| مقـالات
تضطلع وسائل الإعلام بدور فعال في التوعية والتثقيف، لكي يساعد على بلورة وخلق مفاهيم اتخاذ الوصول إلى اقتناع بالقبول أو الرفض لدى الفرد المجموعة المنشأة.
وعلى قدر ما يتوفر من معلومات لدى المتلقي بقدر ما تكون الرؤية واضحة لاتخاد القرار سواء أكان بالقبول لفكرة جديدة أيدلوجية أنظمة ولوائح سلوك أو محاولة فعل العكس، وهذا ما تقوم به وعليه نظريات الإعلام الاتصال الاجتماع وعلم النفس، حين تتوافر المصداقية للمعلومة التي تبثها وسائل الإعلام تكون فعاليتها لدى المتلقي سريعة وإيجابية حتى لو كان الأمر دعاية لصابون المرأة الجميلة أو حفائظ الطفل السعيد.
فمن خلال المحتوى والمضمون للعولمة يسارع العقل المتلقي إلى اختزانها لتمر بمراحل ذهنية ثم تختلط بمزاجية ونفسية لتصل إلى ذروة القبول الرفض لما جاء في المعلومة، فإن توافقت مع ما يرغب ويطمح إليه المتلقي جاءت الاستجابة وهنا تحقق الهدف من الرسالة المعلومة والعكس صحيح، ولهذا فان الاهتمام ببرامج التعليم والإعلام من أهم الأولويات لدى الأمم والشعوب حيث تقوم مؤسسات الدولة رأس السلطة بدور واضح الدلالات والابعاد مع بقية القوى الاجتماعية في المجتمع الجمعي الشامل الذي يتكون من الأسرة العشيرة ومجتمع المدرسة؟ لتأتي التربية مقرونة بالتعليم في إطار تبادلي تكاملي بما يتناسب وتحقيق الأسس والقيم/ المثل والمبادئ التي توافق عليها المجتمع، واصبح الحفاظ عليها وما بني من مكاسب شيئا مغروسا في ذاكرة الفرد المعرفية ثم الجمع الجمعي بما يكفل قاعدة للانتماء, ويأتي الخروج ضد رغبة المجتمع عملاً غير محبذ ولا مقبول.
وعليه فان وسائل الإعلام وقادة الرأي من المعلمين والمعلمات والوعاظ وأئمة المساجد والإعلاميين تقع عليهم مسؤولية القيام بدور الراعي الموجه للحفاظ على القيم المثل العليا التي ارتضاها المجتمع غاية أمل ومنهج حياة وهي في مجتمعنا العقيدة , يأتي التوجيه الرعاية من خلال بث تبادل الرأي النصح المشورة بما يحقق التجديد التحديث والتطوير وزيادة النماء الفكري الاجتماعي السياسي الاقتصادي والسلوكي العام بما لا يتعارض في أي شكل من الأشكال مع أي من المكاسب والقيم العليا للمجتمع وفي ذروة سنامها الإيمان بالمعتقد في إفراد الله جل وعلا بالعبادة والعمل من اجل نشر رسالة البلاغ بدين الله في الأرض ليدخل الناس فيه من كل فج قناعة بمضمون ومحتوى الرسالة الأمانة التي خص الله بها امتنا, لهذا فان لكل زمان متطلبات ومستجدات بفعل توالد الأجيال واختلاط البشر وتطور وسائل وسبل التواصل والاتصال واصبح التعديل التبديل التغيير من أهم المتطلبات للمحافظة على بقاء المجتمع مشدودا إلى قيمه ومثله ومبادئه مهما كانت شدة وسرعة إيقاع التغيير، فالمناهج تطور لتواكب متطلبات العصر والسياسات الإعلامية والاقتصادية تبدل من حين إلى آخر، ولعل مامرت به مناهج التعليم الثانوي من تجارب التعديل التبديل التطوير يمكن القول عنه انه قد قاد إلى تطور نوعي كمي مرض مقبول لكنه ليس الغاية المبتغاة المرتجاة, وطبيعي فقد بات جليا أن الطالب يجد أمامه التخصص الذي يحدد له منذ البدء المهنة الحقل الذي يريده ويرغبه دون البقاء في دوامة إلى أين يتجه وليس المحال هنا لهذا، لكن يمكن الإضاءة إلى أن هكذا تغيير قد جاء من أناس منتمين لهذا الوطن في قطاعات التعليم التابع لوزارة المعارف وتعليم البنات، ومعهم كتاب صحافيون وأكاديميون ولاشك أن الخبرة المعرفية المتراكمة ستثري نجاح التجارب.
