| مقـالات
تتطور الحياة في المجتمع السعودي مما يحتم تطور أنساق المجتمع ومنها النسق التعليمي الذي يتضمن فلسفة وطرق ومناهج تربية الفرد, ويقول رجال التربية إن العملية التعليمية تطورت من الدوران حول المعلم الى الالتفات للمتعلم في ذاته، والعمل على تعرف استعداداته وصقل قدراته وإمكاناته، ودعم مهاراته واتجاهاته, والحرص من جانب المسؤولين عن التعليم أن تواكب المناهج التعليمية تطور المجتمع من جانب وتطور المعرفة والمعلوماتية من جانب آخر.
اذن التعلم بهذه الصورة يعني اعطاء المتعلم حرية أرحب في ان يتجه الى التعليم الذي يتناسب مع استعداداته وقدراته وبكيفية تتناسب مع شخصيته المتفردة، وإدراكاته المتميزة بما يتيح له اكتساب المهارات النفس حركية أي العقلية واليدوية التي يعوزها لحياته، وللتفاعل الموجب مع مجتمعه وبيئته المحيطة، وذلك حسبما تكون عليه خصائصه العمرية والعقلية والوجدانية واتجاهاته.
هكذا أصبح التعليم في المجتمع الحديث يعتمد في آلياته على نظام التفريد ، أي انه يتناسب مع كل فرد على حدة آخذا في الاعتبار الفروق الفردية بين الأشخاص آخذا بمنهج التربية الإنمائية .
من هذا المنطلق أصبحت المدرسة مطالبة بالتطوير المتوافق أي التطوير الذي يتوافق مع التطوير الحادث في المجتمع والذي تطورت تبعا له بيئة المتعلم بمكوناتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والتربوية بما يتناسب مع مفاهيم الكونية والعولمة التي أخذت في التشكل بآليات الحاضر، وصارت أمرا واقعا يشكل معالم المجتمع الانساني وتقدمه في شتى المجالات العلمية والتطبيقية والتكنولوجية، وانعكس أثر ذلك فيما يطلق عليه الثورة المعرفية التي دعمها تطور الاتصالات والمواصلات عبر الأقمار الصناعية والكمبيوتر والانترنت مما يحتم كذلك ضرورة تطوير وتحديث نظم التعليم بما يتلاءم مع المتغيرات.
ومن الحادث في النسق التعليمي ككل ان المدرسة صار هدفها الأسمى تعليم الفرد كيف يتعلم, ولعلها بهذا تمكنه من تنمية تفكيره والدفع بهذه القوى للمشاركة الايجابية فيما يتعلم ومساعدته على تطبيق ما يتعلم في مواقف حياتية وبيئية أخرى مشابهة، وعليها ان تسلحه بالخبرة المتقدمة التي تهيئه لأن يأخذ دوره المناسب في مختلف مواقع العمل والانتاج، مدعومة في ذلك بالمناهج والبرامج والمناشط التعليمية والتربوية المتنوعة التي تقدمها له مستويات التعليم المختلفة، ويصبح التعليم أكثر جدوى وفعالية حين يشارك المتعلم بجهده الخاص في عملية التعلم الذاتي,, ويتيح ذلك استخدامات الكمبيوتر كوسيط تكنولوجي في العملية التعليمية, وفضلا عن ذلك فاننا نرى ان يمتلك الطالب هذه التكنولوجيا بدءا من المرحلة الابتدائية لتنمو معه على مدى السلم التعليمي، على ان تتحدد استخداماته على النحو التالي:
ان يتناول عرض المادة العلمية وموضوعها على كل من المعلم او الطالب حسب طلب كل منهما وردة الفعل المناسبة.
اعتباره مصدرا قويا للمواد التعليمية وأداة للاختبار الذاتي لامكانية المراجعة والتجويد والتطوير.
وباعتباره أيضا مصدرا للمعلومات الالكترونية وشبكات الاتصال.
استخدامه في البريد الالكتروني بما يتيح فرصة ارسال واستقبال المراسلات الالكترونية بين الطالب وغيره على طرف آخر.
استخدامه في تأدية الوظائف الحسابية والبيانية، والمعلوماتية والهندسية والعلاقات المنطقية والتحليلية.
وكثير من الاستخدامات على المدرسة ان تحدد أساسيات مجال الكمبيوتر في التعليم الذي يناسب المرحلة الابتدائية، وتحدد كذلك كيفية اتقان الطالب التعامل مع الكمبيوتر بصورة فعالة؟
والوقوف على ماهي المجالات الأكثر حاجة للكمبيوتر؟ وما هي المفاهيم الأساسية التي يتكون منها منهج الكمبيوتر؟ وماهي طرق التدريس المناسبة لتعليم الكمبيوتر ومعايير التقييم؟
ان تعلم الكمبيوتر سيتيح للطالب امكانات حياتية ممتازة وجديدة بدعم من التعليم ووعي القائمين عليه وحرص المتلقين.
|
|
|
|
|