعد الدوسري أسماء مهمة جدا وتكتب من نسيج المجتمع لكن اتوقع ناصر لديه تصور معين للعمل التلفزيوني المقدم أما بشكل عام فلا.
* بعيد هو الفن التشكيلي، وبعيد هو الشعر وبعيدة هي الرؤى الفلسفية في كل ما انتج من اعمال فنية على الرغم من وجود الديكور أو بعض الاستشهادات الشعرية او بعض المأثورات من الحكم ما سبب هذا الغياب,, ممثلون غير مثقفين أم ماذا؟
أي حركة فنية تعتمد على الارتجال لا تتوقع منها تأثيراً واعياً ومؤثراً في مجتمعها وهذا طبيعي في التمثيل الآن كما هو حاصل جميعه مفهومه انه كوميدي فقط ستجد مسألة من يريد التمثيل سهلة جدا يكفي انك تفكر في الليل ان تكون ممثلاً والصباح تكون ممثلاً استسهال العملية من حيث الوجاهة والاضواء والشهرة.
* مَن مِن الممثلين الشباب ترى فيه بداياتك وماذا تقول له ليتفادى اخطاءك؟
أنا مازلت في البدايات هذا كلام ليس تواضعاً هذا واقع لاني مازلت في مرحلة بحث مستمر انا لازلت استفيد من كل شيء حولي فمسألة اننا تجاوزنا مرحلة معينة لا تصلح لان الفنان الذي يفتقد في لحظة من اللحظات انه امسك بأسرار اللعبة او احتواها فالناس بالمقابل ستضحك عليه كثيرا وهو للاسف لايعرف.
* ما الذي يخبئه الشمراني للجمهور في قادم مشاريعه الفنية؟
أعمل الآن على ترتيب عمل تاريخي كوميدي ساخر أو كوميديا سوداء بالاصح اتمنى ان تكون بحجم ثقة المشاهد وهو في طور الترتيب الاولي لم تتضح ملامحه وهذا الخط العريض للموضوع.
|
|
|
|
|