إن استماع الملك وولي العهد وامراء المناطق فيما يشبه البرلمان اليومي إلى المطالب والآراء من فئات من المواطنين يمثلون عينة عشوائية للفئات والمستويات الثقافية والاجتماعية لهو أمر جميل ولا أخال مجالس المناطق إلا ثمرة من ثمار هذا التوجه الديمقراطي الشعبي القيادي، يردف هذا بالتوازي ما قد يأتي من مجلس الشورى في ترجمة للتطلعات الوطنية لاستبدال تغيير مالم يعد متوافقا لمواكبة متطلبات الواقع المعيش من الأنظمة القديمة كنظام الإعانات القروض الاستثمارات خلق مجالات أوسع لاستيعاب العمالة المتوالية النمو عددا وعدة.
ما سبق عوامل متداخلة متكاملة أراها ذات أثر بالغ الأهمية في بناء وتأكيد الانتماء وتعميقه في النفوس ليكون لدينا مجتمع واع بأهمية المرحلة المستقبلية لأجيالنا, ولا بد أن تخلع وسائل أجهزة الإعلام الدور النمطي الذي لا زالت قابعة فيه بعيدا عما وصل إليه وعي الناس وانفتاح فضاءات القنوات ونظم المعلومات,,!!
إن الانتماء غرس لا ينمو إلا بتكرار الري والتلقين والحوار الحر النزيه والتفاعل بين كل ذوي الرؤى والطرح الفكري السليم,, يقول الدكتور توفيق الناصر في كتابه الخداع الذاتي ومفترق الطرق 1986م إن ابسط شيء على خلق الحافز الذاتي لدى الفرد للتفاعل مع الآخرين هو بداية تعرفه على هذه العلاقة منذ صغره,, وذلك بامتثاله إلى الإرشاد التربوي المقرون بالمديح والثناء والحب والحنان أو المكافأة المادية من قبل والديه، كما أن نفس الحال ينطبق على أمثلة كثيرة حين يلعب عامل المكافأة والتقدير والتشجيع دورا أساسيا في جميع مجالات السلوك الإنساني كالجد والإخلاص في العمل والنشاط الإبداعي والتضحية بمختلف أنواعها,, وهكذا يكون من البديهي أن يشعر الفرد بالحيف ويفقد الإيمان بالعلاقة المتبادلة بين المصلحة الخاصة والعامة حال ما يكتشف سوء التكافؤ بين ما يقدمه من عطاء أو امتثال وبين ما يعود عليه من ذلك ص96 .
هذا يؤكد أن الانتماء إذا كان غريزة فإنه في حاجة إلى ما ينمي هذه الغريزة ودفعها إلى الالتزام بالسلوك الجمعي تجاه القيم والمثل والمبادئ وخير من يقوم بأداء هذا وسائل الإعلام الجماهيرية مساجد صحافة إذاعات مرئية مسموعة، مبثوثة، معلمون وكل قادة الرأي.
ضعف الوعي لا يعني عندي انعدام الولاء، لكن تراكمه مع الأجيال دون حوافز ودوافع وصيانة اجتماعية سوف يورث ضياعا قد يؤدي إلى فقدان كبير لأجزاء من عناصر الانتماء وتكون المسئولية على عاتقنا كمجتمع أمام الاجيال اللاحقة.
إذا كان لدى بعض الشباب في بلادنا ضعف في الوعي بأهمية العمل المهني في المصانع الإنتاجية سابك ارامكو السعودية هيئة الجبيل وينبع, فإننا لا نستطيع أن نسمح أن يقال إننا شعب خامل لا يحب العمل!! وهنا مرة بعد أخرى يأتي دور الإعلام التوعية واستمرارية تطوير تحديث المناهج كي يظل الإعلام مكملا للتربية والتعليم في ترسيخ المعلومات العلم التي تدعو إلى المحافظة والدفاع عن الوطن ومكتسباته هذا هو جوهر الإعلام، الانتماء إلا إذا كان يريد بعض في صحافتنا أن يظل إعلاما استهلاكيا محاكيا للإعلام الغربي الذي لا ينمي في المتلقي سوى المتع والسلع دون كبير باعث فكري علمي أو تهذيب أخلاقي.
|
|
|
|
|